الحجاب في مدارس العراق: #لا_للتحجيب_القسري حملة إلكترونية ضد فرض الحجاب على التلميذات

حملة #لا_للتحجيب_القسري

@hiba_alnnayib

تصدر وسم #لا_للتحجيب_القسري مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد تنامي الحديث عن فرض الحجاب على تلميذات المدارس.

وأطلقت ناشطات نسويّات حملة احتجاج تطالب بإصدار قرار رسمي من وزارة التربية يمنع “فرض الحجاب كشرط للقبول الدراسي” ومعاقبة كل من يفرضه.

https://twitter.com/dinaraad3/status/1572293421171195908?s=46&t=L4uFf-0loeB3k3geKNaGnQ

الهدف من الحملة

وقد تحدثت مدونة بي بي سي ترند مع الإعلامية العراقية والكاتبة النسوية هبة النائب، التي قالت إن الهدف من الحملة “مراعاة آراء وقناعات الناس وتقبل الفئات المختلفة في المجتمع العراقي”.

وأضافت: “الحجاب حرية شخصية ومن المفترض أن المدارس تعلم وتربي على الأخلاق واحترام حقوق الآخرين بمختلف توجهاتهم الدينية والثقافية لا العكس”.

واعتبرت النائب أن “تزايد عدد حالات فرض الحجاب على طالبات المدرس، وعدم تدخل وزارة التربية والتعليم لمنع فرض الحجاب القسري عليهن دفع كثيرين إلى رفع الصوت عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتقول هبة النائب إن المرأة العراقية أكدت من خلال هذه الحملة “رفضها التدخل القسري الذي يمارس على الفتيات وإجبارهن على اتباع سياسات ورموز ذكورية تهدف إلى إلغاء شخصيتها وقرارها في ارتداء ما يليق بها”.

وتابعت: “إن هذه السياسة جاءت من اجتهاد شخصي لبعض المدرسين أو المدراء لأنهم يتبعون أحزابا إسلامية تعمل على قولبة النساء تحت إطار محدد كي يتم السيطرة عليهن وتمرير ذكوريتهم عن طريق فرض هذه الأفعال”.

ورفضت النائب ما وصفتها بـ”الممارسات الممنهجة على المرأة العراقية واستخدامها كأداة لتحقيق مصالح ذكورية شخصية”، وأكدت على “نضالها في هذا المجال لنصرة النساء العراقيات”.

https://twitter.com/hiba_alnnayib/status/1571492521884147713?s=46&t=gzhF7vvyEflvHI_5XGiq5w

فريق “النساء للنساء”

وفي حديثنا إلى فريق “النساء للنساء” مطلق حملة #لا_للتحجيب_القسري متمثلا في مديرته دينا الأيوبي، فقد أكدت الناشطة النسوية بحقوق المرأة والطفل، لمدونة بي بي سي ترند أن “الحملة بدأت بعد تلقي ناشطات نسويات في حقوق المرأة، عددا كبيرا من الشكاوي بخصوص فرض الحجاب القسري من قبل إدارة المدارس والتهديد والوعيد في حال عدم الالتزام بارتدائه”.

وأضافت أن ذلك يتم “إما بالنقل إلى مدرسة أخرى أو بالتعدي على الطالبات بالعنف اللفظي والنفسي والجسدي أو بإجبارهن على ممارسة أعمال تنظيف أو فصل بالغياب أو خصم درجات من تقديرهن الدراسي”.

وبحسب الأيوبي، فقد أنشأ الفريق استبيانا بخصوص “تحجيب الفتيات القسري في المدارس” بغرض إجراء تعداد لهذه المدارس المخالفة للقانون، وإنشاء حملة ضد فرض الحجاب القسري في المدارس على الأطفال من الإناث”.

كما أشارت إلى أن الحملة كان لها حساب هبر موقع إنستاغرام، لكنه أغلق بعد أن سجل عدد كبير من معارضي الحملة شكاوى ضده لدى إدارة الموقع.

BBC

وعندما سألنا دينا الأيوبي عن أهداف الحملة، قالت إنها:

  1. “إصدار قرار رسمي من وزارة التربية العراقية بمنع فرض الحجاب القسري كشرط للقبول الدراسي ومعاقبه كل من يفرضه”.
  2. “محاسبة كل من عنف لفظياً أو جسديا أو أساء بحق الطالبات أو الطلاب”.
  3. “عمل استبيانات واقعية على المؤسسات التعليمية والجامعات بشكل دوري، وضرورة مشاركة لجنة حقوق الإنسان في وزارة التربية والتعليم والمنظمات الحقوقية”.
  4. “العمل على إيجاد حلول جذرية، وليست ترقيعية، للنهوض بالواقع التربوي والتعليمي”.

