المصالحة الخليجية: صحف عربية تتساءل، ماذا وراء عدم الإفصاح عن كافة بنود اتفاق العلا؟

القمة الخليجية

Getty Images

استمرت صحف ومواقع عربية في إلقاء الضوء على أبعاد المصالحة الخليجية، وتساءل البعض منها عن الأسباب في عدم الإفصاح عن كل بنود اتفاق العلا.

وعبرت صحف مصرية وبحرينية عن حالة من توخي الحذر تجاه الدوحة، على الجانب الآخر، استمر كتاب في الترحيب بالمصالحة.

“بنود لم يفصاح عنها”

يقول هشام الزياني في صحيفة أخبار الخليج البحرينية: “كثرت التساؤلات عند أبناء دول مجلس التعاون بعد قمة قادة دول المجلس في قمة العلا بالمملكة العربية السعودية، هل هناك بنود لم يتم الإفصاح عنها، وامتنعت الدول عن نشر تفاصيل ما تم التوصل إليه من تفاهمات؟”.

وعكس الكاتب حالة من التشكك في التزام قطر ببنود أي اتفاق في لقاء مع وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ونقل عن الأخير قوله: “إن هذا الاتفاق تم التوقيع عليه أول مرة من جميع القادة، وكان هذا التوقيع أمام الجميع، وأن الجميع سيغلب حسن النوايا من أجل تجاوز هذه المرحلة وصولًا إلى تحقيق إرادة شعوب المنطقة، مضيفًا أن هناك حوارا سينطلق لاحقا، وهناك لجان قانونية ولجان أخرى تتابع هذا الحوار الذي نأمل أن يكون بداية خير للجميع”.

ويتساءل عبد الله الأشعل في صحيفة رأي اليوم اللندنية إذا ما كان اتفاق المصالحة سينهي الأزمة الخليجية.

ويقول: “الدور الأمريكي في إنشاء النزاع وفي المصالحة كان ظاهرا وهذا هو السبب في أن كوشنر [مستشار الرئيس الأمريكي ترامب] عراب التطبيع كان حاضرا وربما لم ينشر البيان لأنه تضمن التصالح على الاعتراف الجماعي بإسرائيل”.

ويضيف: “وما دام البيان سريًا إنه يفتح الباب لكل التخمينات، لكنه من المحقق أن هذه المصالحة قد أشاعت جوًا من التفاؤل في العام الجديد ولكن البحث والتحليل يشي بأن هذا البيان لا قيمة له من الناحية العملية وربما تنفجر الأزمة بأسوأ مما كان مادامت أسباب الأزمة قائمة في علاقات قطر بكل من الأطراف الأربعة”.

“القاهرة تختبر الدوحة”

عكست بعض الصحف المصرية حالة من الحذر تجاه المصالحة.

وقال سليمان جودة في صحيفة المصري اليوم إن “القاهرة تختبر الدوحة”.

ولفت إلى أن “مثل هذه المصالحة لا سبيل أمامها سوى أن تقوم على الأفعال قبل الأقوال، وبالذات على المستوى السياسي القطري. ولذلك، فالمفهوم أن نوايا المصالحة من جانب الدوحة لابد أن تكون صادقة، حتى لا تجد مصر والسعودية والإمارات والبحرين إذا ما تبين لها عدم صدق النوايا، أنها مضطرة للعودة من جديد إلى المربع الأول!”.

وتابع: “المعنى أن اتفاق المصالحة سوف يبقى محل مراقبة طوال الوقت، وسوف تظل الحكومة عندنا تتطلع إلى الطرف الآخر في الدوحة، لترى ما إذا كانت نواياه صادقة حقًا، وما إذا كان يعمل بالفعل على ترجمة مبادئ المصالحة إلى خطوات عملية فوق الأرض!”.

محمد بن سلمان وتميم بن حمد

Getty Images
ولي العهد السعودي مرحبا بأمير قطر لدى وصوله لحضور قمة المصالحة الخليجية

ويرى إبراهيم عوض في صحيفة الشروق المصرية أن هناك غموضا أيضًا حول “موقع مصر من المصالحة المعلن عنها”، ويقول: “يلفت النظر أن التصريحات الرسمية الصادرة عن المسئولين في الخليج لم تتحدث إلا عن المصالحة الخليجية، وكأنما مصر ليست طرفًا أصيلًا في القطيعة مع قطر، بصرف النظر عن وجاهة هذه القطيعة من عدمها”.

ويتابع: “الدعوة وجهت إلى رئيس الجمهورية لحضور القمة الخليجية ولكنه اعتذر عن عدم قبولها وهو خيرًا فعل بهذا الاعتذار. حضرت مصر القمة مع ذلك في شخص وزير الخارجية وهذا مفهوم نظرًا لعلاقات مصر بالسعودية مستضيفة القمة، فضلا عن علاقاتها بالإمارات، إلا أنه لم يكن واضحًا بأي صفة كان حضورها، هل كان بصفة الضيف أم المراقب أم الشاهد”.

ويضيف: “مصر ليست من الدول الصادر البيان باسمها وبالتالي فهو لا يرتب أي التزام ولو معنوي عليها بتنفيذ ’التفاهمات‛ الواردة فيه”.

“مرحلة جديدة”

على الجانب الآخر، استمر كتاب في الإشادة بقمة العلا.

يقول يحيى الأمير في صحيفة عكاظ السعودية: ” سيمثل إنهاء المقاطعة الرباعية مع قطر مرحلة جديدة في المنطقة وتوجهًا جديدًا نحو العقد الجديد الذي سيغلق ملفات وتحديات العقد السابق بكل ما حمله من فوضى ودمار في المنطقة”.

وتقول عائشة العبيدان في صحيفة الشرق القطرية: “خواطر ومشاعر معبرة مستبشرة وواعدة بمستقبل خليجي زاهر، ينفض غبار الماضي بكل إرهاصاته السياسية والإعلامية، لتؤكد لنا أن اللحمة الخليجية واحدة ثابتة بأواصر الدم والقربى والنسب، ترديد شعبي خليجي لم يتوقف منذ الإعلان عن المصالحة الخليجية التي شهدتها ’قمة العلا‛، المؤشر الأول لطي الخلاف وفك الحصار عن دولة قطر، لتعود المياه إلى مجاريها ويعود المجلس الخليجي إلى قوته”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.