اللواء: “اليونيفيل” تنقل للمسؤولين “أجواء خطيرة‎”‎ ‎

 كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : ‎مع ان الهدف من التواجد المشترك لكل من الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في لندن اليوم، هو ‏المشاركة في مؤتمر حول الاستثمار، فإن ملف تشكيل الحكومة سيكون حاضراً بين الرجلين، في ضوء المشاورات التي يجريها الرئيس ‏ميشال عون مع الأطراف المعنية، فبعد استقبال وفد رفيع من حزب الله، مثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد ومعاون الأمين ‏العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الحاج حسين خليل، في لقاء استمر 55 دقيقة، يستقبل اليوم أعضاء اللقاء التشاوري النيابي، أو ما ‏يعرف بنواب سنة 8 آذار، المدعومين من حزب الله، لدخول أحد منهم الوزارة العتيدة من حصة السنة.. وهو الأمر الذي يعارضه الرئيس ‏الحريري، لاعتبارات تتعلق بمحاولة فريق 8 آذار الإخلال بتوازن عدد الوزراء داخل مجلس الوزراء، وفي حكومة يرأسها هو‎.‎


المعلومات العائدة لمصادر حزب الله قالت ان “العصف الفكري” الذي اشار إليه النائب رعد، منطلقه منظومة المواقف التي اعلنها السيّد ‏نصر الله في ما خص دعم تمثيل النواب السنة من خارج كتلة المستقبل‎.‎
والاهم ان التفاوض يكون مع هؤلاء، وان الحزب لن يكون بديلاً عن أحد وان المنطلق يبدأ عندما يعترف الرئيس المكلف بتمثيل تجمع ‏النواب السنة بالحكومة على انه حق‎..‎ 

‎”‎حلقة مفرغة‎”‎
وفي المعلومات ان الحلقة الثانية من مشاورات الرئيس عون، ضمن مبادرته لتحريك الجمود في الملف الحكومي، والتي شملت أمس ‏‏”حزب الله” وتستكمل اليوم بلقاء النواب السنة من خارج تيّار “المستقبل”، لم تكن على مستوى التوقعات أو الآمال، بإحتمال تخفيض ‏الحزب لسقوفه بالنسبة إلى تمسكه بتمثيل هؤلاء النواب في الحكومة العتيدة، إذ أعاد الحزب على لسان النائب رعد والحاج حسين الخليل، ‏موقفه المعروف، بوجوب الحوار مع النواب السنة المستقلين، وانه يقبل بما يقبل به هؤلاء النواب، الأمر الذي وصف بأنه ابقى كل ‏‏”العصف الفكري” الذي تحدث عنه النائب رعد، وهو يقصد مجموع الأفكار التي تمّ تداولها للخروج من “النفق الحكومي”، داخل “الحلقة ‏المفرغة”، حيث انه من المعروف ان الرئيس المكلف يرفض استقبال هؤلاء النواب كمجموعة، وان يكون أحدهم ممثلاً في الحكومة، فيما ‏كان لافتاً للانتباه، كلام رعد، بعد لقاء رئيس الجمهورية، عن ان هناك أفكاراً قابلة للدرس، وأخرى مستبعدة، بمعنى انها “غير مقبولة”، ما ‏يُشير إلى ان الحزب ما يزال متمسكاً بمواقفه المعلنة، من دون ان يتزحزح عنها‎.‎ 

وفيما استمرت احاطة الأفكار التي يتداولها الرئيس عون مع أطراف المبادرة، أي المعنيين بتأليف الحكومة، بستار كثيف من الكتمان من ‏جانب قصر بعبدا، قالت مصادر مطلعة انه سيُصار في الأيام المقبلة إلى متابعة هذه الأفكار، بعد ان يكون كل من رعد والخليل قد نقلاها إلى ‏قيادة الحزب، وتحديداً إلى أمينه العام السيّد حسن نصر الله، ليكون “للبحث صلة”، بحسب رعد‎.‎ 

