غزو روسيا لأوكرانيا: عشرات القتلى والجرحى في هجوم على قاعدة عسكرية “تضم مدربين أجانب” قرب الحدود البولندية

أنقاض

EPA
أصبح دوي القذائف مألوفا في العديد من أنحاء أوكرانيا

قالت السلطات الأوكرانية إن 35 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 100 في هجوم روسي على قاعدة عسكرية قرب الحدود مع بولندا فجر الأحد.

وذكر حاكم منطقة لفيف غربي أوكرانيا، ماكسيم كوزيتسكي في مؤتمر صحفي أنه تم استهداف منشأة يافوريف العسكرية بأكثر من 30 صاروخا، مضيفا أن السلطات تعمل على إخماد حريق هناك.

وكانت المنشأة العسكرية، الواقعة في أقصى غرب البلاد، تستخدم فيما مضى في تدريبات عسكرية مشتركة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن “مدربين عسكريين أجانب” يعملون في القاعدة المعروفة باسم المركز الدولي لحفظ السلام، لكن لم يتضح ما إذا كان هؤلاء موجودين داخل القاعدة لدى وقوع الهجوم.

وجاء الهجوم بعد يوم واحد من تحذير أطلقته روسيا من أنها سوف تعتبر شحنات الأسلحة التي ترسلها الدول الغربية “أهدافا شرعية”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال إن الولايات المتحدة سترسل ما يصل إلى 200 مليون دولار من الأسلحة الصغيرة الإضافية والأسلحة المضادة للدبابات والطائرات إلى أوكرانيا.

في سياق متصل، قال عمدة مدينة إيفانو فرانكيفيسك، الكائنة في غرب أوكرانيا أيضا، إن مطار المدينة تعرض مجددا للقصف الروسي. كما أشارت تقارير إلى أن القصف الجوي لا يزال مستمرا في مدينة لفيف، التي تعتبر مركزا لاستقبال المدنيين الفارين من الصراع.

ما هو المركز الدولي لحفظ السلام والأمن؟

تأسس المركز الدولي لحفظ السلام والأمن عام 2007 في مدينة يافوريف، على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود البولندية و 60 كيلومترا من وسط مدينة لفيف.

وتغطي القاعدة مساحة تبلغ حوالي 390 كيلومترا مربعا، ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1790 شخصا، على الرغم من أنه من غير المعروف عدد الأشخاص الذين كانوا في الموقع وقت الهجوم.

ويتم استخدام القاعدة عادة للتدريب والتمارين من قبل الجيش الأوكراني وشركائه في الناتو ، بشكل رئيسي كجزء من الشراكة من أجل السلام ، وهو برنامج يهدف إلى تعزيز التعاون بين أعضاء الناتو وغير الأعضاء، فضلا عن تدريب القوات الأوكرانية على مهام حفظ السلام.

كما يستضيف المركز بانتظام قوات عسكرية دولية. وذكرت وثائق صادرة عن الناتو بشأن هذا المركز أنه يستخدم في التدريب على إزالة الألغام وتدريب الأمن والسلامة أثناء التعامل مع الألغام للقوات الأوكرانية وقوات عسكرية تابعة لدول أخرى.

وأظهرت صور تعود إلى أوائل فبراير/شباط الماضي مدربين بالجيش الأمريكي يشاركون في تدريبات بالقاعدة مع أفراد من القوات الأوكرانية.

وتقول مراسلة بي بي سي في أوكرانيا، مايروسلافا بيتسا إن المركز الدولي لحفظ السلام والأمن هو أحد موقعين تتم فيهما تدريبات الجيش الأوكراني.

ما هي أهمية مدينة لفيف؟

تبعد لفيف عن الحدود الأوكرانية مع بولندا 80 كيلو متر فقط. ومع أن عدد سكانها يقدر بحوالي 700 ألف نسمة، أصبحت المدينة مركزا لاستقبال الفارين من ويلات الصراع في أوكرانيا، كما أنها تمثل أيضا نقطة دخول للكثير من مساعدات السلاح التي تحتاجها أوكرانيا في الحرب الحالية.

