مئات يتظاهرون في غزة ضد حركة حماس

 

مجموعة من الأشخاص في مسيرة في غزة
AFP
خرج مئات إلى شوارع بيت لاهيا، وردد الكثير منهم شعارات مناهضة لحماس

تظاهر مئات الأشخاص في غزة، للمطالبة بوقف الحرب وتنحي حماس عن السلطة، في أكبر احتجاج مناهض للحركة الفلسطينية التي تسيطر على القطاع، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتجمع متظاهرون بجانب مخيم للنازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ثم ساروا في طرق تحيط بها أكوام ركام المباني والمنازل التي دمّرت خلال الحرب، قرب مستشفى الأندونيسي حيث رددوا هتافات منها “حماس برا برا”، بحسب فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفرق مسلحون ملثمون من حماس، بعضهم مسلح وآخرين يحملون هراوات، المتظاهرين بالقوة، واعتدوا على عدد منهم.

وبحسب ما رصدت بي بي سي ، لم تعلق حماس على المظاهرات على الفور، لكن مؤييدي الحركة قللوا من أهميتها.

ونقلت وكالة فرانس برس أن ناشطين وجهوا على تطبيق تلغرام دعوة للمشاركة في مظاهرة مماثلة في مواقع عدة في قطاع غزة الأربعاء.

وقالت الوكالة إنه من الصعوبة بمكان تقييم حجم التأييد أو المعارضة للحركة التي سيطرت على القطاع بشكل محكم وتعتبر واحدة من المنظمات السياسية الفلسطينية الرئيسية.

ووفق استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، عبّر 35 بالمئة من الفلسطينيين في قطاع غزة عن تأييدهم لحركة حماس في أيلول/سبتمبر، فيما عبّر 26 بالمئة عن تأييدهم لحركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكان المتحدث باسم حركة فتح في غزة منذر الحايك قد دعا السبت، “حماس إلى أن تغادر المشهد الحكومي، وأن تدرك تماماً أنّ المعركة القادمة هي إنهاء الوجود الفلسطيني”.

جانب من مظاهرات في غزة تطالب بوقف الحرب وتنحي حماس عن السلطة، أحد الأشخاص يظهر محمولاً على كتف شخص آخر وبيده مايكروفون، وحوله عدد من المشاركين في المظاهرة.
AFP
المظاهرات تعد أكبر احتجاج مناهض لحماس منذ بدء الحرب في القطاع

وجاءت المظاهرات بعد يوم من إطلاق حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية صواريخ باتجاه أراض إسرائيلية.

ولاحقاً أصدرت إسرائيل قراراً بإخلاء السكان من أجزاء كبيرة من بيت لاهيا، وهو ما أثار غضب الرأي العام في المنطقة.

واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار، بعد قرابة شهرين من وقف لإطلاق النار أُفرج خلاله عن 33 رهينة مقابل نحو 1800 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

وقتل ونزح مئات الفلسطينيين بعد استئناف إسرائيل قصفها الجوي للقطاع الفلسطيني.

ومحمد دياب من المشاركين في المظاهرة وهو من سكان بيت لاهيا دمر منزله في الحرب، وفقد شقيقه في غارة جوية إسرائيلية قبل عام، قال لـ بي بي سي “نرفض الموت من أجل أحد أو من أجل أجندة أي جهة أو مصالح دول أجنبية”.

وقال إن على حماس “التنحي والاستماع إلى صوت الحزن، الصوت الذي يرتفع من تحت الأنقاض، إنه الصوت الأكثر صدقاً”.

وأظهرت لقطات من بيت لاهيا أيضاً متظاهرين يهتفون “يسقط حكم حماس، يسقط حكم الإخوان المسلمين”.

من جانبها نقلت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس عبر منصة تلغرام بيانين قالت إنهما صدرا عن وجهاء المحافظات الجنوبية، وجهاء بيت لاهيا شمالاً.