واعتبرت المصادر أن “التقدم الذي حصل يكمن في طرح الافكار وتحريك الملف الذي اصابه الجمود، وبالتالي يمكن القول أنه أصبح هناك ‏حيوية ما في ما يسمى “العقدة السنية” لأن الجميع يعلم أن لحزب الله دورا مساعدا في حلحلة هذه العقدة، وبالتالي الافكار التي طرحت ‏ستكون موضوع تشاور وجوجلة من قبل رئيس الجمهورية الذي إستمع إلى آراء كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وحزب الله ‏ليستنبط بعدها الحلول الناجعة لهذه الازمة، وبعد عودة الرئيس الحريري سيكون هناك لقاء لتقييم ما توصل إليه الرئيس عون خلال ‏مشاوراته، ومن المرتقب ان يستكمل الرئيس عون لقاءاته اليوم فيجتمع الى اعضاء اللقاء التشاوري بعد الظهر، في اشارة الى ان استقبال ‏النواب السنة سيكون باعتبارهم تكتلاً نيابياً، وليسوا مجموعة مثل آخر لقاء تم بينهم وبين رئيس الجمهورية‎.‎ 

تجدر الإشارة إلى ان لقاء الرئيس عون بوفد “حزب الله” كان الأوّل بينهما منذ إعلان الحزب تمسكه بتمثيل السنة المستقلين في الحكومة، ‏والموقف الرئاسي المتلفز لمناسبة مرور عامين على انتخابه رئيساً للجمهورية، اعتبر هؤلاء بأنهم أفراد وليسوا تكتلاً، ووصفت المصادر ‏اللقاء امس بأنه كان مفيدا وضروريا لجهة إضاءته على الوضع في الجنوب اللبناني والانفاق بين لبنان وفلسطين المحتلة وصولا إلى ‏الملف الحكومي، حيث عرض الرئيس عون وجهة نظره والافكار التي يسعى لطرحها ورؤيته للمرحلة المقبلة في ظل الاوضاع ‏الاقتصادية التي يمر بها لبنان والتي تقتضي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة‎”.‎ 

وكان الرئيس عون حرص قبل حضور وفد “حزب الله” على التحذير بأن لبنان سيكون امام كارثة إذا لم تنجح مبادرته، مشدداً على ضرورة ‏نجاحها‎.‎ 

وقال الرئيس عون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي الكسندر فان در بيلين الذي يزور لبنان حالياً، بأنه “بعد تعثر الوضع ‏الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة المكلف وبقية الأطراف، رأينا انه من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين ‏الجميع لتشكيل الحكومة، لأن الاخطار أكبر من قدرتنا على تحملها‎”.‎
اضاف: “قمنا بهذه المبادرة كي تنجح، ويجب ان تنجح، والا سنكون امام كارثة، وهذا بصراحة سبب تدخلي، وآمل ان تنجح هذه المبادرة ‏لأننا نملك رأياً للتوفيق بين كل الاطراف‎”.‎ 

ورجحت مصادر متابعة للاتصالات ان موقف الرئيس عون يدلّ على انه يسعى الى حل بتوزير شخصية مقربة منه ومن اللقاء التشاوري ‏وتُرضي الرئيس المكلف في الوقت ذاته، لكن لم يُعرف ما اذا كان اللقاء التشاوري سيتنازل عن موقفه بتوزيراحد اعضائه ام يكتفي بتسجيل ‏موقفه “انه خرق احادية “تيار المستقبل” في تمثيل الطائفة السنية عبر توزير شخصية مقربة منه وبموافقته‎”.‎ 

وأشارت المصادر إلى انه جرى تحقيق تقدّم من خلال طرح أفكار ما أدى إلى تحريك الملف الحكومي الذي كان جامداً، منذ سقوط مساعي ‏الوزير جبران باسيل، أو اصطدامها باقتراح حكومة الـ32 وزيراً، فيما ذكرت قناة “المنار” الناطقة بلسان حزب الله : ان الرئيس عون ‏عرض لوفد الحزب وجهة نظره والأفكار التي يطرحها وجرى في اللقاء طرح أفكار وخيارات عدة، والوفد سينقل ما جرى بحثه الى قيادة ‏‏”حزب الله” لتقرير الموقف‎.‎ 

