شبح «الفراغ الرئاسي» يخيّم على لبنان وتبادل اتهامات حول مسؤولية التعطيل

شبح الفراغ الرئاسي يخيّم على لبنان وتبادل اتهامات حول مسؤولية التعطيل
جانب من جلسة مجلس النواب الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية بحضور رئيس المجلس نبيه بري (محمود الطويل)

الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية لم تحمل أي مفاجأة، ولم يكتمل نصابها رغم حضور 90 نائبا الى المجلس النيابي، حيث امتنع نواب ««حزب الله» وبعض حلفائهم عن دخول القاعة، فيما غاب نواب «التيار الحر»، وتضامن معهم نواب الأرمن، وسط تأكيد النواب ان شبح الفراغ الرئاسي يقترب، ويسير بخطى ثابتة مع تبادل الاتهامات بين المعارضة التي تعتبر ان الفريق الآخر يعتمد التعطيل نهجا، فيما يقول «حزب الله» وحلفاؤه ان الحل برئيس توافقي، وطرح المرشح التحدي لن يصل الى نتيجة.

توافد النواب بدأ باكرا الى ساحة النجمة، ومع وصول العدد الى 90 نائبا قرع جرس الجلسة ودخل رئيس المجلس نبيه بري القاعة وطلب إحصاء عدد الحضور فتبين ان هناك 71 نائبا، فانتظر لدعوة النواب من الخارج، وعندما ادرك ان من في الخارج اما غادر او لن يدخل رفع الجلسة وحدد موعدا جديدا يوم الخميس المقبل في 20 الجاري.

وخلال الانتظار وقبل رفع الجلسة جرت تعليقات بين مطالب بتحويل النقاش لموضوع آخر، وبين متأسف على الحضور، حيث قالت النائب بولا يعقوبيان «ضيعان البنزين يلي انصرف»، فيما طلب النائب سامي جميل من الرئيس بري ان يقوم بـ «كزدورة» الى الخارج لإدخال النواب. فرد الرجل ساخرا «يلا بعد شوي».

وبعد رفع الجلسة، قال نواب المعارضة ان «حزب الله» عطل الجلسة لانه يدرك تراجع غياب الأوراق البيضاء بشكل كبير مع غياب «التيار الحر» والأرمن مما سيجعل حجمه ضعيفا. نواب التغيير قالوا انهم كانوا سيسمون المؤرخ د.عصام خليفة.

وكان نائب «حزب الله» حسن فضل الله الذي لم يدخل القاعة اسوة بزملائه في الكتلة، رسم خريطة طريق قبل الجلسة بالقول نتمسك بالورقة البيضاء طالما ان«القوات اللبنانية» باسم الفريق الآخر تطرح «مرشح تحدي» هو ميشال معوض، وهو ليست لديه حظوظ بالوصول للرئاسة، ولسنا مع طرح مرشح لمواجهة مرشح تحدٍ، وبالتالي ندعو للتوافق على اسم يحظى بالقبول للوصول للرئاسة.

في الغضون، اقترب ملف ترسيم الحدود النفطية بين لبنان واسرائيل من دائرة التوقيع الرسمي، بعد مصادقة الحكومة الاسرائيلية عليه، بأكثرية مطلقة، وإحالته الى الكنيست للاطلاع، وبعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكدا ان «هذه الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة».

وشكر الرئيس عون «كل من وقف إلى جانب لبنان في هذا الإنجاز الذي ما كان ليتحقق لولا وحدة الموقف اللبناني وصلابته في مقاومة كل الضغوط، وفي عدم تقديمه أي تنازلات جوهرية، وعدم دخوله في أي نوع من أنواع التطبيع المرفوض».

وفي كلمة وجهها إلى اللبنانيين مساء أمس، استعرض الرئيس عون المراحل التي قطعها مسار ملف الترسيم منذ العام 2010 حتى اليوم، مع كل العقبات والصعوبات المحلية والخارجية التي واجهته، والعراقيل التي وضعت في وجهه لأسباب سياسية.

