الملك تشارلز الثالث: ستة مشاهد سريعة من يوم التتويج التاريخي

الملك تشارلز والملكة كاميلا في العربة المذهبة بعد الخروج من دير وستمنستر أبي في غولد ستيت كوتش

Reuters
الملك تشارلز والملكة كاميلا في العربة المذهبة بعد الخروج من كنيسة دير ويستمنستر آبي في غولد ستيت كوتش

اجتذبت بريطانيا عيون واهتمام الملايين، بحفل التتويج التاريخي للملك الجديد تشارلز الثالث، ولكن بخلاف التأكيد على الأحكام المسبقة حول حالة الطقس السيء في بريطانيا، ما هي الرسالة التي قدمها هذا التتويج عن البلاد؟ هذه وجهة نظري من على الأريكة، كان هناك ستة ملاحظات سريعة من يوم تاريخي.

مشهد مرئي من التقاليد الغامضة

كنا نعلم أن هذا سيكون مشهدا حقيقيا، ولكن من مقعدي في الصف الأمامي (في غرفة الجلوس بمنزلي) لا يزال الكثير منه يمنح الشعور بأنه مشهد من حقبة ماضية. كانت هذه بريطانيا بكل ما فيها من أبهة. العربات الذهبية وملابس الدولة الرسمية الثقيلة والتيجان المرصعة بالجواهر.

ليس من المستغرب وجود الكثير من التقاليد الغامضة، في حفل يعود تاريخه إلى 1000 عام في كنيسة دير وستمنستر آبي. ولكن هل كان هناك من يعلم، حتى يوم التتويج، أن السيوف التي يحملونها لها أسماء؟

ومن أسماء السيوف، سيف الدولة وسيف القربان، سيف العدل الزمني، سيف العدالة الروحية، وسيف الرحمة.

كما أن أحدا لم يعرف من قبل أن الأميرة آن، شقيقة الملك، ستعرف باسم العصا الذهبية في الانتظار Gold-Stick-in-Waiting، (العصا الذهبية من المناصب الرسمية للحرس الشخصي في الأسرة الملكية البريطانية، وهي حاضنة شخصية للسيادة في المناسبات الاحتفالية).

وهل كان أحد يعرف أن هناك أساور صدق وحكمة؟

بالطبع كان هناك شعور بالابتعاد عن بريطانيا في عام 2023، وسط أزمة غلاء المعيشة.

ولكن كما غردت ملكة أغاني الغرونغ، كورتني لوف كوبين، فقد كانت “تحب الدين والغرابة والأبهة”.

وكذلك كان كثيرون آخرون. هذا النوع من العرض هو ما يميز بريطانيا عن بقية العالم. نحن جيدون في ذلك، أليس كذلك؟

التنوع والشمول

كان الملك والملكة يقودهما خيول مزينة بأعمدة زرقاء

Reuters
كان الملك والملكة يقودهما خيول مزينة بأشرطة وريش أزرق

قال المؤرخ ديفيد أولوسوغا، إن هناك حجة بأن الاحتفال يجعلنا “أكثر وعيا بمدى عراقة هذه التقاليد، وكيف تكون، في بعض النواحي، مختلفة عن بقية ما نشاهده الآن”.

ولكن بين هذه التقاليد، كان هناك جهود لضمان انعكاس بريطانيا الحديثة أيضا.

بالنسبة لي، بدأ ذلك بالريش الأزرق الذي يشبه الحبال المنسوجة تقريبا والذي كان يزين الخيول التي تسحب العربة في موكب الملك من قصر باكنغهام. على الرغم من أن الضفائر المنسوجة في الواقع تعود إلى مراسم تتويج الملكة فيكتوريا.

كما رأينا أشياء حديثة أيضا عند الدمج بين عائلتي الملك والملكة في مراسم الخدمة الدينية الخاصة بالتنصيب. مع وجود أيضا ممثلين من كل الديانات الأخرى.

وكان هناك الصولجان الذي حملته البارونة فلويلا بنيامين.

كما رأينا الأساقفة النساء اللواتي شاركن في تتويج لأول مرة على الإطلاق.

كانت هناك رسالة من التنوع والشمول تم صياغتها بعناية، لكنها مع ذلك فقد وصلت المشاعر بصدق.

موسيقى تناسب ملك (موسيقي)

كان هناك أيضا ظهور للمرة الأولى تمثل في فتيات الجوقة.

ترنمت أصواتهم عندما سار الملك تشارلز والملكة كاميلا إلى الدير.

تم تأدية أغنية “I Was Glad” في كل حفل تتويج منذ عام 1626. لطالما أذهلتني نسخة السير هوبير باري، المؤلفة لإدوارد السابع في عام 1902.

بعد ذلك، قال لي غاريث مالون، الذي سيدير جوقة التتويج في الحفل الموسيقي في قلعة وندسور ليلة الأحد، “لن تسمعها بمثل هذا الأداء الجيد مرة أخرى”.

لساعات يوم السبت، امتلأ الدير بالموسيقى الرائعة.

