الإنسان البدائي تزوج من البشر المعاصرين في جزيرة بريطانية

مقارنة بين جمجمتي الإنسان الحديث والنياندرتال من متحف كليفلاند للتاريخ الطبيعي

وجد فريق من الباحثين المنتسبين إلى مؤسسات متعددة في المملكة المتحدة وألمانيا، أدلة على التزاوج بين الإنسان البدائي «إنسان نياندرتال» وسلف الإنسان الحديث المعاصر في جزيرة جيرسي البريطانية.


وفي ورقتهم المنشورة أول من أمس في مجلة «هيومن إيفولوشن»، تصف المجموعة البحثية دراستها للأسنان، التي تم العثور عليها في كهف «لا كوت دو سانت بريليد» على الجانب الجنوبي الغربي من الجزيرة عام 1911، والتي قادت إلى هذا الاكتشاف.
وتقع جزيرة جيرسي بين بريطانيا وفرنسا، وأظهرت الأبحاث السابقة أن إنسان نياندرتال كان يعيش في الكهف الموجود بها منذ ما يقرب من 250 ألف عام، وأظهرت الأبحاث السابقة أيضاً أن إنسان نياندرتال ظهر لأول مرة في أجزاء من أوروبا وسيبيريا منذ نحو 400 ألف عام، ويُعتقد أن البشر المعاصرين قد سافروا إلى أوروبا منذ ما يقرب من 40 ألف عام.
وفي هذا الجهد الجديد، ركز الباحثون على الأسنان التي تم العثور عليها على حافة صغيرة من الجرانيت في الكهف في عام 1911.
وفي وقت اكتشافهم، كان من المفترض أن الأسنان، مثل العديد من الأسنان الأخرى في الكهف، هي أسنان إنسان نياندرتال، ولكن من خلال إلقاء نظرة جديدة عليها باستخدام التصوير المقطعي، وجد الباحثون أدلة على وجود اختلافات عن إنسان نياندرتال، وأنها أقرب إلى سلف البشر المعاصرين.
وكانت رقبة الأسنان على شكل أسنان الإنسان الحديث، لكنّها أيضاً تفتقر إلى القمة العرضية لأسنان النياندرتال، ويشير هذا إلى أنّ الأسنان جاءت من نسل كل من إنسان نياندرتال وإنسان حديث، ووجدوا أيضاً أنّ الأسنان تخص فردين، وهو ما يخالف افتراض الباحثين سابقاً أنهما من نفس الشخص، وتم تأريخ الأسنان أيضاً على أنهما من فترة زمنية تصل إلى ما قبل 48 ألف عام.
ويرجح الباحثون في تقرير نشرته شبكة «ساينس نيتورك»، بالتزامن مع نشر الدراسة، أنّ التزاوج بين الإنسان الحديث والنياندرتال كان أكثر شيوعاً مما كان يعتقد، وتشير الدراسة أيضاً إلى احتمال أنّ البشر البدائيين لم ينقرضوا أبداً، ولكن بدلاً من ذلك دُمجوا في الجينوم البشري.
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أنّ جينوم الأشخاص غير الأفارقة المعاصرين هو ما يقرب من 2% إلى 3% إنسان نياندرتال، كما أنّ الدراسة هي الأولى التي تُظهر التزاوج بين الإنسان الحديث والنياندرتال في مثل هذا الجزء الغربي من أوروبا.

الشرق الاوسط – حازم بدر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.