العملات المشفرة: هل سربت تفاصيل اجتماع شرطة اليوروبول إلى “ملكة العملة المشفرة” الهاربة؟

روجا إغناتوفا

BBC
السلطات الأمريكية تحذر من تخفّي روجا إغناتوفا منذ اختفائها في عام 2017

أُخطرت روجا إغناتوفا، المعروفة كذلك باسم “ملكة العملة المشفرة المختفية”، بأن الشرطة تحقق في عمليات احتيال بقيمة أربعة مليارات دولار قامت بها إغناتوفا قبل أن تختفي.

وتلاحق السلطات المعنية إغناتوفا البالغة من العمر 42 عاما والمولودة في بلغاريا، وذلك لدور يُنسب إليها في إدارة عملية احتيال في مجال الاستثمار في عُملة مشفرة تُعرف باسم “وان كوين”.

واطّلعت بي بي سي على وثائق من اليوروبول (الوكالة الأوروبية لتطبيق القانون) تفيد بأن هاربةً يطاردها مكتب التحقيقات الفيدرالي أًخطرت بمساعٍ لاعتقالها، وذلك قبل أشهر من اختفائها.

وتم تسريب وثائق الشرطة إلى بودكاست يحمل اسم “ملكة العملة المشفرة المختفية” ويقدّمه فرانك شنايدر، وهو عميل سابق ومستشار موثوق لدى إغناتوفا.

وينكر شنايدر سعيه للحصول على الوثائق، التي يقول إنها سُرّبت إليه عبر شريحة ذاكرة (يو إس بي) من جانب إغناتوفا.

ويزعم شنايدر أن البيانات الوصفية المتضمنة في الملفات تشير إلى أن إغناتوفا حصلت على المعلومات عبر اتصالاتها الخاصة في بلغاريا.

ويواجه شنايدر الآن عملية ترحيل إلى الولايات المتحدة على خلفية الدور المنسوب إليه في عملية الاحتيال المعروفة باسم “وان كوين”.

وقالت وكالة اليوروبول إنها كانت تحقق في القضية.

وكانت إغناتوفا اختفت عن الأنظار يوم الـ 25 من أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2017، وذلك بعد إخطارها بأن تحقيقات مكثفة تجريها الشرطة حول عُملتها المشفرة وان كوين.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أُضيف اسم روجا إغناتوفا إلى قائمة “أكثر عشرة مطلوبين” الخاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي.

“اجتماع عبر الأقمار الاصطناعية”

تحتوي وثائق الشرطة على أحاديث طُرحت في اجتماع عُقد عبر القمر الاصطناعي لوكالة اليوروبول، وذلك في لاهاي يوم 15 مارس/آذار من عام 2017.

وبحسب الوثائق، حضر الاجتماع عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومن وزارة العدل الأمريكية، ومن مكتب المدعي العام في نيويورك.

كما حضر الاجتماع أيضا مسؤولون معنيون من كل من: المملكة المتحدة، ألمانيا، هولندا، دبي، وبلغاريا.

وتضمنت الوثائق تفاصيل بشأن عميل سري موثوق للغاية تستعمله السلطات الأمريكية، وتفاصيل بشأن حسابات بنكية يموّلها مستثمرون بعُملة وان كوين المشفرة، فضلا عن تفاصيل أخرى بشأن جهود غير موفَقة من جانب شرطة لندن لاستجواب إغناتوفا.

ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي على وثائق اليوروبول، لكن عميلا خاصا لدى المكتب يُدعى بول روبرتس صرّح للبودكاست قائلا: “تجري تحقيقات حول العالم كله بشأن إغناتوفا وبشأن عملة وان كوين المشفرة بشكل عام، وقد علمت إغناتوفا بشأن تلك التحقيقات وبشأن الإجراءات القانونية المتبعة في مثل حالتها”.

وقد ادعى ممثلو النيابة الأمريكية في المحكمة عام 2019 على شنايدر بتهمة تزويده إغناتوفا بالمعلومات السرية الخاصة بالشرطة، رغم عدم وضوح ما إذا كانت الادعاءات تتعلق بشكل محدد بالملفات المسربة للبودكاست”.

شنايدر وصحفي البي بي سي

BBC
شنايدر (يسار الصورة) في حوار مع صحفي بي بي سي جيمي بارليت

وينكر شنايدر حيازته للوثائق قائلا: “عندما شارك بلغاريون في اجتماعات محددة تابعة لوكالة اليوروبول، لم تكد تمضي ساعات حتى علمت (إغناتوفا) بتفاصيل ما دار في الاجتماعات”.

وأضاف شنايدر: “أستطيع أن أستنتج أنها حصلت على المعلومات عن طريق دوائر تختلط بها وعن طريق اتصالاتها مع شبكة كبيرة من الشخصيات النافذة”.

وتشير الوثائق إلى حضور شخصيات من وزارة الداخلية البلغارية في اجتماع وكالة اليوروبول الذي أقيم في مارس/آذار من عام 2017.

وبدورها، توجهت البي بي سي بالسؤال إلى وزارة الداخلية البلغارية عما إذا كانت عناصر تابعة لها مسؤولة عن التسريب، لكن الوزارة لم ترد على سؤال البي بي سي.

وليس لأي من جهات تنفيذ القانون التي حضرت الاجتماع أن تؤكد كيف تم تسريب المعلومات.

وقالت وكالة اليوروبول للبي بي سي إنها كانت تحقق في الأمر، مضيفة أن “هذا السيناريو معقّد نظرا لتعدد المشاركين في الاجتماع، مما يصعّب مهمة معرفة الحقيقة”.

ولم تعلّق وزارة العدل الأمريكية وكذلك مكتب المدعي العام في نيويورك على الأمر.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.