الانتحار: تزايد المطالبات بتقييد تداول “حبة الغلة” في مصر للحد من الحالات

graphics for a pill

BBC
حبة الغلال “القاتل الصامت” في الريف المصري

من جديد تسلط وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على حالة انتحار جديدة في مصر. وكما حدث في أغلب الحالات المتداولة منذ قرابة عامين فإن الضحية هي فتاة مراهقة تناولت سما شائعا هو “حبة الغلال”.

فما هي تلك الحبة ولماذا تنتشر في مصر؟

تشير عبارة”حبة الغلال” إلى المبيد الحشري الأوسع استخداما في المناطق الريفية في مصر لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض. لكنها في الوقت نفسه أصبحت تمثل أداة الانتحار الأرخص والأكثر انتشارا وسط صفوف اليافعين واليافعات في الريف المصري.

في السنوات القليلة الماضية شاعت الحوادث التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية عن استخدام “حبة الغلة” التي تقتل متناوليها في صمت، وعلى مدى ساعات دون علم ذويهم.

التركيب الكيميائي

وتحتوي “حبة الغلة” على فوسفيد الألمونيوم بشكل مركز وتباع تحت أسماء تجارية مختلفة تزيد عن عشرة أنواع، معظمها مستورد من الهند والصين.

حتى وقت قريب، وقبل قصر بيعها على الصيدليات، كان يمكن الحصول على هذه “الحبة” من الدكاكين ومتاجر المبيدات الزراعية في الريف المصري حسب الطلب. لكن قيودا أخيرة، بحسب مزارعين في صعيد مصر، منعت بيعها بصورة “مفردة”، وفرضت سؤال المشتري عن الغرض من استخدامها قبل بيعها.

في المجال الزراعي، يتم استخدام “الحبة”بربطها بإحكام في قطعة من القماش ووضعها في صوامع الغلال، حيث ينبعث منها غاز الفوسفين عالي السمية، ليقتل الحشرات والقوارض، دون أن يترك آثاره على الغلال بمجرد تعرضها للهواء.

ورغم شيوع استخدامها في حالات انتحار فردية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن حادث انتحار ثلاث فتيات في محافظة الشرقية في مارس/آذار من عام 2020، لفت الانتباه إلى سهولة تداولها ورخص ثمنها ( ثلاثة جنيهات مصرية أي ما يعادل أقل من ربع دولار) للحبة الواحدة، ما دفع البرلمان المصري إلى النظر في فرض قيود على تداولها، دون صدور قانون بذلك.

ومع كل حادث انتحار، تتجدد هذه الجهود؛ وآخرها الشهر الجاري، حيث تقدم عضو البرلمان المصري عاطف مغاوري بطلب إحاطة لفرض قيود على “حبة الغلة” التي كانت أداة انتحار الفتاة بسنت التي كانت ضحية لصور مفبركة لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

“شديدة السمية”

وتقول الدكتورة غادة حسب الله، أستاذة الطب الشرعي والسموم في جامعة القاهرة لبي بي سي، إن خطورة حبة الغلال تكمن في عدم وجود مصل مضاد لها، حيث “يحاول الأطباء إنقاذ كل جهاز من أجهزة المريض الداخلية على حدة لتجنب الوفاة؛ إلا أن أكثر من 60 في المئة من الحالات لا تنجو”.

وتحذر حسب الله من إعطاء الضحايا أية مياه أو مشروبات خلال محاولات إنقاذهم، لافتة إلى أن مثل هذه الخطوة تزيد من تفاعل الحبة داخل الجسم.

بدورها نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن الدكتور محمود محمد عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم بكلية طب القصر العيني، أنه في حالة تناول “حبة الغلة” فإن وقت الإسعاف يُحسب بالدقائق، إذ أنه بمجرد نزول الحبة التي تحتوي فوسفيد الزنك، أوفوسفيد الألمنيوم أو فوسفيد الكالسيوم إلى المعدة، فإنها تنشطر إلى جزئين، أولهما الألمنيوم أو الزنك أو الكالسيوم، أما الآخر فهو غاز الفوسفين، والذي يعد بمثابة قنبلة كيماوية؛ حيث أن إطلاقه يشبه الانفجار لتفاعله مع حامض المعدة أو المياه”.

وحسب الصحفية فإن الطبيب المختص ينصح بالقيام بإسعافات أولية لحين نقل الضحية بشكل سريع إلى أقرب مستشفى، منها ” إعطاؤها فنجانا من الزيت بشكل متكرر خلال 15 دقيقة، وذلك لتغطية الحبة بالزيت ومنع تفاعلها”، مشددا على ضرورة التوعية المستمرة للأطباء المستجدين المتواجدين بالطوارئ للتعامل مع تلك الحالات بشكل سريع.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.