حقل كاريش: هل يشعل تنقيب إسرائيل عن الغاز في منطقة متنازع عليها مع لبنان حربا إقليمية؟ – صحف عربية

محطة إنتاج غاز إسرائيلية

Reuters

علقت صحف عربية ولبنانية على بدء إسرائيل التنقيب عن النفط والغاز في حقل كاريش الذي يقع في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان في البحر المتوسط، وهو العمل الذي اعتبرته الرئاسة اللبنانية “استفزازيا”.

وأعرب كُتاب عن مخاوفهم من أن يضع هذا التنقيب المنطقة “على صفيح ساخن”، وقد يكون “شرارة حرب” في المنطقة قد تشمل إيران، ولاسيما بعد تحذير إسرائيل من أن أي إلحاق ضرر بمنصات الغاز سيكون إعلان حرب.

وطالب كُتاب بسرعة تشكيل حكومة لبنانية لتكون “مستعدة لمواجهة شتى الاحتمالات”.

وذكَّر آخرون بحقيقة أن لبنان لا يستطيع الاستفادة من الثروة النفطية في البحر المتوسط إلا بعد ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مؤكدين أن ما يحدث هو “إنذار للسلطة السياسية” في لبنان.

“صفقة أم حرب؟”

تحت عنوان “بدء التنقيب في كاريش: صفقة أم حرب؟”، تقول سابين عويس في صحيفة النهار اللبنانية: “لم يكن موعد وصول الباخرة مفاجئا للمتابعين لهذا الملف، لكن ما كان مفاجئا هو الخفّة التي تعامل بها لبنان معه وعدم توصّله إلى حسم مسألة الخلاف الداخلي أولا على تحديد الحدود البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل والتي يدخل حقل كاريش من ضمنها”.

وتضيف عويس: “وذلك بعدما تراجع لبنان عن تسوية النزاع بالقبول بالخط 23 ليعود إلى المطالبة بالاعتراف الدولي بالخط 29 الذي يضيف مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً ويجعل حقل كاريش حقلا مشتركا مع لبنان”.

وتتابع: “مع الأسف، لم ينجز لبنان الرسمي فرضه في التفاوض أو في تسجيل اعتراضه لدى الأمم المتحدة، وهو اليوم يواجه أصعب الخيارات التي تضعه في موقع تفاوضي ضعيف”.

وتحت عنوان “حقل كاريش اللبناني: هل يكون شرارة حرب بين إيران وإسرائيل؟”، يحذر عصام نعمان في صحيفة القدس العربي اللندنية من تداعيات الأمر على المنطقة في ظل المناوشات الدائرة بين إسرائيل وإيران في ظل توعّد طهران بالانتقام من إسرائيل “على خلفية اغتيالها جنرالا في الحرس الثوري وضربها مواقع إيرانية في سوريا”.

ويتساءل نعمان: “هل ستكون منشآت إسرائيل البحرية للنفط والغاز هدفا لانتقام إيران الموعود؟ هذه المنشآت تمتلكها إسرائيل وهي تقابل، بقليل أو كثير، المنشآت التي استهدفتها اعتداءاتها في قلب إيران، وهي منشآت تهدد مصالح صديقين لإيران: روسيا ولبنان”.

ويتساءل الكاتب كذلك عن رد إسرائيل على إيران لو حدث أن وجهّت الأخيرة ضربة لمثل هذه المنشآت، وهل سيكون في شكل “ضربة إسرائيلية-أمريكية للقضاء على مراكز صناعتها النووية والصاروخية قبل اكتمال بنائها وإنتاجها واستحالة تدميرها بعد ذلك؟”

ويضيف نعمان: “إذا لجأت إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة إلى اعتماد هذا السيناريو، هل تكتفي إيران برد مواز ومتناسب أم تغتنم الفرصة لشن رد صاعق ومتكامل بالتعاون مع سائر أطراف محور المقاومة وفصائلها الناشطة في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة يكون من شأنه، في الأقل، تصديع كيان العدو وترهيله؟”

وتحت عنوان “باخرة التنقيب تضع لبنان على صفيح المنطقة الساخن”، يقول منير الربيع في موقع “المدن” اللبناني إن “حزب الله لا يزال يترقب. يقف خلف الدولة اللبنانية، ولكن بحال عدم اتخاذها أي موقف جدّي، فإنه قد يلجأ لما يراه مناسبا خصوصا إذا ما تخطت باخرة الحفر المنطقة المتنازع عليها. هي حركة قابلة لتفجير المنطقة، على وقع الانسداد الإقليمي”.

لبنان واسرائيل وصراع النفط والغاز المحتمل

“إنذار للسلطة السياسية”

ويؤكد صلاح سلام في صحيفة اللواء اللبنانية أن “الإسراع في تأليف الحكومة الجديدة أصبح أكثر من ضرورة، حتى يكون البلد مستعدا لمواجهة شتى الاحتمالات، بما في ذلك إمكانية لجوء العدو إلى الخيار العدواني لفرض سيطرته بالقوة العسكرية على المنطقة المتنازع عليها، والسطو على أجزاء مهمة من الثروة الوطنية اللبنانية في حقول الغاز والنفط”.

ويؤكد سلام أن “المستجدات المتوالية في هذه المنطقة البحرية الحساسة، تفرض على الجانب اللبناني استنفار علاقاته العربية والدولية، واللجوء إلى المحافل الدولية، للدفاع عن حقوقه المشروعة في الثروة النفطية، طالبا تدخل دول مجلس الأمن الدائمة العضوية لوقف التعديات الإسرائيلية، تجنبا لخروج الوضع عن السيطرة، والانزلاق إلى مواجهة عسكرية لا أحد يستطيع التكهن بتطوراتها، ومضاعفاتها على أوضاع المنطقة بكاملها”.

في السياق ذاته، يحذر غسان حجار في صحيفة النهار اللبنانية أن لبنان “أمام أكثر من منعطف، ليس سياسيا واقتصاديا فقط، بل أيضا نفطي وأمني”، ويرى أن “ما يجري في البحر جنوبا أكبر إنذار للسلطة السياسية”.

وتعليقا على كلام الأمين العام لحزب الله أن “المقاومة” ستضمن استخراج النفط والغاز لحلّ أزمة لبنان، تقول راكيل عتيق في صحيفة الجمهورية اللبنانية إن “هذا الحل للأزمة الذي يشدّد عليه نصرالله، يعتبره البعض ‘بَيع سمك في البحر'”.

وتضيف عتيق: “إذ حتى لو بدأ التنقيب عن النفط والغاز الآن، فإنّ استخراجه والاستفادة منه يتطلّبان سنوات عدة، فضلا عن أنّ مصادر معنية بهذا الملف ترى أنّه قبل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، لن تقدم أي شركة لا على التنقيب ولا على استخراج النفط”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.