شتاينتس يدعو عون إلى محادثات مباشرة.. الرياض لإصلاحاتٍ تعالج «المشكلة الأساسية»: «حزب الله» يقوّض الدولة

الخبير هانك: من المثير للصدمة مشاهدة السياسيين لا يكترثون للوضع بينما بيروت تحترق
لم يَحْتَجْ وزيرُ الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى أكثر من دقيقة ونصف دقيقة مع الإعلامية الأميركية هادلي غامبل لتقديم رؤية بلاده للوضع في لبنان ومآلاته.

وبـ «صريح العبارة»، قال وزير الخارجية رداً على سؤال حول أن المملكة دعمت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في السابق، فهل تعتقدون أنه الرجل المنُاسِب لإخراج لبنان من أزمته، إن «الأمر لا يتعلّق بفرد. بل الأهمّ أن يكون هناك تغيير حقيقي في كيفية العمل وأداء الطبقة السياسية في لبنان».


وأضاف: «الآن لدينا حالة حيث إن نظام الحُكْم هناك (في لبنان) يركّز في شكلٍ أساسي على تقديم الغطاء لحزب الله، وهو ما يقوّض الدولةَ بالكامل. فالدولة تعجّ بالفساد وسوء الإدارة بفعل سيطرة حزبٍ عليها هو ميليشيا مسلّحة تستطيع فرْضَ إرادتها على أي حكومة. ومن هنا أعتقد أنه من دون إصلاحاتٍ هيكلية تعالج هذه المشكلة الأساسية، الأفراد ليسوا هم المسألة».

ورأى «أن أهمّ ما يمكن لبنان القيام به هو مساعدة نفسه، فالوضع السياسي والاقتصادي هو ثمرة طبقته السياسية التي لا تقوم بالتركيز على تحقيق الرخاء لشعب لبنان»، داعياً «إلى القيام بالإصلاحات الحقيقية وتقديم الخدمات من أجل البلاد والتركيز على الاستفادة من إمكانات لبنان وطاقات شعبه وهو متعلّم كثيراً ومجتهد للغاية»، ومؤكداً «يستحق لبنان أن يكون من أكثر البلدان ازدهاراً في المنطقة ولكنه يحتاج إلى حُكْم جيّد».

وجاء هذا الموقف السعودي الذي يعكس المناخ الخليجي والعربي عموماً، كما الدولي من الأزمة في لبنان، فيما يدور ملف تأليف الحكومة في حلقة مفرغة من التعقيدات وسط اتساع دائرة المطالبات الخارجية بالإسراع في استيلاد تشكيلةٍ كانت المبادرةُ الفرنسية أرستْ ركائزها على أن تضمّ اختصاصيين غير حزبيين لا يكونون «مرتهنين» للقوى السياسية ومن خارج قاعدة «تقاسُم كعكة» الحقائب وترسيم التوازنات التقليدية، قبل أن توضع هذه المبادرة في عيْن العقوبات الأميركية التي ستتوالى على حلفاء «حزب الله» في لبنان والرياح التسخينية في المنطقة التي تشهد ميادينُها تحميةً مدروسةً ومفتوحةً على شتى الاحتمالات المتصلة بالمواجهة مع إيران وأذرعها والتي صارت تُسابِق موعدَ تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحُكْمَ في الولايات المتحدة وتسليمه وقائع غير قابلة للنقض على الأرض.

وفيما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، آخِر المسؤولين الدوليين الذين يحضوّن قادة لبنان على «الموافقة بسرعة على تشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني»، لم تعُد الأرقام القياسية في مستوى الفشل والتحلل اللذين باتا يحكمان الوضع في «بلاد الأرز» تفاجئ اللبنانيين ولا غالبية الطبقة السياسية التي تبدو وكأنها تمْضي في الاستثمار بالانهيار «حتى آخِر رمق» للبنان، وبعضها سلّم بعدم القدرة على تأليف حكومةٍ تُوازِن بين شروط الخارج وموازين القوى الداخلية، وسط اقتناعٍ بأن مثل هذه «الخلْطة» قد تكون أصبحت مستحيلةً، وهو ما يفسّر التسريبات عن احتمالِ تعويم حكومة تصريف الأعمال ولو من باب ترْك «قنبلة» رفْع الدعم القسري عن مواد استراتيجية (ولو تحت عنوان ترشيد استخدام بقايا الاحتياطي بالدولار لدى مصرف لبنان) ينفجر بين يديْها، لتبدأ أي حكومة جديدة «على بياض» في هذا الإطار متى توافرتْ الظروف الإقليمية لولادتها أو تَحَقّقت مفاجأة داخلية تبدو حتى الساعة بعيدة المنال.

وفي هذا السياق، جاء إعلان الخبير الاقتصادي الأميركي البروفسور ستيف هانك أمس، أن لبنان تجاوز دولة زيمبابوي ليصبح بالمرتبة الثانية من حيث التضخم العالمي، كاشفاً أن نسبة التضخم في لبنان سجلت 365 في المئة لتسبقه دولة فنزويلا التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً بنسبة 2133 في المئة.

وكتب هانك عبر «تويتر»: «من المثير للصدمة مشاهدة السياسيين اللبنانيين لا يكترثون للوضع بينما بيروت تحترق».

محادثات مباشرة

وفي القدس، دعا وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، الرئيس اللبناني ميشال عون إلى إجراء محادثات مباشرة في أوروبا في شأن ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها لحل الخلافات في شكل نهائي.

وفي سلسلة تغريدات بالعبرية والعربية وجهها إلى عون أمس، قال وزير الطاقة «يسرني بأن أبلغكم بأنني استمتع بالحوار الذي يجري بيننا في الأيام الأخيرة».

وكتب: «أنا على ثقة بأنه لو التقينا مع الجانب اللبناني وجها لوجه في إحدى الدول الأوروبية لاجراء مفاوضات، لتمكنا من حل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد، الأمر الذي من شأنه تعزيز الاقتصاد والرفاهية للشعبين».

وكان شتاينتس اتهم لبنان الأسبوع الماضي بتغيير موقفه باستمرار بشأن ترسيم الحدود، ومحاولته توسيع مساحة المنطقة المتنازع عليها.

وسارعت الرئاسة اللبنانية الى اعتبار كلام شتاينتس «لا أساس له من الصحة».

وأكّدت أن «موقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات الرئيس عون للوفد اللبناني المفاوض لا سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي».

وقالت خبيرة مصادر الطاقة اللبنانية لوري هايتايان، إن منشور عون عبر «تويتر»، يؤكد أن لبنان يطالب الآن بمساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافياً من البحر إلى الجنوب.

ووقّع لبنان في 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين من مياهه الإقليمية تقع إحداها، وتعرف بالبلوك رقم 9، في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل. وبالتالي، ما من خيار أمام لبنان للعمل في هذه الرقعة، إلا بعد ترسيم الحدود.

الراي – وسام أبو حرفوش وليندا عازار | محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.