غرق قارب الموت قبالة طرطوس: لماذا يتوالى سقوط ضحايا الهجرة غير الشرعية من الشباب العربي؟

غضب خلال تشييع جنازة أحد ضحايا القارب اللبناني الغارق من سكان مخيم نهر البارد في طرابلس اللبنانية

Getty Images
غضب خلال تشييع جنازة أحد ضحايا القارب اللبناني الغارق من سكان مخيم نهر البارد في طرابلس اللبنانية

ما إن يقترب الناس من نسيان فاجعة، غرق مهاجرين غير شرعيين عرب، في رحلتهم على قارب موت باتجاه شواطئ أوربا، حتى تطل عليهم فاجعة جديدة، فيما يبدو أنه مسلسل لن يتوقف قريبا، في ظل وجود العوامل المنتجة للظاهرة، من فقر وبطالة وحالة يأس من الواقع، تنتاب عددا كبيرا من الشبان، في أنحاء متفرقة من المنطقة العربية، وتدفعهم دفعا لركوب الموج،على قوارب ضعيفة في رحلات ينتهي جلها بالموت غرقا.

آخر تلك الفواجع، كانت فاجعة ذلك القارب، الذي انطلق من السواحل اللبنانية، يوم الثلاثاء الماضي، باتجاه الشاطئ الأوربي، فغرق قبالة سواحل ميناء طرطوس السوري، وعلى متنه وفق روايات للناجين، مابين 120 إلى 150 شخصا، من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، كانت وجهتهم دولة أوربية.

وتتباين أعداد ضحايا المركب الغارق حتى الآن، إذ تقدرهم بعض التقارير بـ 87 غريقا، في حين تشير بعض المصادر، إلى أن العدد أكبر من ذلك، وكان الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان، قد أشار إلى أن عدد ضحايا غرق المركب، ربما يصل إلى 94 شخصا، ويعتبر مراقبون، أنه وبالنظر إلى عدد ركاب المركب الذي أشار إليه بعض الناجين، وهو يقارب المئة والخمسين شخصا، فإن عدد الضحايا مرشح للإزدياد، في ظل وجود عدد كبير في عداد المفقودين.

يحدث في معظم الدول العربية

ويبدو ملفتا في فاجعة غرق هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من لبنان، هذه المرة وجود جنسيات أخرى غير اللبنانيين، على متن المركب الغارق إذ كان على متنه فلسطينيون وسوريون بجانب اللبنانيين، ووفقا لمصادر متعددة، فإن الفلسطينيين الذين كانوا على متن المركب الغارق وعددهم 25 فلسطينيا، هم من سكان مخيم نهر البارد شمال لبنان.

ولإن كان وجود فلسطينيين يعيشون في لبنان، على متن المركب الغارق، أمرا طبيعيا كونهم يكتتون بنيران ذات الظروف المعيشية الصعبة، التي يعيشها اللبنانيون، وتدفعهم دفعا للهجرة، فإن الملفت بصورة أكبر، هو ماتقوله التقارير، عن أن السوريين الذين كانوا على متن المركب الغارق، قدموا من سوريا إلى لبنان للهجرة عبر شواطئه.

ووفقا لتقرير للبي بي سي، فإن لبنان يشهد ارتفاعا كبيرا في معدلات الهجرة، مدفوعا بانهيار اقتصادي مدمّر ترك قطاعات كبيرة من اللبنانيين، يعانون الفقر على مدى السنوات الثلاث الماضية، ويشير التقرير إلى إحصاءات، تفيد بأن أعداد الذين يحاولون مغادرة لبنان عبر البحر، في عام 2021 زادت بمعدل الضعف عما كانت عليه خال العام 2020، وفق تقديرات وكالة الأمم المتحدة للاجئين، في حين ارتفع العدد مجددا بنسبة 70% خلال العام 2022.

غير أن سعي العديد من الشباب العربي اليائس من ظروف الحياة، لا يقتصر على اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين فقط، فحوادث ركوب قوارب الموت، في رحلات خطرة، تتكرر في العديد من الدول العربية، وأخبار من يقضون في غرق تلك القوارب، باتت أمرا مألوفا في وسائل الإعلام من ليبيا إلى تونس إلى المغرب.

وكان استطلاع البارومتر العربي، الذي نفذته شبكة البارومتر العربي، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 2019، قد أشار إلى أن 20% من المشاركين عبروا عن رغبتهم في الهجرة، وفي الفئة العمرية ما بين 18-29 عاماً وصلت النسبة إلى 52%..

وكان ملفتا ضمن النتائج التي توصل إليها، استطلاع البارومتر العربي، أن الراغبين في الهجرة أبدوا استعدادا للسفر بدون أوراق رسمية ( الهجرة غير الشرعية)، ففي السودان مثلا بلغت نسبة هؤلاء 43%، وهي نفس النسبة تقريباً في كل من الجزائر وتونس واليمن والعراق والمغرب، في حين بلغت 12% في لبنان و18% في الأردن.

تونس والمغرب

وتكررت خلال العام الحالي 2022،حوادث غرق قوارب تقل مهاجرين غير شرعيين، قبالة سواحل تونس، وقد باتت الأخبار التي تتحدث عن إحباط السلطات التونسية، لمحاولات هجرة غير شرعية، عبر الشواطي التونسية شأنا شبه يومي، وفي الرابع والعشرين من أيار/ مايو الماضي، أعلن خفر السواحل التونسي أنه أنقد 24 مهاجرا غير شرعي، بينما قال إن 76 آخرين كانوا في عداد المفقودين، بعد أن غرق القارب الذي كانوا على متنه، والذي انطلق وفق خفر السواحل التونسي، من مدينة زوارة الليبية وعلى متنه مئة مهاجر.

وفي الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، أعلن الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي، انتشال جثث لـ 6 مهاجرين غير شرعيين، غرق مركبهم في نفس اليوم، قبالة سواحل محافظة المهدية شرق البلاد، مشيرا إلى إنقاذ 16 شخصا من ركاب المركب.

وفي المغرب مايزال كثيرون، يتذكرون مقتل 23 إفريقيا على الأقل، على الحدود بين الأراضي المغربية والإسبانية في مليلة، حينما سعوا إلى اقتحام السياجات الحدودية بين البلدين، والتي يتراوح ارتفاعها بين ستة وعشرة أمتار، وأشارت تقارير مغربية في ذلك الحين، إلى أن مابين 1300 و2000 رجل، معظمهم من السودان وجنوب السودان، سعوا لاقتحام الحدود، مما أدى إلى وقوع هذا العدد من الضحايا خلال التدافع، في حين اتهمت منظمات حقوقية، قوات الأمن المغربية، باستخدام القوة المفرطة، في التعامل مع هؤلاء الناس وهو ما نفاه المغرب بدوره.

برأيكم

من المسؤول عن كارثة غرق قارب الموت اللبناني الأخيرة قبالة سواحل سوريا؟

كيف ترون الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية بعد الحادث وإعلانها القبض على المهرب؟

هل ترون أن القبض على المهربين سيحل المشكلة؟ ولماذا؟

لماذا يصر الشباب في معظم الدول العربية على المخاطرة بحياته في سبيل الهجرة إلى أوربا؟

وهل ترون أن دعم أوربا لدول عربية في ترتيبات أمنية للسيطرة على هذه الهجرة سيحد منها؟

ماهو السبيل الأمثل من وجهة نظركم لاحتواء الظاهرة؟

وكيف يمكن إقناع الشباب العربي بالبقاء في بلاده وعدم التفكير بالهجرة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 26 أيلول/ سبتمبر

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.