روسيا وأوكرانيا: كييف تتهم موسكو بعرقلة وصولها إلى البحر

سفن البحرية الروسية

Getty Images
مرت سفن البحرية الروسية عبر مضيق البوسفور

حذرت أوكرانيا من أن روسيا تعرقل وصولها إلى البحر، بينما تستعد موسكو لإجراء مناورات بحرية الأسبوع المقبل وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن بحر آزوف مغلق تماما أمام بلاده، وإن القوات الروسية قطعت تقريبا الطريق إلى البحر الأسود بالكامل.

ونفت روسيا مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا على الرغم من حشدها لأكثر من 100 ألف جندي على الحدود بين البلدين. وقد بدأت مناورات عسكرية ضخمة بالاشتراك مع جارتها بيلاروسيا.

وتعد بيلاروسيا حليفا مقربا لروسيا ولديها حدود طويلة مع أوكرانيا.

وتصف فرنسا التدريبات – التي يعتقد أنها أكبر انتشار لروسيا في بيلاروسيا منذ الحرب الباردة – بأنها “بادرة عنيفة”. وتقول أوكرانيا إنها ترقى إلى مستوى “الضغط النفسي”.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس إن أوروبا تواجه أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود.

ومن المقرر أن تجرى التدريبات البحرية الروسية الأسبوع المقبل في كل من البحر الأسود وبحر آزوف. وقد أطلقت روسيا تحذيرات من أن السواحل ستشهد تدريبات على إطلاق الصواريخ والمدافع.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن “المنطقة الشاسعة، التي ستجرى فيها المناورات غير المسبوقة، تجعل الملاحة في كلا البحرين مستحيلة عمليا”.

أما السفارة الأمريكية في أوكرانيا فقالت على تويتر “تحت ذريعة التدريبات العسكرية، تقيد روسيا السيادة البحرية لأوكرانيا، وتحد من حرية الملاحة في البحر الأسود وبحر آزوف، وتعيق الحركة البحرية الضرورية لاقتصاد أوكرانيا”.

وكانت التوترات بين روسيا وأوكرانيا قد تصاعدت في منطقتي البحر الأسود وبحر آزوف منذ أن ضمت روسيا إليها شبه جزيرة القرم عام 2014.

كما استولت عام 2018، على ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية.

وتأتي التدريبات البحرية قبالة الجزء الجنوبي لأوكرانيا إضافة إلى التدريبات العسكرية الحالية التي ستستمر لـ10 أيام في بيلاروسيا.

كما حشدت روسيا الدبابات والمدفعية وعشرات الآلاف من قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، لكنها تنفي التخطيط للغزو.

وحذرت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى من احتمال وقوع هجوم في أي وقت.

“ضغط نفسي”

تجري التدريبات العسكرية في بيلاروسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، التي يزيد طولها عن 1000 كيلومتر. ويُعتقد أن حوالي 30 ألف جندي روسي مشاركون فيها.

وهناك مخاوف من أنه إذا حاولت روسيا غزو أوكرانيا فإن هذه التدريبات تضع الجيش الروسي بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف، مما يسهل الهجوم على المدينة.

ويعد زعيم بيلاروسيا، الكسندر لوكاشينكو، حليفا قويا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وتقول روسيا إن قواتها ستعود إلى قواعدها الدائمة بعد انتهاء التدريبات، لكن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين أعربوا عن قلقهم.

فقد قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس إن “حشد القوات على الحدود هو عبارة عن ضغط نفسي من جيراننا”.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، التدريبات خلال حديث لراديو “فرانس إنتر” بأنها “تصرف عنيف للغاية” بينما ووصفتها الولايات المتحدة بأنها خطوة “تصعيدية”.

لحظة خطيرة

تأتي التدريبات العسكرية في الوقت الذي يواصل فيه زعماء العالم جهودهم الدبلوماسية بغية نزع فتيل الأزمة الحالية بشأن أوكرانيا.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، قال رئيس الوزراء البريطاني إنه لا يعتقد أنه تم اتخاذ قرار بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه حذر من أن “هذه ربما تكون أخطر لحظة في ما يمكن أن يوصف بأنه أكبر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ عقود”.

في غضون ذلك، التقت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، بنظيرها الروسي، سيرغي لافروف في موسكو الخميس. وقالت إن على روسيا نقل قواتها بعيدا عن الحدود الأوكرانية إذا كانت جادة في استخدام الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة.

وقال لافروف إنه يشعر بخيبة أمل من المحادثات، متهما تروس بعدم الاستماع لمخاوف روسيا.

سيرغي لافروف وليز تروس

Reuters
وزير الخارجية الروسي ، سيرغي لافروف، يعرب عن خيبة أمله من المحادثات مع نظيرته البريطانية ليز تروس

وتقول موسكو إنها لا تستطيع قبول احتمال انضمام أوكرانيا – الجمهورية السوفيتية السابقة – يوما ما إلى تحالف الناتو، وطالبت باستبعاد ذلك.

وتدعم روسيا تمردا مسلحا دمويا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا منذ عام 2014. وقد لقي نحو 14 ألف شخص – بمن فيهم العديد من المدنيين – حتفهم في القتال منذ ذلك الحين.

“لا تقدم يذكر”

يقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، جيمس لاندال، إنه بناءً على المؤتمر الصحفي الذي عُقد الخميس في موسكو، تظل العلاقات بين روسيا وبريطانيا باردة كما كانت دائمًا.

فقد اتهمت ليز تروس روسيا باستخدام العدوان لمحاولة “إعادة ذكر الماضي” بطريقة تقوض مكانتها الدولية.

وقد أغضب ذلك لافروف، فرد قائلا إن المحادثات كانت “مخيبة للآمال”، مضيفا أن الجانبين بديا وكأنهما يستمعان لكنهما في الحقيقة لم يصغيا لبعضهما البعض. واتهم بريطانيا والغرب بإثارة “هستيريا” تزعزع استقرار أوكرانيا، والمطالبة بضمانات من روسيا دون أي مقابل، وهو ما وصفه بأنه “حوار من جانب واحد”.

وأضاف لاندال: “حدثت الدبلوماسية، وتم تسليم الرسائل واستلامها. لكن يبدو أنه لم يكن هناك تقدم يُذكر”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.