وفي الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، استهدفت القوات الروسية مناطق في شمال وشرق وجنوب البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف. لكن في الأيام القليلة الماضية، بدأت روسيا استهداف مناطق في وسط أوكرانيا مثل دنبرو ومناطق أخرى غرب أوكرانيا مثل إيفانو فرانكيفيسك.

وقال أوغو باتشيغا إن شوارع المدينة كانت تكتظ بالمارة السبت الماضي وسط عزف مقطوعات موسيقية في أحد الميادين الرئيسية وفي الأسواق المفتوحة في إيفانو فرانكيفيسك.

لكنه أضاف أن المدينة كانت تشهد استعدادات لهجوم محتمل وسط تلك الأجواء الاحتفالية. وأشار إلى أن من بين أهم تلك الاستعدادات تغليف التماثيل في وسط المدينة، المسجل لدى منظمة اليونسكو من مواقع التراث العالمي، بمواد واقية.

تطورات أخرى

في الأثناء أشارت تقارير إلى وقوع اشتباكات في الضواحي الشمالية للعاصمة كييف. وقال مراسل بي بي سي إن دوي القذائف مستمر في المنطقة.

كما سمعت صافرات الإنذار من الغارات الجوية في العديد من أنحاء أوكرانيا، وفقا لوكالة الأنباء الأوكرانية يوكرينفورم.

إذ شهدت مناطق جيتومير، غرب كييف، وتيرنوبل، وروفنو وإيفانو فرانكيفيسك، فضلا عن فولين شمال غربي أوكرانيا وكارماتورسك شرقي البلاد، سماع الصفارات.

قوات الإطفاء تحاول إنقاذ العالقين في مبنى

Reuters

كما لقي شخص واحد على الأقل مصرعه في مدينة تشيرنيهيف في الشمال، عندما دمرت نيران روسية مبنى سكني، بحسب السلطات.

في الجنوب، أسفرت غارة جوية على مدينة ميكولايف المطلة على البحر الأسود بالقرب من ميناء أوديسا الاستراتيجي، عن مقتل تسعة أشخاص يوم الأحد، حسبما قال مسؤولون محليون.

وتعرض دير أرثودكسي شرقي البلاد لضرر جراء غارة جوية روسية على جسر قريب.

وقالت إدارة الدير، الواقع في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة الأوكرانية في منطقة دونيتسك، إن الانفجار أسفر عن تدمير النوافذ والأبواب، وإصابة عدد من الأشخاص، بعضهم بحاجة إلى العلاج في المستشفى.

ويؤوي الدير أكثر من 500 لاجئ بينهم 200 طفل.

“جمهوريات زائفة”

وزعمت تقارير محلية أن عمدة مدينة دنيبرورودين الجنوبية، يفين ماتفييف، تعرضت للاختطاف بعد ساعات عن ورود تقارير عن قيام القوات الروسية بتعيين عمدة جديد في مدينة جنوبية أخرى هي ميليتوبول، بعد خطف عمدتها الأصلي.

واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي روسيا بمحاولة إنشاء “جمهوريات زائفة” جديدة في أوكرانيا لتفكيك بلاده.

وفي خطاب متلفز، دعا السيد زيلينسكي المناطق الأوكرانية إلى عدم تكرار تجربة المناطق الشرقية من دونيتسك ولوهانسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا. وأشاد بأولئك الذين يرفضون التعاون مع “المحتلين الروس” في منطقة خيرسون الجنوبية، التي تبنى مجلسها المحلي قرارا يوم السبت يؤكد أن المنطقة لا تزال أوكرانية.

كما أكد زيلينسكي أن أي شخص يميل إلى التعاون مع الروس ستتم معاقبته.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.