“حقل كاريش”.. نار الحرب تحت رماد الوقت

يعد “حقل كاريش” للغاز في البحر المتوسط، بمثابة النار تحت الرماد التي يمكن أن تلتهب في أي لحظة لتؤدي إلى حرب بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي.
الحقل الذي اكتشف العام 2013، يبعد عن سواحل فلسطين المحتلة نحو 100 كم، وتقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي بنحو 1.3 مليون م3.
وخلال أعوام شكل الحقل عنوانا لحرب جديدة عنوانها الغاز، فبينما يقول الاحتلال إنه وضع منصة لاستخراجه ضمن منطقته الاقتصادية، يشير لبنان إلى أنها في منطقة متنازع عليها.
ويهدد حزب الله إسرائيل بالتحرك ضدها إذا شرعت في إنتاج الغاز من الحقل قبل أن يتم ترسيم الحدود المتنازع عليها مع الكيان الاسرائيلي.
وفي مطلع الشهر الماضي، أرسل حزب الله 3 مسيرات إلى المنطقة التي تقع فيها المنصة الإسرائيلية بحقل كاريش قبل أن يقوم جيش الاحتلال بإسقاطها.
وأشار الحزب إلى أن “المسيرات كانت في مهمة استطلاعية وأن الرسالة وصلت لإسرائيل.”
في الأثناء يواصل المبعوث الأميركي، آموس هوشستين، مشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين بشأن مسألة ترسيم الحدود، التي تنذر إن بقيت دون حل مفتاحا لحرب طاحنة.
“عقدة المنشار”
وفي هذا الإطار رأى أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية والدراسات الإقليمية حسين المومني، أن “التقدم في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي يعد بمثابة تفاؤل لعدم نشوب مواجهة بين الطرفين، وأن “عقدة المنشار هي موقف حزب الله من هذه المسألة”.
واستبعد المومني في تصريح لـ”الغد”، نشوب مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل كما حصل في العام 2006.
وأشار إلى “ارتباط حزب الله بإيران، والتي هي الآن منغمسة بمفاوضات نووية مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح أن “إيران وحزب الله لا يرغبان بالدخول في مواجهة قد تعقد واقع الاتفاق النووي الذي تعترضه إسرائيل منذ البداية”.
والمفاوضات التي تجري بين إسرائيل ولبنان عبر الوسيط الأمريكي، تعبر عن رغبة الطرفين في حل هذا القضية، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان والذي ليس من مصلحته الدخول في أي مواجهة.
لكن ماذا لو حدث عكس ذلك؟
هذا السؤال توجهنا به إلى المتحدث ذاته، في حال ترجم حزب الله تهديداته وفتح مواجهة عكسرية من إسرائيل.
وقال المومني: “المواجهة بين الطرفين موجودة الآن، فالصراع قائم بينهما، وقد ترجم مؤخرا وفي السنوات الماضية من خلال العديد من العمليات والاغتيالات وتحديدا داخل الأراضي السورية”.
وأضاف: “لكن إن اندلعت الحرب فستكون أقوى من المواجهات السابقة وقد تعقد المشهد بشكل كلي”، معتبرا أن “الطرفين يستخدمان أسلوبا من التهويل فيما سيحدث للطرف الآخر عند المواجهة الجديدة بهدف خلق حالة من الردع”.
وتهدد إسرائيل حزب الله في حال أي مواجهة مقبلة بحرب لم يشهدها لبنان من قبل، وبتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، قال في حزيران (يونيو) الماضي، موجها حديثه للبنانيين: “أقترح عليكم المغادرة قبل أن تطلق الرصاصة الأولى، فأنتم لم يسبق لكم أن رأيتم هجوماً مثل الذي سنشنه ضدكم”.
وذكر كوخافي أن “قوة النيران التي سيستخدمها جيشه في الحرب المقبلة ضد لبنان “ستكون غير مسبوقة ولم يكن لها مثيل”.
لكن رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، هاشم صفي الدين، قال في تصريح قبل 3 أيام يؤشر على رسائل إلى إسرائيل في حال أي مواجهة مقبلة إن “محاولات الأعداء لمنع المقاومة من الحصول على السلاح الاستراتيجي الكاسر للتوازن، فشلت”.
وأضاف صفي الدين أن “محاولات الأعداء من منع المقاومة من الحصول على السلاح الاستراتيجي والكاسر للتوازن فشلت..المقاومة حصلت على هذه الأسلحة، ولم يستطع العدو أن يفعل شيئا للردع”.
“العدوان على غزة ضاعف فرص حرب حزب الله وإسرائيل”
من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد الشنيكات، إنه “بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قد تضاعفت فرصة الحرب بين حزب الله والاحتلال”.
وحركة الجهاد الإسلامي حليف وثيق لإيران وحزب الله ويرى مراقبون أن ضربها قد يحمي إسرائيل من فتح أي جبهة أخرى في حال ضرب حزب الله.
وأضاف الشنيكات أن “الأمر أولا مرتبط بتقدير ذاتي لحزب الله حول الخطر وما يتعرض له حلفاؤه في غزة من عناصر المقاومة”.
وثانيا “تقديره للمصلحة الداخلية في لبنان الذي يعاني من أوضاع صعبة، وثالثا: طبيعة الموقف الإيراني في هذا الموضوع”.
وأوضح أن “هذه العوامل الثلاث تحدد طبيعة الحرب”.
وتوقع المتحدث ذاته في حال اندلاع الحرب أن تشمل أجزاء من سورية بالإضافة إلى لبنان وجنوبها تحديدا.
ورأى أن “إسرائيل حريصة على عدم اندلاع الحرب”، مشيرا إلى أنها “خاضت تجارب سابقة مع حزب الله وحماس وقد تدفع تكلفة كبيرة”.
ورغم التطورات المتسارعة في الأحداث إقليميا ودوليا، تبقى مسألة اندلاع مواجهة بين حزب الله وإسرائيل حبيسة الحسابات لكلا الطرفين وامتدادها خارجيا.

الغد

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.