من التظاهر بالمرض إلى الغرام والوهمي والاحتيال.. لماذا يكذب رواد سوشيال ميديا؟


من التظاهر بالمرض لجذب الاهتمام إلى نشر صورة مزيفة لموعد غرامي وهمي، يشارك مستخدمو سوشيال ميديا حكايات عن أكاذيب وعوالم وهمية يحاول البعض ترويجها كسباً لمزيد من الشعبية واللايكات والمتابعين، وربما لانعدام إحساسهم بالأمان أو للاحتيال.

Behavior توصل فيه الباحثون إلى أن «الخداع عبر الإنترنت هو القاعدة وليس الاستثناء».

والغريب أن معظم مستخدمي سوشيال ميديا ينجذبون إلى الأخبار والبوستات المزيفة والكاذبة ويفضلونها عن الحقيقية.
ربما يعود السبب إلى أن الأخبار الكاذبة جاذبة جديدة غير مألوفة تثير تفاعلات الدهشة وتغري الآخرين بمشاركتها وترويجها ليكون لهم حق السبق.

والحقيقة أن بعض الأكاذيب جيدة في الواقع، على غرار المجاملات اليومية.
ولكن المبالغة في الكذب على سوشيال ميديا يمكن أن يؤدي إلى العزلة والاكتئاب والانتحار في النهاية.

لذلك نفاجأ بين الحين والآخر بانتحار أحد مشاهير المؤثرين لأن معظمهم يعيشون في الواقع حياة تتناقض مع ما يحاولون الترويج له في العالم الافتراضي.

الخطورة هنا أن العيش في حياة زائفة يؤدي إلى أن تكره حياتك وشخصيتك الحقيقية.
ويكذب الناس أحياناً في مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز شخصية أكثر قوة والتأثير على الآخرين، بينما يلجأ آخرون إلى ذلك بسبب انعدام الأمن، أو لأنهم يعتقدون أو يقنعون أنفسهم أن الجميع من حولهم يكذبون!
وبمرور الوقت يتحول الكذب إلى نوع من الإدمان ويصدقه الشخص المروج له.

ويتجمل الناس على سوشيال ميديا أو يزيفون أخبارهم، لأن الكذب هنا سهل عكس الحقيقة أو الواقع حيث يمكن كشف الأكذوبة بنظرات العيون ولغة الجسد.

والحقيقة أن من يلجأ للكذب هنا يشعر بالقوة والسيطرة عندما يؤثر على الآخرين، ويقنعهم بحقيقته المزيفة.
والحل ببساطة أن يرى كل منا أنه مقنع ومدهش كما هو وليس في حاجة للتجمل.

في السياق نفسه، أوردت صحيفة ديلي ميل صوراً ولقطات من جميع أنحاء العالم وقصصاً تفوق الخيال من بينها فتاة تتظاهر بأنها في نزهة خلوية بينما هي في حديقة منزلها الخلفية!
وفي لقطة أخرى تدعي امرأة أن صورتها التقطت أثناء نومها، من دون أن تدري أن هناك مرآة خلفها مباشرة تفضح قيامها بنفسها بالتقاط الصورة!

ولا يقتصر الكذب أو التجمل على العامة، ففي صورة أخرى كشف المتابعون أن مغني الراب ليل واين ادعى أنه كان يستقل طائرة خاصة بينما أظهرت الصورة أنه مسافر في طيران تجاري رخيص الثمن.
الأخطر أن امرأة أصيبت بالإحباط والغضب عندما استغل شخص غريب صورتها بعد سقوط شعرها، للتظاهر بأنها قريبة له مصابة بالسرطان ليجمع التبرعات واللايكات باسمها.

وفي صورة أخرى، حاول مستخدم سوشيال ميديا أن يوهم متابعيه أنه في موعد غرامي مع حسناء يظهر طرف إصبعها وقد طلي بالمانيكير الأحمر، ولكن العدسة فضحته وتبين أن الإصبع له هو وأنه في موعد غرامي مع نفسه!

وفي صورة أخرى، نشر شاب صورة امرأة جميلة بشعر أحمر على أنها خطيبته، ليتبين فيما بعد أنها إحدى العارضات وبينها وبينه آلاف الأميال، ومن المستحيل أن تتعرف عليه، فما بالك أن تحبه.

وحاولت امرأة التعبير عن تواضعها عندما ادعت أن فنجان القهوة الذي تحتسيه من صنع يدها، ليفضحها أحد متابعيها، ويسلط «زووم» على الفنجان ليتبين أنه لماركة شهيرة.

وشخص آخر يدعي أنه في باريس، بينما تظهر في الصورة بوضوح دار عرض الأوبرا الشهيرة في سيدني دلالة على أنه في شوارع وأزقة سيدني ولم يركب الطائرة أو يزُرْ عاصمة النور.
وحاول شخص أن يخدع متابعيه، وينسب أحد رسومات أليس في بلاد العجائب لنفسه باعتبارها أحد إبداعاته، قبل أن يفضحه متابع ذكي مهتم بالفنون.

وأرادت امرأة أخرى أن تنشر صورة قديمة لجدتها الأنيقة الأرستقراطية قبل أن يكشفها المتابعون ويخبروها أنها يجب أن تستخدم «الفوتوشوب» ببراعة أكثر حتى لا تفشل في خداعهم!

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.