في الأسبوع العالمي للتوعية باضطراب “عسر القراءة”: كيف يتعامل الآباء والمربون مع صعوبات التعلم عند التلاميذ؟

التلاميذ الذين يعانون من الديسليكسيا ليست لديهم اعاقة ويتمتعون بذكاء عادي أو فوق عادي

Getty Images
التلاميذ الذين يعانون من الديسليكسيا ليست لديهم اعاقة ويتمتعون بذكاء عادي أو فوق عادي

حل في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام، اليوم العالمي لرفع الوعي بـاضطراب “عسر القراءة”، والذي يعرف باللاتينية بـ” الديسليكسيا DYSLEXIA – “، وقد نظمت المملكة المتحدة، أسبوعا للتوعية بهذا النوع من الإضطراب الشائع بين أطفال المدارس، في وقت تشير فيه تقديرات في المملكة المتحدة،إلى أن شخصا واحدا من بين كل عشرة أشخاص، يعاني من شكل ما من أشكال عسر القراءة. وقد بات أسبوع التوعية بعسر القراءة، بمثابة حدث سنوي في المملكة المتحدة، يستهدف زيادة الوعي بالمشكلة وطرق التعامل معها.

ويمثل عسر القراءة، صعوبة لمن يعاني منه في التعلم، وعادة ما يكتشف في سن التحاق الأطفال بالمدارس الابتدائية، وهو السن الذي يبدأ فيه الطفل في تعلم القراءة، وهو يسبب مشكلات في مجال القراءة والكتابة والتهجئة، غير أن الجمعية البريطانية لعسر القراءة، ترى من جانبها أن حالة الديسليكسيا أو عسر القراءة، لا تقتصر تأثيراتها فقد على القدرة على القراءة والتهجئة، وإنما تمتد أيضا إلى القدرة على تنسيق الأشياء، والتنظيم والذاكرة، ويعتبر مختصون، أن مصطلح “عسر القراءة”، يعد ضيقا جدًا بحيث لا يصف صعوبات التعلم جميعها، وذلك لأن صعوبات التعلم عادة ما تكون أوسع من مجرد صعوبات القراءة.

أبعد من عسر القراءة

لكن المختصين أيضا يتفقون على أن الـ”ديسليكسيا” أو عسر القراءة، تعد أشهر صعوبات التعلم وأكثرها استئثارا باهتمام العلماء و المربين، ذلك أن القراءة تعد المهارة الأساسية، التي ينفتح عبرها التلميذ في مراحل تعليمه الأولى، باتجاه العديد من المهارات الأخرى، ويتعرف من خلالها على أنواع كثيرة من المعرفة، كما أن العلماء أيضا، يعتبرون أن وجود عدد من التلاميذ ، ممن يعانون من صعوبة القراءة داخل الفصل الدراسي، يسبب مشكلات للمربين، الذين مايزال كثير منهم يعاني من عدم الدراية بأبعاد المشكلة الصحية وأسبابها.

ووفقا لتعريف الجمعية البريطانية للديسيلكسيا فإن “عسر القراءة هو صعوبة تعلم خاصة، تؤثر على تطور القراءة، والكتابة، والمهارات المتعلقة بها. وعلى الأرجح أنّها توجد مع الفرد منذ الولادة، وتستمر معه طيلة حياته، ومن خصائصها: صعوبات في المعالجة الصوتية والتسمية السّريعة للأشياء، والذاكرة العاملة، وسرعة معالجة المعلومات”.

وفي أصل تسمية المرض ديسليكسيا DYSLEXIA – تشير بعض التقارير العلمية إلى أن ” الديسليكسيا Dyslexia هي كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين: الأول (Dys) وتعني صعوبة، والثاني (Lexia) وتعني الكلمة المقروءة، وأول من استخدم هذا المصطلح عالم الأعصاب الفرنسي (رودلف بيرلين) عام 1872 م”

في المنطقة العربية أيضا

ولأن الـ”ديسليكسيا” تمثل اضطرابا يصيب البشر جميعا، فإنها لاتقتصر على بريطانيا وحدها، ولذلك يشمل يوم التوعية بها كل العالم، ومن بينه المنطقة العربية والتي يعاني بعض من أبنائها من هذا الإضطراب، الذي يجتذب اهتمام السلطات الصحية، في ظل ضعف الوعي بالعديد من الإضطرابات النفسية والسلوكية التي تصيب العديد من أطفال المنطقة، ويبدو أباؤهم في حيرة منها وغير قادرين على التعامل معها.

