مجموعة فاغنر: ماذا نعرف عن مؤسسها وما مدى قوة علاقته بفلاديمير بوتين؟

بريغوزين عام 2016

Getty Images
في البداية نفى بريغوزين أي صلة له بمجموعة فاغنر الروسية

تصدرت مجموعة المرتزقة الروس “فاغنر” عناوين الأخبار مجدداً بعد أن طلب مسؤول سابق فيها اللجوء السياسي في النرويج مدعياً أنه فر من خط المواجهة في أوكرانيا بعد أن شهد جرائم حرب هناك.

وأضطر زعيم المجموعة يفغيني بريغوزين الذي لا يغيب عن الأضواء، إلى إصدار بيان سخر فيه مما قاله الرجل.

ولكن من المرجح أنه سيجد نفسه عرضة لمزيد من التمحيص والتدقيق مع ظهور المزيد من التفاصيل.

إليكم ما نعرفه عن حليف بوتين الذي يقود مجموعة يُعتقد أنها تمثل حوالي 10 في المئة من جميع القوات الروسية في أوكرانيا.

يشتهر يفغيني بريغوزين، 62 عاماً، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.

ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد عُرف الرجل فيما بعد بلقب “طباخ بوتين”.

ينحدر كل من بريغوزين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

ازدهرت أعمال بريغوزين في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع الجهات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش، إذ وصلت قيمة هذه العقود إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وفقا لتحقيق أجرته مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.

التضليل

في عام 2010 ربطت عدة تحقيقات صحفية بريغوزين بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم “مصنع ترول” في سانت بطرسبرغ. و ذكرت الأخبار أن المصنع ينتج مواداً وينشرها عبر الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة السياسية الروسية وتلميع صورة الكرملين من جهة أخرى.

ووفقا لتحقيق أجراه لاحقاً المستشار الخاص روبرت مولر في عام 2016 كان مصنع الترول جزءاً من محاولة روسية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ونفى حينها بريغوزين وجود صلات له بالمصنع.

لكن في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي حينما كانت انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة جارية، اعترف بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية.

وقال بريغوزين في بيان نشره مكتبه الصحفي: “لقد تدخلنا (في الانتخابات الأمريكية) ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل. سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك”.

وأضاف بريغوزين “من خلال عملياتنا الدقيقة سنزيل الكلى والكبد في آن واحد” متباهياً بقدرة روسيا في هذا المجال.

حكاية المرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا وافريقيا وأوكرانيا

من هم المرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا؟

ماذا نعرف عن مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر؟

لماذا تهلل روسيا للانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية؟

فاغنر: ظل روسيا الطويل في سوريا

زار بوتين عام 2010 مطبخ بريغوزين لإعداد وجبات الغداء لأطفال المدارس خارج سانت بطرسبرغ

AFP
زار بوتين عام 2010 مطبخ بريغوزين لإعداد وجبات الغداء لأطفال المدارس خارج سانت بطرسبرغ

عمليات فاغنر

لسنوات عديدة نفى بريغوزين صلاته بمجموعة المرتزقة العسكرية فاغنر، بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.

ظهرت فاغنر لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

ومنذ عام 2014 شاركت فاغنر في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سوريا وفي العديد من البلدان في أفريقيا.

ويقال إن المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها. فعلى سبيل المثال ذُكر أن عناصر المجموعة تحرس حقول النفط التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مقابل الحصول على نسبة من عائدات الحقل.

في ليبيا قاتلت فاغنر إلى جانب الجنرال خليفة حفتر عندما حاول الأخير الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وتم تمويل المرتزقة من الدخل الناتج عن صناعة النفط في البلاد.

في جمهورية أفريقيا الوسطى، تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين.

في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا اعترف بريغوزين فجأة أنه أسس مجموعة فاغنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب.

“قمت بتنظيف الأسلحة القديمة بنفسي، وقمت بفرز السترات الواقية من الرصاص شخصياً ووظفت متخصصين يمكنهم مساعدتي في ذلك. كان ذلك في 1 مايو/أيار 2014، حينها ولدت مجموعة وطنية وهي التي أصبحت فيما بعد تسمى كتيبة فاغنر” حسبما قال بريغوزين عبر بيان أصدره مكتبه الصحفي الذي أكد ذلك البيان لرويترز أيضاً.

وبريغوزين من الموالين بشدة للرئيس بوتين وهو أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا.

وقف إلى جانب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في انتقاد ألكسندر لابين، أحد كبار الجنرالات الروس، وسخر منه لإخفاقاته في أوكرانيا.

وقال قديروف إنه يجب خفض رتبة لابين إلى جندي وإرساله إلى الخطوط الأمامية. وأشاد بريغوزين بصراحة قديروف، قائلاً “رمضان: أنت في غاية الحماس”.

من الناحية الرسمية ليس لبريغوزين أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية، ورغم ذلك من الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين.

بريغوزين يقدم وجبة عشاء لبويتن في أحد مطاعمه خارج العاصمة موسكو عام 2011

Reuters
توسعت أعمال بريغوزين في مجال المطاعم وبات يعرف بطباخ بوتين

ويقول خبراء عسكريون لبي بي سي إن الأسلحة المتطورة التي استخدمها مقاتلو فاغنر في ليبيا غير متوفرة في سوق الأسلحة ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال اتصالات حكومية على أعلى المستويات.

في مارس/آذار الماضي وبعد الغزو الروسي مباشرة، قال المسؤولون الأمريكيون إنه تم نشر ما لا يقل عن ألف مرتزق في شرق أوكرانيا. وقال جون إف كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاغون في إفادة صحفية وقتها: “نحن نعلم أنهم هناك ونعلم أنهم يريدون تعزيز وجودهم هناك في أوكرانيا”.

في وقت لاحق، قام بريغوزين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا ومن المستبعد القيام بمثل هذا الخطوة بدون موافقة الجهات العليا في الدولة.

وشجع بريغوزين السجناء على الانضمام للقتال قائلا إن المجتمع سيحترمهم وحذرهم من ارتكاب جرائم جديدة مثل الاغتصاب، قائلاً : “لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين”.

وعد السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية لمدة ستة أشهر وبعدها سيكونون أحراراً للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية نظيفة.

في الآونة الأخيرة عاد سجين سابق أدين بتهمة القتل إلى بيته بعدأن أمضى ستة اشهر في القتال.

ويقول الجيش الأوكراني إن فاغنر تستخدم عناصرها كوقود حرب وأن عدداً كبيراً من مقاتليها قتلوا وخاصة في المعارك الضارية التي تدور حول مدينتي سوليدار وباخموت شرقي أوكرانيا.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.