كما نوهت الأيوبي إلى أنه “لا يوجد أي نص قانوني، يعطي الحق للمؤسسات التعليمية في فرض الحجاب”، وأنه في حال تم فرضه من قبل إدارة المدرسة “يجب القيام بشكوى ضد هذه المدرسة إلى وزارة التربية أو رفع دعوى قضائية لكون هذا التصرف مخالفا للدستور”.

وأشارت الأيوبي إلى أن وزارة التربية قد أوضحت في وقت سابق “أنه لا يوجد أي تعميم منها بفرض الحجاب كشرط للقبول الدراسي”.

كما أوضحت أن الحملة كان لها حساب على موقع إنستاغرام، لكنه أغلق بعد أن سجل عدد كبير من معارضي الحملة شكاوى ضده لدى إدارة الموقع.

“تمييز جندري”

حملة عراقية ضد فرض الحجاب على طالبات المدارس

Getty Images

وقد أعربت ناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رأيهن في أن “فرض الحجاب هو من مظاهر التمييز الجندري وفرض السلطة الأبوية” على حد وصفهن.

https://twitter.com/alaaytaha/status/1571820127162716162?s=46&t=MvQnB6J6qS4bOst5udIE7w

كما نشرت مغردات نماذج من تجاربهن الشخصية في المدارس.

https://twitter.com/ayaa3__/status/1571850477578473475?s=46&t=MvQnB6J6qS4bOst5udIE7w

لكن لم تكن كل ردود الفعل عبر مواقع التواصل مؤيدة للحملة، فقد دافع كثيرون في الجهة الأخرى عن ارتداء الحجاب وفرضه في المدارس العراقية.

ويعود ذلك لحساسية قضية ارتداء الحجاب أو خلعه لدى المجتمع العراقي بحكم عاداته وتقاليده، إضافة إلى الموروثات الدينية.

https://twitter.com/maruaa22/status/1572028945071243265?s=20&t=0RqjQmFuWEsZJYRGLNWJAw

انتشار لفيديو مضلل

وفي إطار سعي مؤيدي الحملة للترويج لها، وقع بعضهم في خطأ نشر مقطع فيديو مضلل، قالوا إنه يظهر “أستاذا في إحدى المدارس وهو يضرب الطالبات اللواتي لا يضعن الحجاب، وأن سنهنّ لم يتجاوز العاشرة”.

https://twitter.com/seen77o/status/1571036492910436353?s=20&t=2aab_uYSZWByJ8Ot_fE-QA

وقد انتشر هذا الزعم بشكل واسع، وتناقلته كثير من وسائل الإعلام المحلية دون تدقيق، وقالت إنه من أسباب شن الحملة.

https://twitter.com/M_Balsam/status/1572136262747959298?s=20&t=4spcQeyBvw8yNURuKJtVug

وقد أكدت دينا رعد الأيوبي، وهي إحدى المشرفات على الحملة، أنه لا علاقة لذلك الفيديو بالحملة وأنه لم يصور في العراق.

https://twitter.com/DinaRaad3/status/1572166874103775233?s=20&t=hLRU3o2MrpdYkzWU5vKxLg

وحقيقة الأمر أن هذا الفيديو قد صور في الهند ونشر عبر موقع تويتر في 28 أبريل نسيان 2019.

https://twitter.com/ethirajans/status/1122438383827963904

وزارة التربية العراقية

صحيفة الصباح العراقية تنشر تعليق المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية العراقية حيدر فاروق السعدون الذي نفى إصدار أي تعميم رسمي يشدد على ارتداء الطالبات للحجاب في المدارس

https://alsabaah.iq

وكانت وزارة التربية العراقية، قد نفت في الثاني من فبراير شباط الماضي إصدار أي تعميم رسمي يشدد على ارتداء الطالبات للحجاب في المدارس، وأكدت أن ذلك ليس من اختصاصها.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر فاروق السعدون في تصريح صحفي: إن “الوزارة لم توجه أي إعمام أو كتاب رسمي إلى الإدارات المدرسية يتعلق بإجبار الطالبات على ارتداء الحجاب”.

“هذا الأمر يندرج ضمن الحرية الشخصية للطالبات وأهاليهن … إدارات المدارس تأخذ على عاتقها تحديد الزي المدرسي فقط، بشرط أن يكون مناسبا لذوق الطلبة وليس فرضه بالإكراه”.

