إبعاد شبح المعارك الانتخابية عن المدينة المميزة مساعي التوافق بين القوى السياسية تتقدم في جزين

يشكل موقع مدينة جزين الإستراتيجي أهمية كبيرة، ونقطة تواصل بين الجنوب والبقاع والجبل، وهي عاصمة القضاء الذي يضم 65 بلدة، منها 35 فيها مجالس بلدية، فيما يبلغ عدد سكانها أكثر من 35 ألف نسمة، وغالبيتهم من الطوائف المسيحية (65 بالمائة موارنة و30% من الروم الكاثوليك و5 بالمائة من الطوائف الإسلامية وغيرها).
قضاء جزين هو أحد أقضية محافظة الجنوب الثلاثة، الذي يعتبر خزان الطوائف المسيحية فيها. وبدأت المدينة تشهد حراكا انتخابيا، لاختيار مجلس بلدي جديد من 18 عضوا، وهو ما يعرف ببلدية جزين – عين مجدلين.
وتنشط الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية المؤثرة بالقرار الجزيني (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر)، وبين العائلات وفاعليات المدينة للوصول إلى لائحة توافقية، ويقودها أحد كهنة المنطقة. ويبدو أنها قطعت شوطا متقدما، وسط توقعات من أن الأيام المقبلة ستتوضح معها صورة المشهد الانتخابي في المدينة.
عضو تكتل«الجمهورية القوية» التابع لحزب «القوت اللبنانية» النائب سعيد الأسمر، والذي يشارك في لقاءت التوافق، اعتبر «أن الانتخابات في مدينة جزين، سياسية بامتياز، فهي مدينة كبيرة ومركز للقضاء، ويصل عدد الناخبين فيها إلى حوالي 9000 ناخب».
وتحدث عن «وجود مسعى توافقي، يقوم به أحد كهنة الرعية مع الأحزاب في جزين، وان الباب لا يزال مفتوحا للتوافق، تحت شعار مصلحة جزين، والتي هي خطوة مهمة وصيغة جديدة لم تعرفها المدينة من قبل».
وقال: «حتى الساعة يمكن القول إننا في انتظار أن يصلنا الرد بهذا الخصوص من التيار الوطني الحر، عما اذا كان مستعدا البحث باسم آخر، واذا لم تستكمل الأمور كما هي، فإننا نتجه إلى معركة انتخابية».
وأضاف: «لقد وضعنا كأطراف سياسية المعايير لاختيار الأفضل، وهناك جدية من قبل الأفرقاء الذين طرحوا عشرات الأسماء من غير المحازبين، وهم على مسافة واحدة من الجميع. وتم التوصل إلى تقارب على عدد من الأسماء، ونحن في انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات في اليومين المقبلين».
وتابع الأسمر: «عندما نتحدث عن التوافق، يعني لا يمكن أن يكون رئيس المجلس البلدي حزبيا، أو تابع لأحد الأفرقاء السياسيين. نريد شخصا قريبا من الجميع، ويتمتع بالمواصفات التي وضعناها. للأسف ان التيار الوطني يصر على طرح شخص حزبي، ولا يقبل بأي شخص آخر، ولا يريد التفاوض بأي اسم آخر، وبالتالي ليس هناك جدية، لذا فلتكن معركة أخوية وحبية لمصلحة جزين، وليصل الأقوى والأفضل إلى البلدية».
وأكد «أن الأبواب مفتوحة لاختيار الأفضل للانتخابات البلدية»، مشيرا إلى «انه حتى الساعة لم يسجل أي تحالف أو شبك انتخابي، في انتظار إعطاء المهلة الجدية التي كنا نسعى اليها».
من جهتها، شددت منسقة التيار الوطني الحر في قضاء جزين، كمال شرفان الحلو، على «ضرورة اختيار الاشخاص الأنسب لهذه المرحلة، والتمكن من السير قدما، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة من حياة لبنان، على المستوى الاقتصادي والأمني، والحاجة الماسة إلى الحماية الاجتماعية».
وأضافت: «نحن بحاجة إلى أشخاص لديهم الكفاءة، والقدرة على مواجهة هذه التحديات، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والبعد الإنساني وتحقيق الإنماء المحلي».
وعن التواصل بين القوى السياسية، أشارت الحلو إلى أنه «تم عقد اجتماعات عدة بين القوى السياسية في جزين، وقد وضع المجتمعون المعايير والمواصفات، التي يفترض ان يتمتع بها المرشح، ليكون تمثيله على قدر المسؤولية المتوخاة».
وأوضحت «أن التواصل شمل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والنائبين السابقين ابراهيم عازار وزياد أسود».
وشددت على «أهمية احترام رأي العائلات وتمثيلها»، مؤكدة «انه لا يمكن اختصار العائلات والفعاليات في أي بلدة، التي من اجلهم تنشأ البلدية».
وأكدت على «ضرورة أن يكون للمرشح المقدرة على إحداث الفرق في العمل البلدي»، مشيرة إلى «ان الأسماء التي طرحها الأفرقاء، يمكن لأي منهم أن يشكل لوائح انتخابية».
وأكدت ان كل فريق قدم طروحاته، لكنها اعتبرت «أنه لا يكفي أن يجتمع الأفرقاء والتوافق على الأسماء، بل الأهم أن يشكل هذا التفاهم مصدر اطمئنان وأمان للناس. لأن التوافق يتطلب منا مسؤولية أعلى من الانتخابات، لكي لا يصبح التوافق، كأنه يفرض على العائلات ممثليهم».
وقالت انه حتى الساعة لم تحسم الأمور بعد.
بدوره، النائب السابق إبراهيم عازار الذي يشارك في اللقاءات أعرب عن أمله في «أن الأمور تتجه بشكل إيجابي»، متمنيا «أن تترجم فعليا».
وأشار إلى «ان الصورة تتوضح في الأيام المقبلة، في ضوء الاجتماعات التي سنعقدها»، مؤكدا السير باتجاه التوافق.
وشدد على «أن المرحلة صعبة جدا، وظروف الوطن ليست بخير وهي دقيقة. هدف البلدية الإنماء والاهتمام بشؤون الناس». ورأى «أنه لا يجب أن تطغى البرامج السياسية والانتخابية على العمل البلدي».
وأمل عازار «أن يتم اختيار مجلس بلدي متجانس، ولا يزعج أحدا، لا بل ينشاف الحال فيه ويخدم كل الناس».
وأكد «أن حظوظ التوافق لاتزال كبيرة، وقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة».
الانباء – أحمد منصور
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.