مصدر أمني: تعيين قائد جديد للجيش يتقدم على ما عداه لمواجهة التداعيات الإقليمية

الرئيس العماد جوزف عون مستقبلا نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري في قصر بعبدا (محمود الطويل)

استحوذت الأحداث الأمنية في الداخل السوري، وتحديدا في منطقة الساحل على الحدود الشمالية مع لبنان والمواقف الدولية منها، على الاهتمام اللبناني، حيث اتجهت الأنظار إلى محافظة الشمال، مع تأكيد نزوح آلاف السوريين إلى عكار وطرابلس، رغم انتظار ملفات دسمة على طاولة الحكومة لإقرارها واتخاذ تعيينات عاجلة على الصعيدين الأمني والمالي (الاقتصادي ـ النقدي).

«تطورات حدودية إضافية» شغلت أركان السلطة في لبنان، بعد «الهم الأكبر» بعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولته تكريس منطقة عازلة من الناقورة ساحلا إلى سفوح جبل الشيخ بقاعا.

تطورات داهمة في وقت تسعى فيه الحكومة إلى إصدار سلسلة تعيينات أمنية ومالية تم ترحيلها من الخميس الماضي إلى الأسبوع الحالي، من دون حسم بتها كلها بسلة واحدة، أو حتى تجزئتها.

وحذر نائب حالي ناشط على خط الرئاستين الأولى والثانية عبر «الأنباء»، مما سماه «تفلت الأمور في مناطق سورية محددة». وكشف عن «نزوح كبير إلى شمال لبنان»، مشيرا إلى «تجاوز العدد سبعة آلاف نازح»، الأمر الذي بدأت تظهر تفاصيله الميدانية على الأرض، من خلال بيانات صادرة عن بلديات ومخاتير وجمعيات.

وطالب النائب الحكومة «بالتركيز على ما يحصل في الجوار السوري، وبضرورة تحصين المؤسسات الأمنية اللبنانية، خصوصا أنها تنتظرها مهام كبرى على طول الحدود من الناقورة في الساحل الجنوبي، صعودا إلى خطوط المواجهة مع إسرائيل إلى تخوم جبل الشيخ، وامتدادا من هناك على طول الحدود اللبنانية ـ السورية في البقاع الشمالي والهرمل وعكار نزولا إلى معبر العريضة على الساحل شمالا».

كذلك، تناول وزير سابق ما يحصل في سورية، وطالب المسؤولين اللبنانيين بـ«التعاطي مع ما يحصل في سورية وفق ما يستحق، لجهة ارتداداته على لبنان».

وتثير التطورات الإقليمية المتسارعة قلق الحكومة اللبنانية، الأمر الذي يفرض عليها الإسراع في تنفيذ بيانها الوزاري بدءا من موضوع التعيينات. ويتوقع أن تحسم الاتصالات لإنجاز التعيينات العسكرية والأمنية يوم الخميس المقبل في سلة واحدة، وإذا تعذر ذلك فقد يصدر تعيين قائد جديد للجيش بشكل منفرد، لإعطاء زخم جديد في مواجهة التطورات وما نتج عنها من تداعيات النزوح المستجد مع أحداث الساحل السوري.

مصدر عسكري رسمي لبناني قال لـ «الأنباء» إن «الأمور تبدو مقبولة إلى حد ما في المنطقة الحدودية»، وإذ أقر بمنطقة عازلة يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرضها، قلل مما يثار في وسائل الإعلام، محددا عمق المنطقة بمسافة تصل إلى 500 متر كحد أقصى من الجدار الحدودي الفاصل مع الجيش الإسرائيلي. وأكد جهوزية الجيش اللبناني الكاملة لضمان سلامة المواطنين، مشيرا إلى انعدام الحركة ليلا في عدد من القرى المدمرة، إذ لا بنى تحتية من شبكات مياه وكهرباء، ولا أعمدة إنارة لمن يريد التحرك ليلا، وقال ان الأمر يختلف في قرى وبلدات لم تتعرض للاستهداف في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

والتصعيد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية يثير القلق ويطرح تساؤلات. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر أن تحركا يجري ضمن إطار الأمم المتحدة لتفعيل دور «اللجنة الخماسية» الدولية، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والخرق المستمر لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتساءلت مصادر نيابية عبر «الأنباء» عما إذا كان «فلتان الوضع الأمني في الإقليم كردة فعل على التغييرات، أم إنه ضمن خطة تهدف إلى خلق واقع إقليمي جديد بعناوين سياسية وجغرافية مختلفة».

الانباء ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.