روسيا وأوكرانيا: حل للأزمة أم تصعيد؟ ما هي توقعات الحرب في العام الجديد 2023؟ – التايمز

أوكرانيا

Reuters

نبدأ جولة الصحافة في صحيفة التايمز ومقال تحليلي كتبه مارك جالوتي بعنوان “ما الذي سيجلبه عام 2023 لأوكرانيا؟ حل للأزمة أم تصعيد؟

يقول الكاتب، قبل عام من الآن وتحديدا في الأول من يناير/ كانون الثاني 2022، كانت روسيا تحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا. لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي لم يكن معروفا في الغرب آنذاك، كان يقلل من خطر الغزو. وبعد أقل من ثمانية أسابيع، بدأ الرئيس بوتين “عملية عسكرية خاصة” كان الهدف منها الاستيلاء على كييف وإخضاع أوكرانيا في غضون أيام. لكن استمرت الحرب الآن لأكثر من عشرة أشهر، ولا تلوح في الأفق أي نهاية لها.

ويضيف، التنبؤات الثابته حول ما سيحدث بعد ذلك محفوفة بالمخاطر كما كانت قبل عام. لكن دعونا نلقي نظرة على نقاط الانعطاف المحتملة في المستقبل وآفاق الاتفاق على نوع من السلام.

بادئ ذي بدء، يتوقع الكاتب أن يكون هناك هجوم ربيعي – أو بالأحرى هجمات من كلا الجانبين، بعد أن تباطأت وتيرة العمليات في ساحات القتال في شرق وجنوب أوكرانيا بشكل طفيف في الوقت الحالي.

كما سيستخدم الروس حوالي نصف جنود الاحتياط البالغ عددهم 300 ألف، والذين حشدوا في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول كوقود للحرب، ومن غير المحتمل أن تكون هذه الوحدات جيدة بشكل خاص، بحسب الكاتب. إذ إن جنودها غير مدربين أو مجهزين إلى حد كبير.

لكنها ستمكن موسكو من شن هجمات جديدة، حتى لو لم تكن من النوع الضخم والمنسق والواسع النطاق الذي يمكن أن يقلب مجرى الحرب. وبالنسبة لبوتين، فإن مجرد إثبات أنه لا يزال قادرا على أخذ زمام المبادرة في الحملة الانتخابية سيكون بمثابة انتصار نوعي له.

ويرى الكاتب، الذي ألف أكثر من 20 كتابًا عن روسيا، أنه بعد أكثر من عام، ربما لم يعد الكرملين يتوقع كسب الحرب في ساحة المعركة. لذلك فهو يستخدم الكثير من الاستراتيجية السياسية (لعبة الظل). على سبيل المثال، زيارة بوتين لمينسك مؤخرًا لتسليط الضوء على تحالفه مع زعيم بيلاروسا، ألكسندر لوكاشينكو، وتعهده بعمليات عسكرية مشتركة محتملة. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن ينضم لوكاشينكو إلى الحرب، وإنما يتعلق الأمر بإبقاء كييف قلقة بشأن هجوم محتمل من الشمال والإشارة إلى أن روسيا لا يزال لديها حلفاء.

يشير المقال إلى أن زيلينسكي يدرك جيدًا أن هناك خطر “إرهاق أوكرانيا” للغرب في عام 2023. كما قال أحد الدبلوماسيين الأوكرانيين، “نحن نعلم أن الغرب معنا”، لكنهم يخشون أنه في أوقات الصعوبات الاقتصادية، سوف يرغب الناخبون في زيادة الإنفاق العام “وسيبدأ السياسيون في البحث عن طرق لتقليل الإنفاق على مساعدتنا”.

ولهذه الغاية، سيشهد عام 2023 أيضا حملة متجددة من قبل إدارة زيلينسكي لتصوير الحرب على أنها صراع وجودي من أجل الحضارة

أضف إلى ذلك قائمة التسوق المطولة لأوكرانيا، والتي تشمل 300 دبابة إضافية و 600-700 مركبة مدرعة و 500 قطعة مدفعية، بحسب الجنرال فاليري زالوغني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية. فقدرة كلا الجانبين على القتال تعتمد على استمرار حصولهما على مستلزمات الحرب من الوقود إلى الذخيرة، الأمر الذي يُعد ميزة واضحة لأوكرانيا، طالما استمر الغرب في تقديم المساعدة لها على النطاق الحالي.

