هدف شي جينبينغ “أن يكون المنتصر الوحيد في الحرب الروسية الأوكرانية” – في الصنداي تايمز

شي جينبينغ

Getty Images

نستهل جولتنا من صحيفة صنداي تايمز التي نشرت مقالا للصحفية المتخصصة في الشؤون الصينية كيتي ستالارد، ذهبت في عنوانه إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو إنما تستهدف ضمان أن يكون هناك منتصر وحيد في الحرب الأوكرانية – هو شي جينبيغ.

وقطعت ستالارد في بداية مقالها بأن الرئيس الصيني لم يذهب إلى موسكو ليصنع سلاما، مؤكدة أن شي يريد ضمان ألا تخسر روسيا الحرب.

ونوهت الكاتبة إلى دعم الصين لنظام فلاديمير بوتين اقتصاديا خلال تلك الحرب. كما رصدت تحذير واشنطن، الشهر الماضي، من مغبة إقدام بكين على دعم روسيا عسكريا كذلك.

ونبهت ستالارد إلى أن هذا الدعم من جانب شي لا ينبع عن محبة لـبوتين، وأن الرئيس الصيني يتطلع إلى تعويض ما كلّفه التزامه بعلاقات وطيدة مع نظام بوتين.

ولفتت الكاتبة إلى البُعد التجاري لهذه العلاقات، والتي أفادت منها بكين كثيرا العام الماضي، مشيرة إلى أن الصين تتزود بالنفط والغاز الروسيين اللذين يصلان إليها مباشرة عبر الحدود المشتركة بين البلدين حيث لا يمكن للولايات المتحدة ولا أي من حلفائها أن يقطع وصول تلك الإمدادات في أي صراعات مستقبلية.

أيضا هناك البُعد العسكري، وهنا رصدت ستالارد رغبة الرئيس شي في إتمام عملية تحديث سريعة للجيش الصيني بحلول عام 2027، مشيرة إلى أن هذه العملية تعتمد على نُظم أسلحة روسية متطورة.

ولفتت الكاتبة إلى تدهور العلاقات بوتيرة متسارعة بين الصين والولايات المتحدة، راصدة حديثا أدلى به شي أمام برلمان بلاده في وقت سابق من الشهر الجاري عن حملة بقيادة واشنطن وحلفائها الغربيين “لاحتواء وتطويق وقمع الصين” على حد تعبيره.

ونبهت ستالارد إلى أن الرئيس الصيني يرى في نظيره الروسي شريكا مصيريا في هذا الصراع؛ فكلا الرجلين زعيم سلطويّ على دولة عظمى ذات مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وتتمتع بحق النقض “الفيتو”. وكلا الرجلين أيضا ماضٍ في تدشين علاقات دولية خارج الحظيرة الغربية.

ورأت الكاتبة أن بكين تخشى إذا ما واجهت روسيا هزيمة مُذلة في أوكرانيا، أن تلتفت واشنطن بكل تركيزها إلى الصين.

واستدركت ستالارد بالقول إن الرئيس الصيني مع ذلك يرغب أيضا في تقديم نفسه كرجل دولة عظيم يعمل دون كَلل من أجل سلام العالم. وربما لم يكن من قبيل المصادفة أن يتجه شي إلى موسكو بعد وقت قصير جدا من الإعلان عن نجاح الصين في إبرام اتفاقية بين إيران والسعودية.

وأشارت الكاتبة في هذا الصدد إلى ما أفادت به تقارير من اعتزام شي الاتصال هاتفيا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بعد الحديث مع بوتين.

وقالت ستالارد إن شي يعلم أنه لا توجد فرصة حقيقية لإجراء مفاوضات وشيكة بين روسيا وأوكرانيا لأن أيا من الطرفين غير مستعد لتقديم تنازلات، لا سيما في ظل اعتقاده أن بإمكانه أن يحقق انتصارا.

“ورغم ذلك، فلا ضرر، بل إن المكاسب تحفّ المشهد الذي يقف فيه الرئيس الصيني كصانع سلام محتمَل لو أن الفرصة تسنح فقط .. وبذلك يظهر شي جينبينغ كأكبر منتصر في تلك الحرب”، على حد تعبير الكاتبة.

أخطاء واشنطن ولندن في العراق قد تتكرر في أوكرانيا”

جنود أمريكيون يسقطون تمثالا لصدام حسين

Getty Images

وننتقل إلى صحيفة آي حيث نطالع مقالا للكاتب باتريك كوكبيرن يتحدث فيه عن مرور عشرين عاما على غزو العراق، متحدثا عن دروس من ذلك الغزو يمكن الإفادة منها في حرب أوكرانيا.

ويتذكر كوكبيرن إقامته في أربيل، عاصمة كردستان العراق، عندما بدأ الغزو بقيادة أمريكية في 20 مارس/آذار 2003.

ويحكي الكاتب كيف كان كثيرون من أبناء تلك المدينة في شمال العراق يلجأون إلى وضع أغطية بلاستيكية ملونة على نوافذ وأبواب بيوتهم، في محاولة بائسة لمنع تسلل الغازات القاتلة التي كان يشاع أن نظام صدام حسين قرر استخدامها.