تضمنت أبرز أعمال مالون أيضا “التناغمات المؤرقة الجميلة” في التأليف الجديد لبول ميلور من كيري إليسون، الذي غنى باللغة الويلزية (أول مرة يتم فيها سماع هذه اللغة في حفل التتويج)، وكذلك لنجم الأوبرا السير برين تيرفيل غني مجموعة الترانيم البيزنطية “الروحية الخالدة”، باللغة اليونانية.

وكان عزف القطعة الموسيقية زادوك الكاهن، من تأليف جورج هاندل عام 1727، لحظة مؤثرة بشكل خاص.

من ملك لديه شغف دائم بالموسيقى، تعاملنا مع قوس التأليف، من أورلاندو جيبونز في الفترة الإليزابيثية من خلال ويليام بيرد وهاندل إلى فوغان ويليامز وانتهاء بمؤلفي الموسيقى اليوم.

كلف الملك تشارلز شخصيا بتأليف 12 قطعة جديدة لتتويجه، بما في ذلك أداء مذهل من قبل جوقة صعود الإنجيل المكونة من ثمانية أفراد.

كانت الأعمال الفنية في العرض تخطف الأنفاس.

التناقض مع تتويج عام 1953

كان هناك العديد من مشاهد حفلات التتويج في شوارع بريطانيا عام 1953وفي لندن كان هناك حفل حيث توجت الفتاة مورين أتكينز، 14 عاما، ملكة

Getty Images
كان هناك العديد من مشاهد حفلات التتويج في شوارع بريطانيا عام 1953وفي لندن كان هناك حفل حيث توجت الفتاة مورين أتكينز، 14 عاما، ملكة

في عام 1953، عندما كنت طفلة صغيرة في لانكشاير، شاهدت والدتي حفل تتويج الملكة في منزل صديق للعائلة كان قد حصل على تلفزيون لهذه المناسبة. من خلال بث الحدث على التلفزيون، بشرت الملكة إليزابيث الجديدة بعصر التلفزيون. شاهد حوالي 20 مليون شخص البث المباشر.

الآن بعد 70 عاما، شاهدنا تتويجا بالألوان الكاملة، وتغيرت طرق تفاعلنا مع الحدث. ليس فقط التلفزيون، ولكن البث المباشر عبر الإنترنت، تم تشغيل المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي والراديو مع وبدون تعليق. لقد جعلتنا الهواتف الذكية جميعا مصورين، وستكون هناك كميات كبيرة من اللقطات هناك.

سنحصل أيضًا على صور رسمية للتتويج بواسطة هوغو بيرنارد.

سيكون من الصعب التغلب على صورة الملكة إليزابيث التي صورها لها سيسيل بيتون. جمعت تلك الصورة الأيقونية بين قوة الهيبة (الجلالة) والتفاؤل الذي جاءت به الملكة الشابة.

الملك تشارلز هو أكبر الملوك سنا الذي يتم تتويجه في الدير. إنه لا يحمل آمال الأمة كما فعلت والدته في الخمسينيات من القرن الماضي.

لم يكن الجميع مهتما

لم يكن الجميع مهتما بهذا التتويج. هذا واضح.

كان وسط لندن يتفاعل مع كل من المتحمسين البريطانيين والأجانب. حتى المطر لم يمنعهم من الاستمتاع بالآلاف.

لكن المتظاهرين الجمهوريين (المنادين بالجمهورية) ساروا أيضا إلى بيكاديللي مع استمرار مراسم التتويج الدينية، حيث تم اعتقال العشرات، وتم اتهام الشرطة بالعنف ضدهم.

يشير استطلاع للرأي أجري مؤخرا لبرنامج بانوراما على قناة بي بي سي، إلى أن هناك دعما واسعا للاحتفاظ بالنظام الملكي، ولكن أقل من الأرقام الرئيسية، مما أظهر تحولات في المواقف، مع وجود بعض التحديات الشعبية الواضحة للملك الجديد في بداية عهده، خاصة مع الشباب.

وكان لدينا ثلاث مناسبات ملكية في أقل من عام، اليوبيل البلاتيني للملكة، ثم وفاتها وجنازتها، والآن تتويج ملك جديد. قد يكون هناك بعض التعب.

بيني موردونت، حاملة السيف الرائعة

بالنسبة للكثير منا، الذين كانوا يشاهدون في المنزل، كانت النائبة المحافظة بيني موردونت هي النجمة البارزة. حملت سيف الدولة (ذو المظهر الثقيل بشكل استثنائي) إلى الدير بصفتها اللورد رئيس مجلس الملكة الخاص، وهي المرة الأولى التي تؤدي فيها امرأة هذا الدور في التتويج.

البارونة بيني موردونت ، تحمل سيف العرض متقدمة الملك تشارلز الثالث أثناء التتويج

Reuters
البارونة بيني موردونت ، تحمل سيف العرض متقدمة الملك تشارلز الثالث أثناء التتويج

قالت سابقا إنها كانت تمارس تمارين الضغط (لتقوية ذراعيها) للاستعداد لحمل السيف.

عندما استبدلت سيف الدولة في وقت لاحق بسيف القرابين المرصع بالجواهر، تنفست الأمة الصعداء.

كما يفترض فقد دربت عضلة “الباي سيبس” لديها جيدا.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.