كما تلعب القدرة الصناعية لتلبية الاحتياجات العسكرية الأساسية دورا في بقاء موسكو واقفة على قدميها لعام آخر، لكن ذلك مهدد بشح الرقائق الإلكترونية والفشل في تصنيعها محليا، ما قد يسهم في انخفاض أو ربما ندرة الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن المخزونات الغربية تنفد أيضا، فقدرة الأوكرانيين على تدمير أكثر من ثلاثة أرباع الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة من روسيا، تعتمد على الإمداد المستمر للأنظمة باهظة الثمن.

ورغم كل هذا، يرى الكاتب أن هناك أملا. فطالما أن الدعم الغربي لا يتضاءل، فإن كييف ستحرر المزيد من أراضيها ومواطنيها في العام المقبل. يقابل ذلك خطر تصعيد بوتين بطرق خطيرة كضرب خطوط الإمداد واللجوء للخيار النووي، على الرغم من أن ذلك مستبعد.

لذلك فإن الوقت قد حان للبدء في التفكير بجدية في شكل اتفاق سلام مقبول. ومع علمنا أن أوكرانيا تشترط محاكمة روسيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وأن روسيا تشترط قبول واعتراف أوكرانيا بالأراضي التي ضمتها روسيا، فإن هذه مواقف تفاوضية، وفي يوم من الأيام ستكون هناك مفاوضات، حتى لو لم نعرف بعد من أي نوع ومتى.

“مرحلة جديدة” في محاربة الوباء

الزعيم الصيني، شي جين بينغ

Reuters

وإلى صحيفة التلغراف وتقرير كتبه نيك سكوايرز، بعنوان “الرئيس الصيني: من الطبيعي أن يختلف شعبنا مع عمليات الإغلاق الخاصة بـكوفيد”.

فقد دعا الزعيم الصيني، شي جين بينغ، إلى الوحدة في خطابه المتلفز بمناسبة العام الجديد مع دخول المعركة ضد الوباء “مرحلة جديدة”

مشيرا إلى أنه من المقبول أن يختلف الشعب الصيني مع الحكومة في أول تصريحاته العامة منذ أن أدت الاحتجاجات إلى تحول جذري في سياسات بكين الخاصة بكوفيد.

وأشاد بالعاملين في مجال الرعاية الصحية “لتحليهم بالشجاعة في عملهم” أثناء الوباء.

وكانت بكين قد رفعت بشكل كبير مجموعة كبيرة من القيود المفروضة على فيروس كورونا قبل ثلاثة أسابيع بعد احتجاجات مناهضة للإغلاق في المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد.

وعلى النقيض من الرقابة على النقد عبر الإنترنت، دعا الرئيس الناس للاجتماع، وبدا مؤيدا لوجهات النظر المتباينة بشأن قضايا السياسة الرئيسية التي تؤثر على الأمة.

وقال: “بلدنا كبير. من الطبيعي أن يكون لدى مختلف الأشخاص اهتمامات مختلفة أو لديهم وجهات نظر مختلفة حول نفس القضية.”

ويوم السبت، أُزيل مقطع فيديو شهير يسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها الصينيون خلال عمليات الإغلاق الصارمة لعام 2022 من موقع التواصل الاجتماعي الصيني ( ويبو).

ومُنع الناس من مشاركة مقاطع الفيديو المتعلقة بموجة الإصابات الجديدة التي تضرب البلاد بعد فرض القيود.

ويشك الخبراء الدوليون بشدة في البيانات الرسمية التي نشرتها السلطات الصينية يوم الجمعة، على سبيل المثال، أبلغت الصين عن حالة وفاة واحدة فقط من كوفيد.

لكن شركة البيانات الصحية أيرفينيتي Airfinity ومقرها المملكة المتحدة قالت يوم الخميس إن حوالي 9000 شخص في الصين يموتون على الأرجح كل يوم من الفيروس.

