نيجيريا تحل فرقة قوات شرطة خاصة استجابة لاحتجاجات شعبية على “وحشيتها”

الرئاسة النيجيرية أمرت بحل وحدة سارس بعد تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد وحشية الشرطة

REUTERS

الرئاسة النيجيرية أمرت بحل وحدة سارس بعد تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد وحشية الشرطة

حلت الحكومة النيجيرية فرقة شرطية خاصة أثارت غضبا واحتجاجات كبيرة واتهام الشرطة بالوحشية، بعد تدخل من الرئيس محمد بخاري.

وقالت الحكومة إن القرار جاء بتوجيهات رئاسية خاصة أمرت بالحل الفوري للفرقة الخاصة لمكافحة السرقة المعروفة باسم (سارس).

واندلعت الاحتجاجات ضد الوحدة الأمنية بعد انتشار مقطع فيديو لرجل أشارت تقارير بأن عناصر من فرقة سارس قتلوه.

واشتدت حدة المظاهرات ضد وحشية الشرطة رغم محاولات قمعها وامتدت إلى خارج البلاد.

ماذا جاء في التوجيه الرئاسي؟

قالت الرئاسة النيجيرية إنه سيتم إعادة توزيع جميع الضباط في وحدة سارس، الذين اتهموا بالتعذيب والقتل والاعتقالات غير القانونية، ويجري العمل على ترتيبات جديدة لاستبدال هذه القوة.

وقال رئيس الشرطة النيجيرية إنه يجري تشكيل فريق تحقيق بمشاركة منظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان، للتحقيق في الانتهاكات المزعومة من جانب أفراد قوة سارس.

وكان الرئيس بخاري قد قال في وقت سابق، إنه مصمم على إنهاء وحشية الشرطة وإجراء إصلاحات وتقديم “العاملين المخطئين … إلى العدالة”.

وطالب المتظاهرون بحل وحدة سارس بدلا من إصلاحها، نظرا لعدم تنفيذ التعهدات السابقة بتغيير سلوك الشرطة.

كيف انتشرت الاحتجاجات؟

يقول مراسلو بي بي سي في نيجيريا إن الاشتباكات تتزايد بين المتظاهرين المناهضين لسارس والشرطة.

وقال العديد من شهود العيان لبي بي سي إنهم تعرضوا للضرب على يد الشرطة، كما شاهدوا آخرين يتعرضون للهجوم خلال الاحتجاجات صباح الأحد، حسبما قال مايني جونز، مراسل بي بي سي في نيجيريا.

وقالت شابة لبي بي سي، إنها تعرضت للضرب على أيدي 10 من رجال الشرطة وكسروا نظارتها بعد أن انفصلت عن بقية المتظاهرين. كما أوقفت الشرطة مراسلة لبي بي سي وكسر ضابط هاتفها المحمول.

كما انتشر هاشتاغ يطالب بإنهاء وجود سارس #EndSARS على مواقع التواصل الاجتماعي في نيجيريا والعالم، كما خرجت مظاهرات مؤيدة لاحتجاجات نيجيريا في بريطانيا وكندا.

وساند مشاهير ونجوم الاحتجاجات ومنهم النيجيريان ويزكيد ودافيدو، وكذلك الممثل البريطاني النيجيري جون بوييغا، وأعلنوا دعمهم لمطالب المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتجمع المتظاهرون الأحد في وسط لندن بمشاركة النجم النيجيري ويزكيد، والذي خطب قائلا إن حركة الاحتجاج الناجحة تُظهر “نيجيريا جديدة”، حيث لن “يخاف الناس مرة أخرى، من التحدث بما يريدون”.

وأضاف يزكيد ” ياشباب نيجيريا، لا تسمح لأحد أن يخبرك أنه ليس لديك صوت. لقد حققنا هدفنا – لكن هذه مجرد البداية”.

كيف كانت تعمل وحدة سارس؟

اندلعت الجولة الأخيرة من الاحتجاجات بعد انتشار لقطات فيديو تُظهر ضباط يسحبون رجلين من فندق في لاجوس إلى الشارع ويطلقون النار على أحدهما.

وأثارت اللقطات التي تسربت إلى وسائل الإعلام الغضب ودفعت الكثيرين إلى مشاركة روايات وتجارب عن وحشية وحدة سارس، التي اكتسبت سمعة سيئة لدى الشباب، بحسب مراسل بي بي سي في أبوجا ندوكا أورجينمو.

ويضيف مراسلنا أن أولئك الذين يظهرون بشكل “مهندم وأنيق” غالبا ما يجذبون انتباه ضباط سارس لتوقيفهم، ولا يتركون إلا القليل منهم يمضي دون مضايقته والحصول على أمواله، بينما يتم القبض على آخرين أو سجنهم بتهم ملفقة وقُتل بعضهم.

في وقت سابق من هذا العام، قالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت ما لا يقل عن 82 حالة تعذيب وسوء معاملة وإعدام خارج نطاق القضاء بين يناير/كانون الثاني 2017 ومايو/آيار من هذا العام.

وكان معظم الضحايا من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما من مجتمعات فقيرة ومجموعات ضعيفة. وقالت المنظمة إن العديد ممن تعرضوا للتعذيب تعرضوا للضرب بالعصي والسواطير وحرموا من الرعاية الطبية.

وقالت منظمة العفو إن “الاستخدام المنهجي للتعذيب … يشير إلى تجاهل مطلق لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية”.

لماذا لم ينجح إصلاح الشرطة؟

استخدم هاشتاغ حل وحدة سارس #EndSARS للمرة الأولى في عام 2018، لكنه ظهر مرة أخرى قبل أسبوع.

كانت هناك محاولات سابقة لإصلاح الفرقة سيئة السمعة. في عام 2018، أمر نائب الرئيس ييمي أوسينباغو بإصلاح إدارتها وأنشطتها.

ثم في العام الماضي، أوصت لجنة رئاسية مُشكَّلة خصيصا لإصلاح الفرقة الخاصة لمكافحة السرقة بالإضافة لإقالة ومقاضاة الضباط المتهمين بإساءة معاملة النيجيريين.

في ذلك الوقت، أمهل الرئيس بخاري قائد الشرطة ثلاثة أشهر للعمل على كيفية تنفيذ التوصيات، لكن المنتقدين يقولون إنه لم يحدث إلا القليل فقط من التغيير.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.