“فرض ارتداء الحجاب ليس من اختصاص وزارة التربية، ولا تملك الحق بإجبار الطالبات على ارتدائه أو خلعه … في حال وجهت إحدى المدارس بذلك فلا يعدو كونه توجيها داخليا”.

الطفلة “سما الموصلية”

وقد استذكر كثير من مستخدمي مواقع التواصل في العراق قضية الطفلة سماء، التي أثارت وفاتها جدلا كبيرا في العراق في الثاني من شباط/ فبراير الماضي، وكانت ذلك سببا في إصدار بيان وزارة التعليم.

https://twitter.com/abrarwadi97/status/1571490700264357889?s=20&t=SiMe-XpvzFTS6mg-_iq6Qg

وكانت وسائل إعلام محلية قد أشارت إلى أن الطالبة ماتت أثناء تأدية امتحانات نصف السنة، نتيجة تعرضها لنزيف إثر “طردها من المدرسة لعدم ارتدائها الحجاب”.

https://twitter.com/alsharqiyatv/status/1488914776726122496?s=46&t=_PMLbDjukicqAzGVDYVAqw

وكانت شرطة محافظة نينوى قد أعلنت وقتها نتائج التحقيق الأولية بحادثة وفاة الطفلة “سما”، مشيرة إلى أنها “لم تُطرد من داخل قاعة الامتحان”، كما عزت سبب الوفاة إلى “مرض في القلب”.

وزارة الداخلية قيادة شرطة محافظة نينوى

facebook.com/policenineveh

كما نقلت وكالة الأنباء العراقية وقتها عن مدير عام صحة نينوى فلاح الطائي، أنه “حسب التعليمات الخاصة في الامتحانات يتوجب على التلاميذ ارتداء الكمامة”، لافتا الى أن “المديرة طلبت من التلميذة التي توفت أن ترتدي كمامة، وعند عودتها إلى المنزل قام عمها باصطحابها إلى المدرسة وأثناء الطريق قد توفيت”.

وفي وقت سابق، وجه وزير التربية علي حميد الدليمي، بالمتابعة العاجلة لحادثة وفاة الطفلة الموصلية والوقوف على حيثيات الموضوع. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن بيان الوزارة أن “الدليمي أجرى اتصالاً هاتفيا مع عائلة الفقيدة التلميذة “سما الموصلية” إحدى تلميذات مدرسة أغادير للبنات التابعة لتربية نينوى، ووجه بالمتابعة العاجلة لحادثة وفاتها والوقوف على حيثيات الموضوع”.

وكان الأستاذ عبدالرحمن هاني الدباغ، مدير عام تربية نينوى، قد أشار في تصريح تلفزيوني أنه “اتخذ كافة الإجراءات اللازمة فورا للوقوف على تفاصيل الحادث”.

https://www.youtube.com/watch?v=FZqpYPcwvao

لكن البعض شكك في أن تكون وفاة الطفلة ناتجة عن مرض في القلب.

واستند البعض في تسريبات، لم تتضح مصادرها، إلى أن سبب الوفاة في التقرير الطبي الأولي “توسع كبير في الشرايين نتيجة نوبة من الهلع تعرضت لها سما”.

https://www.youtube.com/watch?v=GIMecHm2NbU

وفي وقت لاحق، ألقي القبض على مديرة المدرسة، قبل أن يفرج عنها بكفالة بعد تنازل والد الطفلة سما.

https://twitter.com/ahmed_IQ_yahoo/status/1489198154142605315?s=20&t=32bMGDq7rwjzjrHoqcRTTg

فقد قرر ولي أمر التلميذة المتوفية “سما محمد راغب” التنازل عن الشكوى القضائية المسجلة ضد مدرسة “الأغادير” في مدينة الموصل بمركز محافظة نينوى، وقال إنه “ليس من شيمنا إقامة الدعاوى ضد النساء”.

ونقلت وسائل إعلام محلية أن “قاضي تحقيق محكمة الموصل/ الجانب الأيمن (أشرف العبادي) أخلى سبيل مديرة مدرسة الأغادير بكفالة مالية قدرها 10 ملايين دينار عراقي وفق المادة 411 ق. ع بعد تنازل المدعي بالحق الشخصي والد الضحية”.

وقد أطلقت وزارة التعليم اسم التلميذة الراحلة “سما محمد” على أحد مدارس الموصل، وشهد الإعلان الأستاذ عبدالرحمن هاني الدباغ، مدير عام تربية نينوى، ومحمد راغب والد الطفلة.

https://www.youtube.com/watch?v=oLuCZ2VHEV4

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.