وأضافت أن الوفيات التراكمية في الصين منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول قد وصلت على الأرجح إلى 100 ألف، وبلغ إجمالي عدد الإصابات 18.6 مليون.

توقعات عام 2023

اختفالية رأس السنة لندن

Reuters

ونختم جولتنا في صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال يسرد تنبؤات كتّاب الصحيفة لما سيحدث في العالم عام 2023

فعن احتمالية التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، قال أحد الكتاب إنه من غير المحتمل أن تتحقق شروط وقف إطلاق نار دائم، ناهيك عن تسوية سلمية رسمية، ففي عام 2023 من المرجح أن يكون هناك صراع مستمر وطاحن.

وعن إمكانية انقطاع التيار الكهربائي في أوروبا، يري أحد الكتاب أن ذلك يمكن أن يحدث قبل أبريل/ نيسان إذا كان الطقس باردا جدا، لكن الشتاء القادم هو التحدي الأكبر. فعلى الرغم من أن مواقع تخزين الغاز أوشكت الآن على الاكتمال، إلا أن إعادة تعبئتها في الربيع سيكون صعبا

وعن إمكانية خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، قال كاتب رابع أن ذلك لن يحدث، متوقعا أن يبلغ معدل الأموال الفيدرالية ذروته عند 4.9 في المئة في النصف الأول من عام 2023 ثم ينخفض إلى 4.7 في المئة في سبتمبر/ أيلول و 4.4 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول. لكن الغالبية العظمى من أعضاء لجنة السوق المفتوحة تعتقد أن المعدل سينتهي عام 2023 عند 5 في المئة أو أكثر.

وحول استمرار ريشي سوناك في منصبه رئيسا لوزراء المملكة المتحدة بحلول نهاية العام، رجح كاتب أنه سيستمر، على الرغم من أنه يبدو محاصرا أكثر من أي وقت مضى. وسيرغب رئيس الوزراء في الاستمرار في العمل بشكل جيد حتى عام 2024 قبل الدعوة إلى إجراء انتخابات، لكنه سيتعرض للتهديد من قبل أيديولوجيين من اليمين وأعضاء في البرلمان.

وعن ترشح جو بايدن للرئاسة مرة أخرى، قالت إحدى الكاتبات، أنه سيترشح، خصوصا بعد عام ملئ بالتشريعات وأداء ديمقراطي أفضل من المتوقع في الانتخابات النصفية، فلربما لا يزال بايدن أفضل فرصة للديمقراطيين للتمسك بالبيت الأبيض.

وحول توجيه الاتهام إلى دونالد ترامب، قال كاتب إنه يتوقع ذلك، فهناك ما لا يقل عن أربعة أمور يُحتمل التحقيق فيها: محاولة عكس انتخابات 2020، واحتفاظه بوثائق سرية في محل إقاته مار ألاغو، وضغطه على مسؤولي جورجيا للعثور على “الأصوات المفقودة” والاحتيار والتزوير في تقارير مؤسسة ترامب.

وعن غزو بكين لتايوان أو محاصرتها، قال كاتب آخر إنه لا يتوقع حدوث ذلك في عام 2023. فالغزو سيكون مقامرة هائلة. ويمكن أن يشعل حربا بين شي و الولايات المتحدة، ويفقده قوته ويلحق الضرر الدائم بمستقبل الصين.

وحول احتمالية انتهاء عهد أردوغان في انتخابات يونيو/ حزيران في تركيا، قال أحد الكتاب إنه لا يتوقع ذلك، فسيطلق رجب طيب أردوغان العنان لوابل من الأساليب، عادلة وكريهة، للبقاء في السلطة على الرغم من شعبيته المتناقصة.

وعن إمكانية إخماد الاحتجاجات في إيران، يرى أحد الكتاب أن المظاهرات التي استمرت لأشهر من قبل المتظاهرين الإيرانيين، وخصوصا النساء، بسبب وفاة الشابة مهسا أميني في حجز الشرطة، اتسعت لتصبح دعوات لاستبدال النظام الديني بنظام ديمقراطي.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.