أرمينيا وأذربيجان: روسيا تعرض استضافة مفاوضات سلام لحل النزاع حول ناغورنو كاراباخ

تشهد المنطقة أشد القتال دموية منذ وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 1994

EPA
تشهد المنطقة أشد القتال دموية منذ وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 1994

عرضت روسيا استضافة مفاوضات تهدف إلى وضع حد للقتال الدائر في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تفاصيل العرض الذي قدمته موسكو للبلدين المتحاربين.

وقتل أكثر من 100 شخص في القتال منذ يوم الأحد الماضي.

وتدير عرقية الأرمن منطقة ناغورنو كاراباخ التابعة رسميا إلى أذربيجان.

وأعلن مكتب وزير الخارجية الروسي يوم الأربعاء أن لافروف اتصل بنظيريه الآذري والأرميني وأخبرهم بعرض موسكو استضافة المفاوضات.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ناقش في مكالمة هاتفية موضوع القتال الدائر في جنوب شرقي القارة الأوروبية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكرر الزعيمان مناشدات المجتمع الدولي بضرورة وضع حد للقتال والالتزام بوقف فوري لإطلاق النار.

ويذكر أن روسيا متحالفة عسكريا مع أرمينيا ولها قاعدة فيها، ولكنها تقيم في الوقت ذاته علاقات وطيدة مع الحكومة الآذرية.

وتساند أرمينيا “جمهورية ناغورنو كاراباخ” الانفصالية، ولكنها لم تعترف بها رسميا.

نائغورنوBBC

ولا يزال من غير الواضح السبب الكامن خلف اندلاع القتال الأخير. وكان الرئيس الآذري إلهام علييف قد تعهد يوم الأربعاء بمواصلة القتال حتى انسحاب القوات الأرمينية من ناغورنو كاراباخ.

وقال الرئيس الآذري “لدينا شرط واحد: على القوات الأرمينية الانسحاب كليا ودون شروط مسبقة من أراضينا”.

وكانت أذربيجان قد نشرت شريطا قالت إنه يظهر تدمير دبابتين “معاديتين”، وقالت إن لواء أرمينيا قد فر من المنطقة المحيطة بقرية توناشين.

وقال الإعلام الأرميني من جانبه إن ثلاثة مدنيين قتلوا جراء غارة جوية نفذها الطيران الاذربيجاني على أهداف في بلدة مارتاكيرت يوم الأربعاء. وقالت وكالة أرمنبريس الأرمينية الرسمية إن سبعة مدنيين و80 عسكريا قتلوا منذ اندلاع الصدامات الأخيرة.

كما نشرت وزارة الدفاع الأرمينية صورة لمقاتلة أرمينية من طراز سوخوي 25 قالت إن مقاتلة تركية من طراز ف-16 أسقطتها يوم الثلاثاء الماضي. ولكن تركيا، حليفة أذربيجان، نفت ذلك ووصفت الادعاءات الأرمينية بأنها “دعاية رخيصة”.

وثمة تقارير تتحدث عن قيام تركيا بارسال مقاتلين سوريين إلى المنطقة لمساعدة القوات الآذرية.

وقال أحد هؤلاء لبي بي سي العربية إنه جُنّد في شمالي سوريا الأسبوع الماضي وأرسل للقتال في أذربيجان من خلال تركيا، ولكن أحد مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويدعى إيلنور شفيق، وصف التقرير بأنه “لا أساس له على الإطلاق”.

وتسبب القتال الدائر في ناغورنو كاراباخ في تصاعد حدة التوتر بين فرنسا وتركيا، العضوتان في حلف شمال الأطلسي. ففرنسا تستضيف جالية أرمنية كبيرة، بينما تساند تركيا أذربيجان، الدولة التركستانية التي تربطها معها أواصر قوية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد اتهم فرنسا يوم الأربعاء بدعم الاحتلال الأرميني لناغورنو كاراباخ التابعة لأذربيجان.

ولكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رد على ذلك بقوة وانتقد “الرسائل العدائية” الصادرة من أنقرة والتي “تساعد على إزالة أي تردد قد تشعر به أذربيجان إزاء إعادة احتلال منطقة ناغورنو كاراباخ”.

وأضاف “ولن نتقبل ذلك أبدا”.

وأصدر الكرملين في موسكو تصريحا عقب المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس بوتين مع نظيره الفرنسي قال فيه إن الزعيمين ناقشا الخطوات المقبلة التي قد تتمكن من القيام بها مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في سبيل حل الأزمة الراهنة.

وكانت مجموعة مينسك قد أسست في عام 1992، وتتولى كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة رئاستها.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.