وقال رئيس الجمهورية إن من حق لبنان أن يعتبر ما تحقق بالأمس إنجازا تاريخيا، «لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومترا مربعا كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل، كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا».

غير ان النواب التغييريين أثاروا هذا الامر إثر ارفضاض الجلسة النيابية التي لم يتوافر نصابها أمس، بمطالبة رئيس المجلس نبيه بري اطلاع مجلس النواب على هذا الاتفاق، عبر مؤتمر صحافي تحدث فيه النائب ملحم خلف، مؤكدا على ان البنود المطروحة في اتفاق الترسيم تتعارض مع القانون الدولي، «ونطالب بعرضها على مجلس النواب للتصويت».

وعلى الأثر طلب الرئيس بري، من الامانة العامة للمجلس «ابلاغ نسخة عن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية لكل من السادة النواب للاطلاع، بعد إقراره في مجلس الوزراء» (أي الى ما بعد تشكيل الحكومة، على اعتبار ان ذلك ليس من شأن حكومة تصريف الأعمال الحالية).

وفي اسرائيل، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد ان حكومته وافقت على مبادئ الاتفاق، فيما اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي ان الامر لا يتناسب مع مصالح ايران في لبنان، مشيرا الى ان هناك مصلحة أمنية مطلقة لاسرائيل، بينما اعتبر رئيس الموساد ان الاتفاق يضر بحزب الله، وان من يدعي بأن الأمر انجاز للحزب، لا يفهم الوضع في لبنان.

الرئاسة الفرنسية، وعلى لسان أحد مسؤوليها، انضمت الى من وصفوا هذا الاتفاق بالتاريخي، اذ انه يكشف ان جميع اللاعبين، بمن فيهم حزب الله، فضل التفاوض على المواجهة. وأشار المسؤول الفرنسي الى الدور الذي قام به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والديبلوماسي باتريك جيريل، وسفيرة فرنسا في بيروت آن غريو والسفير الفرنسي في اسرائيل لتسهيل هذا الاتفاق.

محليا، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان تدخل حزب الله في مفاوضات الترسيم آخر ابرام الاتفاق، ووقوفه خلف الدولة في هذا الملف يعود الى الانعكاسات الاقتصادية، نافيا الخلفية التطبيعية للاتفاق.

وتوقف جعجع امام احتفالية الرؤساء الثلاثة عون وبري وميقاتي بالمناسبة، وقال: هنا عليهم ان يسمحوا لنا، لأن هذا الاتفاق جاء متأخرا 7 سنوات، والنفط والغاز لا منة عليه من أحد، فهو من صنع الخالق، والأميركيون هم من ضغطوا.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، أكد لقناة «الحدث» ان حزب الله اعترف بإسرائيل بشكل كامل، عبر اعلان موافقته على اتفاق ترسيم الحدود، وانتقل على الصعيد الايديولوجي الى مرحلة جديدة، وسنرى كيف سيتعاطى فيها مع جمهوره وكوادره.

والراهن ان القلق على مصير واردات الغاز والنفط، يشغل معظم اللبنانيين في ظل الطبقة السياسية التي هدرت نحو 100 مليار دولار، وأوصلت لبنان الى الحضيض المالي والسياسي والاخلاقي، وقد حذر الكاتب روني ألفا من ان «السيد علي بابا يتربص بالصندوق السيادي… وان امراء الحرب وحديثي النعمة سيتربصون شرا بهذا الصندوق».

ومن هنا كانت دعوة رئيس تجمع رجال الاعمال اللبنانيين الفرنسيين انطوان منى عبر «تويتر» الى الاقتداء بالصندوق السيادي الكويتي الاقدم في العالم (1953) لضمان الاستثمار بالحاضر والمستقبل.

رئيس التيار الحر جبران باسيل، رأى ان الانجاز الذي تحقق بموضوع الغاز، هو انجاز للسيادة والاقتصاد، وشبيه لمسار طويل بدأناه في وزارة الطاقة سنة 2009، من دون ورقة بالملف او اخطاء وخطايا!

الانباء – عمر حبنجر – وأحمد عز الدين – داود رمال

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.