ناغورنو كاراباخ: تبادل جديد للقصف يقوض آمال وقف إطلاق النار

منزل دمره القصف في ستيباناكيرت، ناغورنو كاراباخ

Reuters

شهدت المنطقة المتنازع عليها أسبوعين من القتال العنيف

دعت روسيا والاتحاد الأوروبي أرمينيا وأذربيجان لاحترام وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ، والذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ يوم السبت.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الهدنة يجب أن تطبق بصرامة، بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلق بالغ إزاء تقارير عن مزيد من العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.

وكانت الأنباء أفادت بتجدد تبادل القصف بين أرمينيا وأذربيجان، بعد ساعات فقط من بدء سريان وقف إطلاق النار.

وضربت الانفجارات ستيباناكيرت، عاصمة منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، مساء السبت، بحسب شهود عيان ووسائل إعلام أرمينية.

وسبق أن تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة المؤقتة التي رعتها موسكو بعد أسبوعين من القتال.

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، “نراقب بقلق بالغ التقارير حول استمرار الأنشطة العسكرية، بما في ذلك ضد أهداف مدنية، فضلا عن الخسائر في صفوف المدنيين في خرق للاتفاق”، وفقا لبيان صدر يوم الأحد.

ولقي أكثر من 300 شخص مصرعهم ونزح الآلاف منذ اندلاع أعمال العنف الأخيرة في الصراع طويل الأمد الذي تجدد في 27 سبتمبر/أيلول.

وقال الزعيم الانفصالي في كاراباخ ، أرايك هاروتيونيان، لوكالة فرانس برس أن الوضع أصبح “أكثر هدوءا” الأحد، لكنه حذّر من أن الهدنة غير مستقرة.

ودمِّر مبنى سكني في مدينة غنجة الأذربيجانية ليلا فيما وصفه مسؤولون بضربة صاروخية أرمينية، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص واصابة العشرات.

ووصفت أرمينيا التقارير عن القصف بأنها “كذبة مطلقة”.

وكان وقف إطلاق النار الهش سيسمح للبلدين، بتبادل الأسرى واستعادة الجثث من جولة القتال الأخيرة.

ويسيطر الأرمينيون على ناغورنو كاراباخ على الرغم من أنها جزء من أذربيجان رسميا.

وتبادلت الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان اللوم في اندلاع أعمال العنف الأخيرة، الأسوأ منذ عقود.

من جانبها، أعلنت النجمة الأمريكية كيم كارداشيان ويست، وهي من أصول أرمينية، على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تبرعت بمليون دولار لصالح ضحايا الصراع الأرمينيين.

كيف تم التوصل إلى وقف إطلاق النار؟

تم الاتفاق بعد 10 ساعات من المحادثات في العاصمة الروسية موسكو. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن البلدين سيبدآن الآن محادثات “جوهرية”.

لكن وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان وصف فيما بعد المحادثات بأنها “صعبة إلى حد ما”، وقال إن أرمينيا تريد الاعتراف بناغورنو كاراباخ دوليا كدولة مستقلة.

وكرّر المسؤولون المعلنون من جانب واحد في كاراباخ هذه الدعوة، واتهموا أذربيجان باستخدام محادثات وقف إطلاق النار كغطاء للتحضير لهجمات جديدة.

بينما قال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف إنه لم يتم ممارسة ضغط كاف على أرمينيا خلال المحادثات، وأن الوضع في ناغورنو كاراباخ لا يمكن أن يبقى كما هو عليه.

وأضاف أن أذربيجان تتوقع أن تسيطر على المزيد من الأراضي، وأن وقف إطلاق النار سيستمر فقط حتى يرتب الصليب الأحمر عملية تبادل الجثث.

وقالت تركيا التي تدعم أذربيجان إن الهدنة هي “الفرصة الأخيرة” لأرمينيا لسحب قواتها من الأراضي المتنازع عليها.

وتمتلك روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا، وكلاهما عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي “سي إس تي أو”.

وزراء خارجية أرمينيا وأذربيجان وروسيا في المحادثات حول وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخEPA

استغرق البلدان بوساطة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف 10 ساعات للاتفاق على وقف إطلاق النار

ومع ذلك، تتمتع موسكو أيضا بعلاقات جيدة مع أذربيجان.

ماذا حدث بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذربيجانية شنت هجوما بعد خمس دقائق من الموعد المقرر لدخول الهدنة حيز التنفيذ، مع رد القوات الأرمينية، وأنها استهدفت إحدى البلدات.

بينما قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن أرمينيا “تنتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار”، وتطلق النار على منطقتي ترتر وأغدام في أذربيجان.

ونفت أرمينيا ذلك.

كما اندلع قتال عنيف قبل وقف إطلاق النار. وقالت السلطات الأرمينية العرقية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو كاراباخ إن أذربيجان أطلقت صواريخ على الأحياء المدنية في المدينة الرئيسية، ستيباناكيرت، بينما اتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بتكثيف ضربات الطائرات بدون طيار.

من جانبها، قالت أذربيجان إن أرمينيا قصفت مناطق مأهولة بالقرب من ناغورنو كاراباخ وقالت إنها ترد بإطلاق النار.

واتهمت أرمينيا يوم الخميس أذربيجان بقصف كاتدرائية تاريخية في ناغورنو كاراباخ.

وأظهرت الصور أضرارا جسيمة في كاتدرائية المخلص المقدس في مدينة شوشا (المعروفة باسم شوشي باللغة الأرمينية).

رجل يسير أمام منزل دمره القصف في ستيباناكيرت عاصمة منطقة ناغورنو كاراباخReuters

نزح الآلاف حتى الآن بسبب الصراع

في الوقت نفسه، قالت أذربيجان إن غانجا ثاني أكبر مدنها ومنطقة غورانبوي تعرضتا لقصف من قبل القوات الأرمينية، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل.

وفي تصريح لـ بي بي سي في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذّر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من وقوع “إبادة جماعية” في المنطقة ، وقال إنها “أرمينيا، أرض الأرمن”.

وقال مسؤولون إن الاشتباكات تسببت في نزوح نصف سكان ناغورنو كاراباخ، أي حوالى 70 ألف شخص.

وقد عانت ستيباناكيرت من القصف لعدة أيام حيث احتمى السكان في الأقبية وتركت الكثير من نواحي المدينة بدون كهرباء.

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربا على ناغورنو كاراباخ بين 1988-1994، وأعلنتا في النهاية وقف إطلاق النار. ومع ذلك، لم يتوصلا إلى تسوية حول النزاع.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.