واشارت المعلومات المتوافرة الى ان وفد الحزب طرح كمنطلق للحل الاعتراف بحق النواب السنة المستقلين بتوزير واحد منهم او من ‏يمثلهم، وقالت: ان الافكار المرفوضة التي حُكي عنهاهي حكومة من 24 وزيرا رفضها الرئيس عون وحكومة من 32 وزيرا رفضها ‏الرئيس الحريري‎.‎ 

وعلى خط موازٍ، ابدت مصادر اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين ارتياحها لتحرك الرئيس عون، وقالت: ان اللقاء لن يستبق الامور ‏مع ان موقفه معروف، ولكنه سيستمع الى ما سيطرحه رئيس الجمهورية، وستتم مناقشة مقترحات الرئيس وافكاره وسيطرح الوفد ما لديه، ‏مشيرة الى ان الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون كان ايجابيا ما يدل على ان هناك محاولة حلحلة‎.‎ 

كتلة “المستقبل‎”‎
إلى ذلك، كان لافتاً للانتباه أيضاً، تنويه كتلة “المستقبل” النيابية بمبادرة رئيس الجمهورية الحكومية، ورأت فيها “خطوة مهمة في الاتجاه ‏الصحيح، تطوي ما سبقها من دعوات وفتاوى دستورية وتعيد الحوار السياسي إلى جادة الصواب المطلوب الذي لا بديل عنه للوصول إلى ‏المخارج الممكنة”، في إشارة إلى طي صفحة الرسالة الرئاسية التي أكّد الرئيس نبيه برّي أمس ان رئيس الجمهورية “استغنى عنها‎”.‎ 

وأكدت الكتلة في هذا المجال على ان صلاحيات الرئيس المكلف غير قابلة للمساومة والمساس تحت أي ظرف من الظروف، وان كافة ‏المحاولات التي تجري في هذا الشأن، سواء من خلال إما ابتداع أعرافٍ جديدة أو عبر فرض شروط سياسية على عملية تأليف الحكومة، ‏ستؤول حكماً الى الفشل بحكم الدستور، الذي ينص على استشارات نيابية ملزمة غير قابلة للنقض والتراجع، لأي سبب من الاسباب‎.‎ 

يذكر ان الرئيس الحريري وصل مساء أمس إلى لندن في زيارة تستمر اياماً عدّة، من المقرّر ان يُشارك خلالها اليوم في منتدى الأعمال ‏والاستثمار اللبناني – البريطاني، حيث ستكون له كلمة في المناسبة، ويرعى توقيع اتفاقية بين شركة رولز رويس الانكليزية وشركة طيران ‏الشرق الأوسط. كما يعقد الحريري لقاءات ثنائية عدّة مع مسؤولين بريطانيين ومستثمرين ورجال مصارف بريطانية، ومع أبناء الجالية، ‏ويختم الزيارة بحوار يجريه في “شاتهام هاوس” مع الفاعليات الاقتصادية‎.‎ 

ووصف بيان كتلة “المستقبل” زيارة الحريري إلى لندن، بأنها “لحماية النتائج التي أسفر عنها مؤتمر “سيدر” حيث سيتولى عرض برنامج ‏الإصلاحات والاستثمارات على مستوى القطاع الخاص على المسؤولين البريطانيين، بهدف تسويق المشاريع التي أقرّت في مؤتمر ‏‏”سيدر” لرجال الأعمال البريطانيين، وبينها قطاع النفط والغاز‎”.‎ 

وتوقعت مصادر مطلعة، ان يعقد على هامش منتدى لندن، اجتماع بين الحريري والوزير باسيل الذي وصل بدوره أمس إلى العاصمة ‏البريطانية، سيكون موضوع الحكومة أبرز مواضيع البحث بينهما‎.‎ 

الجنوب
في غضون ذلك، بقيت الإجراءات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية في واجهة الاهتمامات السياسية لليوم الرابع على التوالي، فيما ‏واصلت قوات الاحتلال عمليات البحث عن انفاق تقول ان “حزب الله” أقامها من الحدود الجنوبية إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث أكدت ‏قوات “اليونيفيل” وجود نفق ثان قرب الخط الأزرق، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، مشيرة في بيان ان قوات “اليونيفيل” مستمرة في ‏متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، لكن الاحتلال الإسرائيلي تحدث عن اكتشاف نفق ثالث‎.‎ 