وأورد البيان المنسوب لوجهاء ومخاتير بيت لاهيا أن “في إطار المطالبات الشعبية بوقف حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني بدعم مباشر وكامل من الإدارة الأمريكية خرجت مسيرات عفوية في مدينة بيت لاهيا الصامدة تطالب العالم الحر بزيادة الضغط على العدو الصهيوني لوقف شلال الدم وفتح المعابر لإدخال المساعدات اللازمة”.

واعتبر البيان أن “هذه المطالبات هي حقوق مشروعة لأبناء شعبنا وليست كماليات أو منة من أحد ولا يحق لأي جهة إعلامية أو دولية تبرير تصرفات الكيان اللاإنسانية واللاأخلاقية”.

وتابع “هذه المسيرات خرجت عفوية تماماً ولا يمكن أن نقبل استغلالها في حالات مناكفة سياسية أو خروج على الصف الوطني في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من الصراع مع العدو”.

وختم البيان بالقول إن “بيت لاهيا كما كانت دوماً خزانٌ ثوريٌ لا ينضب من الثوار والمقاومين والمجاهدين وهي لا تقبل أبداً استغلال مطالب شعبنا المشروعة من أطراف تابعة للطابور الخامس وأشخاص مندسين لعرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية”.

وأما البيان المنسوب لوجهاء ومخاتير المحافظات الجنوبية في القطاع فجاء فيه: “من باب المسؤولية الوطنية نقف اليوم موقفاً لله في ظل حرب وجودية تستهدف شعبنا وأهلنا في قطاع غزة بجانب حصار لا إنساني تمارسه إسرائيل عدوة شعبنا اللدود لنشدُّ على أيادي إخواننا وجهاء ومخاتير بيت لاهيا الذين قرروا أن يكونوا أصحاب السبق في الاصطفاف والالتحام بجانب المقاومة والقرار الوطني المستقل”.

البيان الأخير جاء بعد دعوة حماس لـ “النفير العام”، إذ قالت في بيان نشره حسابها على منصة تلغرام “جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، ندعوكم إلى النفير العام أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة، دفاعاً عن شعبنا في غزة والقدس ونصرة لصمود شعبنا ورفضاً لجرائم الاحتلال وداعميه”.

عدد من النازحين قرب ركام من الدمار الناجم عن الحرب
Getty Images
نزوح فلسطينيين من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة إلى الجنوب

وقال مجدي عبر وكالة فرانس برس إنّ “عشرات الشباب تجمعوا قرب خيام النازحين في بيت لاهيا وتحوّلت إلى تظاهرة عفوية لأنّ الناس تعبت من الحرب، ولكن أثناء السير أمام مستشفى الأندونيسي ردّد البعض هتافات ضدّ حماس، وكفى حرباً”.

وأضاف “إذا كان خروج حماس من مشهد حكم غزة هو الحل فلماذا لا تتخلى حماس عن الحكم لحماية الشعب”.

وتنامت الانتقادات العلنية تجاه حماس سواء في الشوارع أو عبر الإنترنت منذ بدء الحرب، لكن لا يزال هناك مؤيدون بشدة للحركة، وسط صعوبة قياس مدى تحول الدعم للحركة بدقة.

وكتب محمد النجار من غزة عبر صفحته على الفيسبوك، “عفواً، على ماذا تراهن حماس تحديداً؟ يراهنون على دمائنا، دم يراه العالم أجمع مجرد أرقام”، داعياً حماس إلى التنحي عن السلطة.

واندلعت الحرب الأخيرة في غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل تسبّب بمقتل نحو 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي، ولا تزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال الهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 محتجزين في غزة بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم توفوا.

وشنت إسرائيل حرباً على القطاع تسبب في مقتل أكثر من 50 ألف شخص، بحسب السلطات الصحية في القطاع، بنزوح غالبية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.1 مليون شخص.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 70% من المباني في غزة “تضررت أو دمرت”، كما انهارت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، مع نقص في الغذاء والوقود والأدوية.

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.