احتدام المنافسة عالميا لتوفير الإنترنت الفضائي .. تكلفة منخفضة مقارنة بالألياف

يتوقع أن تؤدي خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية “الإنترنت الفضائي” التي باتت واقعا تجاريا، إلى اشتداد المنافسة، إذ تنشر آلأف الأقمار في المدار المنخفض للأرض بما يوفر نطاقا عريضا في كل أنحاء العالم يغني عن عبء البنية التحتية الأرضية.
وبحسب “الفرنسية”، حققت شركة “أمازون” تقدما كبيرا في طريقها إلى نشر كوكبتها “كويبر” Kuiper الرامية إلى توفير خدمة الإنترنت السريع، إذ عهدت إلى ثلاث شركات للصناعات الفضائية مهمة إطلاق هذه الأقمار ضمن المشروع البالغة موازنته أكثر من عشرة مليارات دولار.
وتسعى شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة من خلال هذا المشروع إلى تنويع أنشطتها المربحة في مجال الخدمات المعلوماتية وإلى “توفير خدمة الإنترنت بتقنية النطاق العريض سريعة لمجموعة واسعة من الزبائن”، من بينهم أولئك “الذين يعملون في أماكن لا يتوافر فيها اتصال إنترنت يعول عليه”.
وعد الرئيس التنفيذي لشركة “أريانسبايس” الحلول القائمة على الأقمار الاصطناعية مكملا لا غنى عنه للألياف. ولاحظ أن ثمة “حالات تكون فيها تكلفة الألياف باهظة جدا مقارنة بالخدمة القائمة على الأقمار الاصطناعية، خصوصا عند الحاجة إلى توفير الخدمة لسكان منطقة نائية”.
وإضافة إلى الأقمار الاصطناعية نفسها، تخطط “أمازون” لأجهزة عملاء صغيرة ميسورة التكلفة، استمرارا لما بدأته مع مكبرات الصوت الذكية “إيكو” وأجهزة “كيندل” للقراءة الإلكترونية.
وأكدت المجموعة أنها ستتيح “خدمة بأسعار معقولة وفي متناول الزبائن”، لكنها لم تفصح على الفور عن مزيد من التفاصيل في هذا الشأن.
هل ستكون قوة “أمازون” الضاربة قادرة على إثبات وجودها وإحداث فرق في قطاع أصبحت فيه المنافسة شرسة؟
فالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية موجود أصلا، كما هي الحال مع HughesNet وViaSat في الولايات المتحدة، بينما في أوروبا تستخدم الشركة الفرعية Orange Nordnet قوة القمر الاصطناعي Eutelsat Konnect، من بين تقنيات أخرى، لتوفير النطاق العريض لعملائها.
تبدأ أسعار المستهلك بأقل من 60 يورو أو 70 دولارا شهريا، من دون احتساب الجهاز الطرفي والهوائي، وتزداد بحسب النطاق الترددي المطلوب.
وتمر هذه الخدمات عبر أقمار موجودة في مدار ثابت بالنسبة إلى الأرض، على ارتفاع يزيد على 35 ألف كيلومتر، ومع أنها يحتمل أن توفر سرعات أعلى بثلاث إلى خمس مرات من سرعات خط المشترك الرقمي غير المتماثل ADSL، إلا أن وجودها على هذه المسافة يعني أنها لا تستطيع الوصول إلى أداء الألياف، ويشكل التأخير بين الطلب وتنفيذ الأمر عائقا لها. لهذا السبب لا توصي شركة HughesNet هواة الألعاب الإلكترونية بمنتجاتها.
أما الأقمار الاصطناعية التي ستنشرها “أمازون” مستقبلا فستكون كتلك التي تنشرها حاليا شركة “ستارلينك” التابعة لـ”سبايس إكس”، في مدار أرضي منخفض، على علو نحو 600 كيلومتر.
ولاحظ الرئيس التنفيذي لشركة “أريانسبايس” أن “ما يميز وجود الأقمار في المدار الأرضي المنخفض هو أنه يقلل من فترة الكمون. ويتيح تقليل فترة الكمون زيادة الاستخدامات إلى أقصى حد”.
في المقابل، فإن وجود الأقمار قريبا من الأرض يجعل من الضروري إرسال كثير من الأقمار إلى المدار، ومن هنا سيبلغ عدد تلك التابعة لـ”أمازون” أكثر من 3200، في مقابل آلاف لـ”ستارلينك”، من بينها 1500 تعمل حاليا.
وأطلقت شركة OneWeb البريطانية 428 من أصل 648 قمرا في كوكبتها، وأيضا في مدار منخفض، وتعتزم البدء بتشغيل شبكة الإنترنت العالمية التابعة لها في نهاية 2022.
أما الصين فتخطط لنشر 13 ألف قمر اصطناعي على الأقل من طراز “جوانج”، فيما دخلت أوروبا اللعبة باتفاق في شباط (فبراير) لتطوير مجموعتها الخاصة من أقمار الاتصالات.
وبغض النظر عن المسائل المتعلقة بالسيادة، يواكب هذا الإقبال الكبير على توفير الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية زيادة كبيرة في الاحتياجات سجلت في الآونة الأخيرة.
وعد الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة في نهاية آذار (مارس) الاتصال بالإنترنت الذي كان يعد من الكماليات، أصبح أمراًد بالغ الأهمية لكثير من الناس خلال جائحة كوفيد – 19، إذ اضطر الناس إلى البقاء في منازلهم وانتقلت أنشطة وأعمال كثيرة إلى الإنترنت.
ورأى مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال هذا الأسبوع في كولورادو سبرينجز “الولايات المتحدة”، على هامش أكبر معرض تجاري لتقنيات الفضاء، أن “احتياجات النطاق الترددي زادت في كل أنحاء العالم”، متوقعا ألا “يكفي عدد الأقمار الاصطناعية لتلبية الطلب”.
لكن هذا الخبير في تسويق النطاق الترددي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أشار أيضا إلى أن الأقمار التي تدور في مدار منخفض هي أكثر عرضة للخطر من المركبات الثابتة بالنسبة إلى الأرض، وهو ما أظهره أخيرا تسبب عاصفة جيومغناطيسية في تفكك نحو 40 قمرا اصطناعيا من كوكبة “ستارلينك” عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.
وبالتالي “سيكون من الضروري استبدالها باستمرار”، وهذا ليس خبرا سيئا للشركات التي تتولى عمليات الإطلاق.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.