وحضرت هذه الإجراءات الإسرائيلية، في المحادثات التي أجراها الرئيس النمساوي في بيروت مع الرئيسين عون ونبيه برّي، وكذلك في ‏جولة قائد “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول على الرئيسين عون وبري، بالتزامن مع جولة السفير الفرنسي برونو فوشيه على هذه ‏المرجعيات بالإضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، ما يعني ان التطورات في الجنوب تحظى باهتمام دولي لافت، خصوصاً وأن ‏إسرائيل تنوي نقلها إلى موسكو خلال زيارة وفد عسكري إليها لوضع المسؤولين الروس في وجهة النظر الإسرائيلية، وايضاً في لقاء ‏رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين‎.‎ 

وفيما استبعد الرئيس النمساوي احتمال امتداد الاعتداءات الإسرائيلية إلى لبنان داعياً إلى الهدوء، كشف الرئيس عون ان “اسرائيل أبلغتنا ‏عبر الولايات المتحدة ان ليس هناك من نوايا عدوانية وستستمر بالعمل من داخل اراضيها”، مضيفاً: “نحن أيضاً لا نوايا عدوانية لدينا، ‏وبالتالي لا خطر على الاستقرار على الحدود، إنما يجب أخذ بعض التدابير لإزالة سبب الخلاف، ونحن مستعدون للعمل في هذا المجال ‏ولكن بعد الحصول على التقرير النهائي وتحديد المواضيع التي تجب معالجتها‎”.‎ 

وأبلغ عون لاحقاً قائد “اليونيفيل” تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 انطلاقاً من حرصه على المحافظة على الأمن والاستقرار ‏في الجنوب، ورفضه أي ممارسات يمكن ان تؤدي إلى توتير الوضع على الحدود، وأكّد للجنرال دل كول ان “لبنان ينتظر نتائج التحقيقات ‏الميدانية الجارية في موضوع الانفاق والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه‎”.‎ 

اما الرئيس برّي، فقد كرّر بأن لبنان لا يزال ينتظر اعطاءه الاحداثيات بما يتعلق بالانفاق، مؤكداً الإصرار على تنفيذ القرار 1701 الذي ‏ينص على عدم احداث خرق من طرف ضد الآخر بينما هناك 150 أو 160 خرقاً اسرائيلياً شهرياً ضد لبنان‎.‎
ومن جهته، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن “اتصالات لمنع إسرائيل من خرق القرار 1701 تجري على قدم ‏وساق”، وطمأن من أن “الوضع على الحدود تحت السيطرة‎”.‎ 

وأكد في حديثٍ للـ”ان بي ان” ان “الجانب اللبناني على الجهوزية التامة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي”، وأوضح ان “الأنفاق موجودة منذ ‏زمن ولكن توقيت استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي يُسأل عنه‎”.‎ 

اما الجنرال دل كول، فأوضح في بيان لقيادة “اليونيفيل” انه اطلع الرئيسين عون وبري على زيارته الأخيرة لموقع بالقرب من المطلة، ‏حيث أجرى خبراء تقنيون من اليونيفيل عملية تفتيش للموقع للتأكد من وجود نفق، وان فريقاً تقنياً تابعاً “لليونيفيل” بقيادة نائب القائد العام ‏تحقق من وجود نفق ثانٍ شمال النفق السابق في محيط المنطقة نفسها‎.‎ 

واوضح أن “العمل لا زال قيد المتابعة، وستبذل اليونيفيل أقصى جهدها للحفاظ على قنوات اتصال واضحة وذات مصداقية مع كلا ‏الجانبين حتى لا يكون هناك مجال لسوء الفهم حول هذه المسألة الحساسة. الأهم من ذلك، يجب الحفاظ على الهدوء والاستقرار على طول ‏الخط الأزرق، وقد تشجعت عند سماعي من كلا الطرفين أنهما لا يعتزمان تصعيد الوضع على طول الخط الأزرق وأنهما حريصان على ‏مواصلة العمل مع اليونيفيل لتحقيق هذه الغاية‎”.‎

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.