ويلفت كوكبيرن إلى أن الأكراد آنذاك لم يكونوا وحدهم الذين يخشون أن يصيروا ضحايا أسلحة الدمار الشامل التي سيستخدمها ضدهم صدام حسين؛ ذلك أن الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش الابن وكذلك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استطاعا إقناع العالم بدرجة كبيرة بأن نظام صدام حسين لا يملك أسلحة دمار شامل فحسب، وإنما قد يستخدمها كذلك.

ورأى الكاتب أن الوضع في أوكرانيا اليوم هو الوضع نفسه في العراق قبل عشرين عاما ولكنه معكوس؛ حيث أن الحكومتين الأمريكية والبريطانية تقللان من احتمالية إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استخدام ترسانته من أسلحة الدمار الشامل في حربه على أوكرانيا.

واعتبر كوكبيرن أن سهولة الاقتناع بهذا المنطق المتفائل إزاء تصرّف بوتين بأسلحة الدمار الشامل إنما تعكس فقدان الرأي العام الغربي لمزية التشكك الصحيّة التي كانت لديه في السابق. والسبب في ذلك يعود إلى ما جرّب هذا الرأي العام من كذب حكوماته في حرب العراق بخصوص امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل.

ورأى الكاتب أنه ينبغي الاعتراف بأن واشنطن ولندن ارتكبتا أخطاء صغيرة وأخرى كبيرة في حروب كثيرة وليس فقط حرب العراق أو أفغانستان، وأنه لا مبرر للاعتقاد بأن هذه الأخطاء لن تتكرر في أوكرانيا.

واعتبر أن عدم الاستفادة من درس غزو العراق يتبدّى في أسوأ صوره عندما تتكرر الأخطاء نفسها في كابول وبنغازي.

وقال الكاتب إن المعارضة العراقية إبان نظام صدام حسين تلاعبت بالحلفاء الغربيين في سبيل تحقيق مصالح طائفية وشخصية؛ وقد كان قادة الشيعة والأكراد على سبيل المثال يرغبون في زوال النظام السُني القائم في العراق.

وأضاف كوكبيرن أن شيطنة صدام حسين ونظامه باعتباره مصدر الانقسام الوحيد في العراق منع السلطات الغازية من رؤية المشكلات الحقيقية التي تواجه العراق. هذا فضلا عما واجهته تلك السلطات ذات القيادة الأمريكية من اتهام بعدم وضْع تصوّر للعراق ما بعد الحرب.

هل تفشّت عدوى الانهيار المصرفي عالميا؟

كريدي سويس

AFP

ونختتم جولتنا من صحيفة صنداي تلغراف التي نشرت افتتاحية بعنوان “البنوك المركزية تدفعنا مجددا إلى حافة الهاوية”.

وبدأت الصحيفة بالإشارة إلى تصريح أدلى به رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للصحفيين، بعد انهيار بنك سيليكون فالي في كاليفورنيا قبل أسبوع، بأنه لا مخاوف من عدوى انتقال ذلك الانهيار المصرفي. ولكن ها نحن مجددا نشهد تكرار الانهيار، وغير بعيد هذه المرة من الديار البريطانية – في سويسرا.

ولفتت الصحيفة إلى محادثات حول استحواذ بنك يو بي إس على كلّ أو جزء من بنك كريدي سويس، في صفقة صعبة تبرمها الحكومة السويسرية.

وقالت الصنداي تلغراف إن السحب المفاجئ للودائع في بنك سيليكون فالي كان أمرا سيئا بما يكفي لحدوث أكبر انهيار بنكي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات.

ونبهت الصحيفة إلى أن بنك كريدي سويس يعتبر في فئة مختلفة تماما عن سيليكون فالي؛ ذلك أن كريدي سويس مصنّف بين أهم 30 بنكا عالميا.

وقد صدرت بالفعل تحذيرات من أن خطوة الاستحواذ على بنك كريدي سويس تهدد بضياع آلاف الوظائف في لندن. كما أعلن بنك يو بي إس بوضوح أنه لا يرغب في تحمل كل التزامات كريدي سويس، مطالبا الحكومة السويسرية بتقديم الدعم.

ورأت الصحيفة أن المشكلة تتمثل في أن الميزانية المجمعة لمجموعة سويس المندمجة ستزيد على إجمالي الناتج المحلي لسويسرا – ذلك البلد الصغير الذي يقف في مهبّ عاصفة عالمية جديدة.

وقالت الصنداي تلغراف إنه ليس من الصعب تحديد الخلل في هذه الأزمة الوئيدة الخُطى، مشيرة بأصبع الاتهام إلى البنوك المركزية والأجهزة التنظيمية وثقتها المفرطة في قدرتها على إدارة اقتصاد العالم والإبحار به بعيدا عن الخطر – قد دفعت بنا مجددا إلى حفت الهاوية.

ورأت الصحيفة أن السبب المباشر لما تعانيه البنوك من أزمة حالية هو الارتفاع المفرط في أسعار الفائدة مؤخرا.

ونوهت إلى أن هذا الارتفاع في أسعار الفائدة هو في واقع الأمر ناجم عن أخطاء سابقة، مشيرة إلى ما تتذرع به البنوك المركزية من أنه لم يكن لديها خيار سوى رفع أسعار الفائدة في مواجهة خروج معدلات التضخم عن السيطرة بشكل مفاجئ العام الماضي، وذلك بعد عقود من الاعتدال.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.