اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري وموالين للأسد في حلب، و”عمليات انتقامية” في الساحل تُسفر عن مئات القتلى

رجل يبكي بعد مقتل أحد أفراد عائلته في حماة

EPA
رجل يبكي بعد مقتل أحد أفراد عائلته في حماة

أعلنت وزارة الدفاع السورية الإثنين تصدي وحداتها لهجوم شنته قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، موقعة خسائر في المجموعات المهاجمة، وذلك بحسب ما أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

وفي محافظة دير الزور، أعلنت إدارة الأمن العام إلقاء القبض على أربعة ممّن وصفتهم بـ “قادة المجموعات التابعين لفلول النظام البائد”، بحسب الوكالة السورية.

وأكد المقدم ضياء العمر، مدير إدارة الأمن في محافظة دير الزور، لـ (سانا) الإثنين، أن العمليات لا تزال مستمرة، ولن يكون هناك تهاون في محاسبة كل من يثبت تورطه في أعمال “إجرامية” تهدد أمن واستقرار البلاد.

وقال العمر للوكالة السورية إن هذه العملية جاءت بعد ثبوت تورط من ألقي القبض عليهم في التخطيط لاستهداف مقرات أمنية وحكومية، بالتنسيق من قيادات موالية للنظام السابق في الساحل السوري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع “غارات تركية” استهدفت سد تشرين وجسر قرقوزاق في ريف حلب الشمالي الشرقي “منبج”، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر حتى الآن.

وقُتل في ريف حلب الشمالي أربعة عناصر من “فصائل الجيش الوطني” خلال عملية تسلل نفذتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في محيط دير حافر بريف حلب الشرقي، بحسب المرصد.

وخلال ساعات فجر الإثنين أكد المرصد أن “العمليات الانتقامية في الساحل وجباله” استمرت لنحو 72 ساعة سُجّل خلالها “40 مجزرة طائفية”.

وفي حصيلة غير نهائية، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد أن 973 مدنياً قُتلوا منذ السادس من مارس/آذار على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها في غرب البلاد، متحدثاً عن “عمليات قتل وإعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي”.

رجل مسلح سوري يطلق النار في الهواء أثناء تشييع جنازة أحد أفراد قوات الأمن السورية الذي قُتل في هجوم شنته مجموعات موالية للرئيس المعزول بشار الأسد في محافظة حماة، سوريا.

EPA

وبدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن شخصاً مطلوباً، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد الذي تحدث منذ ذلك الحين عن وقوع عمليات “إعدام” طالت مدنيين علويين.

وأرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس المجاورة في الساحل الغربي حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين للأسد.

وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.

وقال أحد سكان مدينة جبلة العلويين لوكالة الأنباء الفرنسية رافضاً كشف هويته إن “أكثر من خمسين شخصاُ، هم أفراد عائلات وأصدقاء، قتلوا”، لافتاً إلى أن قوات الأمن وميليشيات حليفة لها “انتشلت الجثث بواسطة جرافات ودفنتها في مقابر جماعية. حتى إن هؤلاء ألقوا بجثث في البحر”.

وشارك ناشطون والمرصد السوري الجمعة مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدّس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع دماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان، فيما لم يتسنَّ حتى اللحظة التحقق من صحة هذه الفيديوهات، ومقاطع أخرى.

وفرقت قوات الأمن السوري الأحد اعتصاماً في دمشق ضم العشرات ودعا إليه ناشطون في المجتمع المدني تنديداً بمقتل مدنيين غرب البلاد، بعدما خرجت تظاهرة مضادة أطلقت شعارات مناهضة للطائفة العلوية.

“تحديات متوقعة”

رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع

Reuters
رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع

اعتبرت إيران أن “لا مبرر” للهجمات بحق الأقليات في سوريا، بما في ذلك أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المعزول بشار الأسد حليف طهران، وذلك عقب أعمال عنف في المناطق الساحلية أسفرت عن مقتل المئات.

وقال اسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي “لا يوجد أي مبرر للهجمات على بعض العلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى”، معتبراً أن ذلك “أحزن المشاعر وضمير الدول في المنطقة والعالم”.

وكان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع قد تعهد الأحد بمحاسبة كل من “تورط في دماء المدنيين”، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المعزول بشار الأسد غرب البلاد، قتل خلالها أكثر من ألف شخص بينهم مئات المدنيين العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم أخرى بهذه المجازر، داعية السلطات السورية إلى وضع حد لها.

كذلك، دانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا في بيان “الجرائم المرتكبة” بحقّ السكان في غرب البلاد.

وأورد البيان “إنّنا في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، نُدين بشدة الجرائم المُرتكبة بحق أهلنا في الساحل، ونؤكد أنّ هذه الممارسات تُعيدنا إلى حقبة سوداء لا يريد الشعب السوري تكرارها”، مطالبة “بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم”.

وكان الشرع قال في كلمة ألقاها صباح الأحد في أحد مساجد دمشق إن “ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة”، مؤكداً أن السوريين قادرون على “أن نعيش سوية بهذا البلد”.

وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة “مستقلة” بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، لافتة إلى أنها تتألف من سبعة أشخاص.

Powered by WPeMatico

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.