ولا تكاد تخلو وسائل الإعلام في الدول العربية، من مواد تسعى لرفع الوعي باضطراب الـ”ديسليكسيا”، وطريقة التعامل معه، في ظل غموض أعراض هذا الإضطراب، وقلة الوعي به في المدارس والمؤسسات التعليمية العربية، وهو ما يؤدي بدوره في بعض الأحيان، إلى حالة من التهميش للتلاميذ المصابين وربما لتدهور حالاتهم.

وفي المنطقة العربية بشكل عام، وربما باستثناء منطقة الخليج، يمثل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم بصورة عامة، مشكلة كبيرة لأولياء الأمور أولا، ثم للقطاع التعليمي خاصة الحكومي منه، وهي مشكلات تتلخص بشكل أساسي، في عدم القدرة المادية في العديد من الدول العربية، على دفع تكاليف الرعاية بهؤلاء الأطفال، إذ يبدو قطاع التعليم الحكومي غير قادر على النهوض بمسؤولياته الأساسية، ليتمكن من الاهتمام بمن يواجهون صعوبات في التعلم، كما أن أولياء الأمور، يكونون في العادة بين نارين، إما اللجوء إلى المدارس الخاصة، التي قد تعتني بأبنائهم لكن مقابل مبالغ ضخمة، قد لايقدرون على دفعها، أو التسليم بالأمر الواقع، والحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية، مع معرفة أنهم لن يحصلوا على الرعاية المطلوبة.

غير أن معظم التقارير العلمية، التي تناولت وتتناول إضطراب “عسر القراءة” أو الـ”ديسليكسيا”، تشير إلى أن الحالة لا يمكن تصنيفها على أنها إعاقة، وأن الأطفال المصابين بها وعلى العكس، يتمتعون بمستويات ذكاء عادية أو فوق العادية، كما تشير التقارير إلى أنه لايمكن الربط إطلاقا بين الـ”ديسليكسيا” والإعاقة العقلية، ذلك أن كثيرين من التلاميذ المصابين بهذا الإضطراب يكونون مبدعين في مجالات أخرى.

ووفقا للعديد من التقارير فإن هذا الإضطراب، أصاب العديد من المشاهير والمخترعين والعباقرة عبر التاريخ، وفي أنحاء متفرقة من العالم، ومنهم ألبرت إينشتاين، وونستون تشرشل، وليوناردو دافنشي، وبيكاسو، ومحمد علي كلاي، وستيف جوبز، وقد مثل تحديد علماء ألمان للجين المسؤول عن حدوث الـ”ديسليكسيا” منذ أعوام، فاتحة خير في مجال معالجة هذا الإضطراب، إلا أن الأوساط العلمية، تعتبر أن الأمر ربما يستغرق بعض الوقت، كون تحديد الجين المسؤول عن الإصابة بالإضطراب، هو مجرد الخطوة الأولى على طريق طويل.

هل تلمسون وعيا باضطراب الـ” ديسيلكسيا” أو عسر القراءة في مجتمعاتكم؟

وإذا كان لديكم أطفال يعانون من هذا الإضطراب كيف تتعاملون مع مشكلاتهم؟ وهل يجدون رعاية كافية في المدارس؟

ماهي أبرز الصعوبات التي تواجهكم كآباء لهم أبناء يعانون من صعوبات في التعلم؟

هل توفر المدارس الحكومية في بلدانكم الرعاية الكافية للتلاميذ الذين يعانون من الصعوبات في التعلم؟

وهل ترون أن الأباء الذين لديهم أبناء يعانون من هذه المشكلة قادرون على دفع تكاليف الرعاية بهم في مدارس خاصة؟

ما هو السبيل برأيكم لتوفير رعاية معقولة للتلاميذ الذين يعانون من الديسيلكسيا أو أي صعوبة أخرى في التعلم؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 10 تشرين الأول/ أكتوبر

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.