تسبح حولنا في الفضاء.. ماذا تعرف عن الكويكبات القاتلة؟ وما مدى خطورتها؟

من المنتظر أن يمر بشكل غير ضار بين الأرض ومدار القمر في نهاية هذا الأسبوع كويكب كبير بما يكفي لمحو مدينة بحجم نيويورك، وهو من النوع المعروف باسم الكويكب “قاتل المدن”، ما سيوفر لعلماء الفلك فرصة فريدة لدراسة الجسم عن قرب، نظراً لأنه سيكون مرئياً من خلال المناظير والتلسكوبات الصغيرة.

وعلى الرغم من أن تحليق الكويكبات حول الأرض أمر شائع، فإن وكالة الفضاء والطيران الأمريكية قالت إنه من النادر أن تقترب واحدة كبيرة جداً وأن مثل هذه الأحداث تحدث مرة واحدة فقط كل عقد. فيما يقدر العلماء قطره بين 40 و90 متراً، ما يعني أن حجمه صغير جداً إذا ما قورن بأخيه الأكبر “قاتل الكواكب”، والذي جرى رصده في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، اكتُشف الكويكب “قاتل المدن”، والمعروف باسم 2023 DZ2، قبل شهر. ومن المتوقع أن يمر على بعد مسافة تزيد قليلاً على 68000 كيلومتر من الأرض، على بعد أقل من نصف المسافة من الأرض إلى القمر، وأن تصل سرعة طيرانه إلى 28000 كم/ساعة.

ما المقصود بالكويكب “قاتل المدن”؟

ازداد القلق في السنوات الأخيرة بشأن التهديدات المحتملة التي قد تشكلها الكويكبات على الأرض. أحد أنواع الكويكبات المقلقة بشكل خاص هو ما يسمى بـ “قاتل المدينة”، وهو المصطلح الذي يستخدم لوصف كويكب كبير بما يكفي لإحداث أضرار جسيمة لمدينة أو منطقة مكتظة بالسكان.

على وجه التحديد، يُعرَّف “قاتل المدن” عادةً على أنه كويكب يبلغ قطره 30 متراً على الأقل. الكويكبات بهذا الحجم تملك قدرة كبيرة على إحداث دمار على نطاق واسع مماثل للقنبلة النووية.

أحد أشهر الأمثلة على كويكب “قاتل المدن” هو ذلك الذي ضرب منطقة تشيليابينسك في روسيا في 15 فبراير/شباط 2013، إذ كان قطر هذا الكويكب نحو 20 متراً فقط ، لكنه تسبب في إصابة أكثر من 1600 شخص وأضرار كبيرة للمباني في المنطقة.

ماذا عن الأخ لأكبر؟

بالإضافة إلى الكويكبات “قاتلة المدن”، يوجد نوع آخر من الكويكبات التي تشكل تهديداً أكبر لكوكبنا، هي الكويكبات “قاتلة الكواكب”، وهو المصطلح الذي يستخدم لوصف كويكب كبير بما يكفي للتسبب في انقراض جماعي على الأرض.

بالعادة، يُعرَّف “قاتل الكواكب” على أنه كويكب يبلغ قطره كيلومتراً واحداً على الأقل. بهذا الحجم، سيكون الكويكب قادراً على إحداث دمار واسع النطاق، مما قد يؤدي إلى القضاء على أنواع بأكملها والتسبب في تغييرات طويلة الأجل في مناخ الكوكب.

أحد أشهر الأمثلة على الكويكب القاتل هو ذلك الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة، مما أدى إلى القضاء على الديناصورات وعديد من الأنواع الأخرى. فيما يقدر العلماء أن قطر هذا الكويكب كان بين 10 كيلومترات و15 كيلومتراً.

تجدر الإشارة إلى أن العلماء اكتشفوا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي 3 كويكبات كبيرة من فئة “قاتلة الكواكب” تقترب من الأرض كانت مختفية داخل وهج الشمس، ما صعب مهمة اكتشافها طوال السنوات الماضية.

وقالوا إن واحداً منها قد يشكل تهديداً كبيراً لكوكبنا، يحمل اسم 2022 AP7 ويبلغ عرضه 1.5 كيلومتر، وفقاً لما أوردته شبكة سي إن إن.

ما مدى خطورة هذه الكويكبات؟

في حين أن احتمال اصطدام كويكبات قاتلة بالأرض أمر مخيف بالتأكيد، فإن الخبر السار هو أن فرص حدوثه منخفضة نسبياً. وفقاً لوكالة ناسا، لا توجد حالياً كويكبات قاتلة معروفة في مسار تصادم مع الأرض. ومع ذلك، يوجد عديد من الكويكبات الأصغر التي يمكن أن تسبب أضراراً كبيرة إذا ضربت منطقة مأهولة بالسكان.

ولأن الكون مكان شاسع ولا يمكن التنبؤ بطبيعة ومسار الأجسام المبحرة في ظلماته، فمن المستحيل التنبؤ بيقين مطلق متى وأين يمكن أن تضرب كوكبنا كويكباتٌ قاتلة. هذا هو سبب أهمية استمرار العلماء والباحثين في مراقبة السماء بحثاً عن أي تهديدات محتملة.

وفي حين أنه قد يكون قليل لما يمكننا فعله لمنع كويكب قاتل ضرب الأرض، لا يزال يمكننا اتخاذ خطوات للاستعداد للأسوأ. على سبيل المثال، يمكن للحكومات وفرق الاستجابة للطوارئ وضع خطط لكيفية الإخلاء وتقديم المساعدة للمناطق المتأثرة في حالة اصطدام كويكب.

كما يمكن للعلماء الاستمرار في تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة للكشف عن الكويكبات وانحرافها. على سبيل المثال، تعمل ناسا حالياً على مهمة تسمى DART (اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج)، والتي تهدف إلى اختبار إن كان من الممكن إعادة توجيه مسار كويكب عن طريق اصطدام مركبة فضائية به.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.