
رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار الشامل في أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء.
ووافق بوتين فقط على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة، وبذلك، يكون بوتين قد رفض المقترح الذي توصل إليه فريق ترامب مؤخرًا مع الأوكرانيين في المملكة العربية السعودية، وهو وقف شامل لإطلاق النار لمدة شهر.
ولم تحقق المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب خرقاً يتيح التوصّل إلى وقف إطلاق النار، لكن الرئيسين اتفقا على إجراء المزيد من محادثات السلام على الفور في الشرق الأوسط.
ماذا قالت موسكو وواشنطن عن المكالمة؟
عقب مكالمة، أصدر البيت الأبيض بياناً ذكر أن الرئيسين اتفقا على أن “التحرك نحو السلام سيبدأ بوقف إطلاق نار في قطاعي الطاقة والبنية التحتية”، يليه مفاوضات حول “وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ووقف إطلاق نار شامل، وسلام دائم”.
وخلال الأسبوع الماضي، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عقب المحادثات التي جرت في جدة، بأن “الكرة” في ملعب روسيا، بعد أن قبل الأوكرانيون اقتراح واشنطن بوقف إطلاق نار شامل.
إلا أن بيان البيت الأبيض الذي أعقب مكالمة ترامب وبوتين لم يشر إلى هذا الاتفاق مع كييف.
فيما أشار بيان الكرملين حول المكالمة إلى ما وصفه بـ”سلسلة من القضايا المهمة” المتعلقة بتطبيق أي اتفاق مع كييف، ووفق الكرملين، فإن موسكو اشترطت وقف المساعدات العسكرية الأجنبية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا من أجل الموافقة على هدنة شاملة، وهي شروط رفضها سابقاً حلفاء أوكرانيا الأوروبيون.
اتفق ترامب وبوتين على إجراء محادثات فورية على المستوى الفني للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد، والتي قال الكرملين إنها يجب أن تكون “معقدة ومستقرة وطويلة الأمد”.
ماذا نعرف عن خطة وقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
لماذا اختار ترامب السعودية مكانا للقاء نظيره الروسي؟
ونشر ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي أن مكالمة الثلاثاء مع الزعيم الروسي كانت “جيدة ومثمرة للغاية”.
فيما قال لقناة فوكس نيوز إن المساعدات المقدمة لأوكرانيا لم تتم مناقشتها في مكالمته مع الرئيس الروسي.
ولم تتضمّن محاضر المكالمة التي تم نشرها من قبل كلّ من واشنطن وموسكو أيّ إحالة إلى احتمال إعادة تقسيم الأراضي، في حين كان الرئيس الأميركي قد أعرب عن استعداده للتطرّق إلى “تقاسم” بين أوكرانيا وروسيا، وهو ما أثار مخاوف كييف.
وشدّدت الإدارة الأميركية في بيانها على “المزايا الهائلة” لإقامة “علاقة ثنائية أفضل” بين الولايات المتحدة وروسيا تُفضي إلى “اتفاقات اقتصادية ضخمة” محتملة.
وبادر ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني إلى التقارب مع روسيا التي قطع سلفه جو بايدن العلاقات معها وكّز على مساعدة أوكرانيا.
موقف كييف
عقب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده تتقبل فكرة الهدنة التي تشمل البنية التحتية للطاقة، مطالباً بمعرفة ” تفاصيل ما عرضه الروس على الأمريكيين أو ما عرضه الأمريكيون على الروس”. وفق قوله.
لاحقاً، اتهم زيلنسكي نظيره الروسي بأنه “رفض عملياً” مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار، بعدما نفذت روسيا هجمات صاروخية على منشآت أوكرانية، ليل الثلاثاء، ومن ضمنها مستشفى في مدينة سومي، وفقاً للرئيس الأوكراني.
وقال زيلينسكي في بيان إن روسيا نفذت هجوماً بحوالي 40 طائرة بدون طيار، وأضاف “لسوء الحظ، تعرضت البنية التحتية المدنية على وجه التحديد للهجوم”. وطالب زيلينسكي بممارسة المزيد من الضغوط على روسيا، قائلاً “حقيقة أن هذه الليلة ليست استثناءً تُظهر أن الضغط على روسيا يجب أن يستمر من أجل السلام”. في إشارة إلى ترامب.
ومن بين الأماكن التي طالها القصف الروسي مدينة سلوفيانسك الشرقية، التي عانت من انقطاع التيار الكهربائي. وفي وقت سابق.
ردود فعل غربية
وبعيد المكالمة بين ترامب وبوتين، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيتهما مواصلة مساعدة كييف عسكرياً.
وقال شولتس “كلانا متّفقان على أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا وعلى أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على أوروبا وأننا لن نخذل كييف”.
وأدلى شولتس بتصريحاته وبجانبه الرئيس الفرنسي الذي يجري زيارة إلى ألمانيا.
وقال ماكرون “سنواصل دعم الجيش الأوكراني في حرب المقاومة ضد العدوان الروسي”.
أما بريطانيا التي سبق لها وأن أعربت عن استعدادها لنشر قوات في أوكرانيا في إطار اتفاق سلام، فرحّبت بـ”تقّدم” تم إحرازه “نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار”.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “نحن باقون (إلى جانب أوكرانيا) طالما اقتضى الأمر للتأكد من أن روسيا لن تكون قادرة مجددا على شن غزو غير مشروع”.
- “ما هي الاستراتيجية الكامنة وراء تحوّل ترامب نحو روسيا؟” – واشنطن بوست
- انحياز ترامب لبوتين: استراتيجية لعزل الصين أم تحوّل في السياسة الخارجية الأمريكية؟
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.