ماكرون والإسلام: كيف فسر مغردون التباين في موقفي شيخ الأزهر ومفتي مصر؟
Getty Images
أثارت تصريحات صدرت مؤخرا عن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن الإسلام والمسلمين ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد غرد الطيب معلقا على اقتران اسم المسلمين بالإرهاب قائلا: “هذه المقولة خُدِعَ بها وابتلعها كثيرون حتى من أبناء المسلمين أنفسهم … والحقيقة أن المسلمين هم ضحايا الكيل بمكيالين”.
مقولة: "المسلمون إرهابيون؟!"
هذه المقولة خُدِعَ بها وابتلعها كثيرون حتى من أبناء المسلمين أنفسهم، والحقيقة التي يشهد بها الواقع والتاريخ والضمير الحر أن المسلمين هم بناة حضارة في كل مكان وُجدُوا به حتى في قلب أوروبا، والآن هم ضحايا الكيل بمكيالين في عدد من هذه البلدان.— أحمد الطيب (@alimamaltayeb) October 11, 2020
واعتبر مغردون أن ما قاله شيخ الأزهر يعد بمثابة رد على تصريحات سابقة لمفتي الديار المصرية، شوقي علام، خلال مقابلة تلفزيونية أثارت جدلا، وفسرها البعض على أنها “مسيسة”.
بعدما اتهم مسلمي أوروبا بالإرهاب.. #شيخ_الأزهر يرد بقوة على #مفتي_الجمهورية ويلقنه درسا قاسيا
— Abouabdallah (@Abouabd69192856) October 13, 2020
فقال علام في المقابلة: “عدد الأوروبيين الذين ينضمون إلى داعش يتزايد، ووصل إلى ما يقرب نصف المسلمين الذين يعيشون هناك من الجيلين الثاني والثالث”.
كما أضاف أن “أغلب مراكز المنظومات الإسلامية على مستوى العالم بها أجندات مختلفة إخوانية وغير إخوانية ممولة بشكل كبير وتحمل خطابات مختلفة تضع الإسلام في صورة سلبية”.
وتأتي تصريحات شيخ الأزهر ومن قبله مفتي مصر بينما لا تزال تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام، وما وصفها بـ”الأزمة العميقة” التي يمر بها المسلمون، تثير الجدل في الأوساط العربية والإسلامية على الأصعدة السياسية والاجتماعية.
“خلاف متصاعد”
وفي مصر، تضاربت آراء مستخدمي مواقع التواصل حول ما وصفه البعض بالـ”خلاف المتصاعد” بين مؤسستي الأزهر ودار الإفتاء المصرية.
فقد انتقد فريق تصريحات دار الإفتاء المصرية واتهموها بتبني أجندة سياسية للحكومة المصرية إزاء معارضيها ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين.
في حين رأى آخرون أن تصريحات الأزهر “غافلة عن الحقيقة”، مضيفين بأن من واجب كل مسلم “مواجهة واقع التطرف الذي تعاني منه ديانة الإسلام”.
ياشيخنا الفاضل، الهجوم ده مش من فراغ، وانت عارف كل حاجه، واحنا كمان عارفين. بلاش ندفن راسنا في الرمال ونعمل نفسنا مش عارفين.
انا كمسلمة، بخاف من الاسلاميين والمنقبات واصحاب الدقون، فما بالك بالغرب.
انت مسؤول امام الله علي دوركم في تخوف العالم من الاسلام. فلم يروا منه خير.— 🇪🇬🇪🇬ام الدنيا🇪🇬🇪🇬 (@HebaElNile_62) October 5, 2020
الشيخ #الطيب بيعدل الي قاله مفتي السيسي عن مسلمي أوروبا#شيخ_الأزهر https://t.co/fvK5bUV9IO
— شريف أيمن – sharif ayman (@Sharifayman86) October 11, 2020
“جدل سياسي”
وتظل دار الإفتاء المصرية محل الكثير من الجدل السياسي، فسبق واتهمت باتخاذ مواقف سياسية “تتماهى مع سياسات النظام المصري”.
وهناك مجموعة من العوامل التي رأى مدونون أنها “تزيد” من الشرخ بين الهيئتين.
وكان آخرها مشروع قانون تنظيم دار الإفتاء المصرية، الذي كان البرلمان المصري يعتزم مناقشته في أغسطس/ آب، قبل أن يعترض عليه الأزهر، الذي اعتبره بمثابة خلق “كيان مواز” لمؤسسة الأزهر ينتقص من دورها المرسخ بموجب الدستور.
حين يقر قسم التشريع في مجلس الدولة بان اقتطاع وظيفة الافتاء من مهام الازهر تعدي علي الدستور الذي يحدد اختصاصات الازهر ومهامه فلماذا يناقش البرلمان قانون يخالف الدستور وكيف لدولة ان تتدعي احترام القانون ومجلسها التشريعي يخرق الدستور وهو أبو القوانين
متضامنة مع موقف #شيخ_الأزهر— مي عزام (@mayazzam_) August 24, 2020
وفي المقابل تقول الحكومة المصرية إن دار الإفتاء في الأصل هيئة مستقلة، لكن البعض يخلط بين مؤسستَي الأزهر ودار الإفتاء، بسبب كون المفتي من علماء الأزهر الشريف.
Comments are closed.