حظوظ نواف سلام تتقدم بعد تسمية «اللقاء الديموقراطي» له.. والتغييريون «غيروا» عن ميقاتي ولم يتبنوا سلام

الرئيس اللبناني ميشال عون مستقبلا في بعبدا سفير سلطنة عمان في لبنان بدر بن محمد المنذري (محمود الطويل)

أرجئ اجتماع النواب السنة، برعاية مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، والذي كان مقررا أمس، بسبب عدم تطابق الرؤى والطروحات بين النواب من ذوي الانتماءات السياسية المختلفة، وسط حرص المفتي دريان على مشاركة الجميع.

وكانت «الأنباء» تفردت بالكشف عن هذا اللقاء، الذي أثار لغطا واسعا على مستوى الأطراف اللبنانية الأخرى، الى جانب تفرد النواب الجدد السياديين والتغييريين بطرح أسماء من خارج أجواء دار الفتوى الأمر الذي تطلب المزيد من التشاور.

وتقول مصادر متابعة انه بالإضافة الى ما سبقت الاشارة اليه، فإن جهات سياسية تدخلت بفرط الاجتماع، ربما من اجل ابقاء الزعامة السنية، في ضمير الغيب.

في غضون ذلك، قال رئيس الجمهورية ميشال عون: «أنا لست ضعيفا، بل قرفان..» وفي حديث لصحيفة «الأخبار»، عزا عون تأخره في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، الى تأخر اتفاق الكتل النيابية على اسم الرئيس المكلف، خاصة وان المعضلة هي في الخطوة التالية، أي تأليف الحكومة لا تسمية الرئيس المكلف.

ولاحظ الرئيس عون انه «لا أحد لديه مرشح معلن، الكل يتحدث عن مواصفات وشروط يطلبونها في الرئيس المكلف غير الموجود بعد»، كما أكد اجراء انتخاب رئيس الجمهورية ضمن المهل الدستورية.

وفي الموضوع القضائي فقد سأل عون: لماذا يتهرب القضاء من الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لاسيما ان بحقه كما كبيرا من الاتهامات، وهو ملاحق في سويسرا وفرنسا وبريطانيا والمانيا ولوكسمبورغ ومع ذلك يحمونه، وسيصل فريق التدقيق الجنائي في 27 يونيو، وسأختم التحقيق الجنائي قبل نهاية ولايتي، ولن يعلن الا من قصر بعبدا.

وتداولت بعض وسائل الاعلام خبرا يتناول اتصالا اجراه الرئيس عون بالمفتي دريان، مع الايحاء بأن للاتصال علاقة بالاستشارات النيابية المقبلة، لكن مصدرا متابعا اوضح لـ«الأنباء» ان الاتصال من الرئيس عون الى المفتي دريان حصل قبل عشرين يوما، بينما كان الاخير خارج الاراضي اللبنانية، وقد تمنى عليه الرئيس عون زيارة القصر الجمهوري بعد عودته الى بيروت ودون التطرق الى أي شأن آخر. لكن زيارة المفتي الى بعبدا لم تحصل.

وبالعودة الى الملف الحكومي، أعاد النائبان التغييريان نجاة صليبا ومارك ضو طرح اسم د. نواف سلام، عضو المحكمة الدولية، الذي سبق ان اعتذر عن عدم خوض الانتخابات النيابية، ثم عن رئاسة الحكومة، إلا أنه لم يمانع في ابقاء اسمه في التداول على مستوى رئاسة الحكومة، أقله لاعتبارات معنوية.

لكن النواب التغييريين يتعاطون مع تسمية نواف سلام بجدية، وكذلك نواب احزاب المعارضة، وبينهم نواب حزب الكتائب، حيث أكد نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ أن الكتائب ستسمي نواف سلام.

بدوره، قال النائب الكتائبي الياس حنكش نحن اول من سمى نواف سلام لرئاسة الحكومة منذ 3 سنوات، لكن سمي يومها حسان دياب.

وكان حزب «تقدم» اعلن تسميته لسلام بوصفه شخصية تمتلك النزاهة والشفافية والقدرة المطلوبة للعمل والمواجهة، وليس لديها مصالح مع شبكة الفساد.

وقد نقل النائب مارك ضو هذا الطرح في اجتماع نواب التغيير، وتضامنت معه النائب نجاة صليبا، وأبدى الآخرون الاستعداد للتبني ودعوا الاحزاب المستقلة الى اعتماده هي الأخرى.

وقال النائب وضاح الصادق ان الكتل التغييرية التي ينتمي اليها حسمت أمرها بعدم تسمية ميقاتي لأسباب عدة، أهمها انه شريك مع احزاب السلطة في تشكيل الحكومة، بدليل سيطرة الثنائي الشيعي على حكومته المستقلة والتحكم بها وتعطيلها لأكثر من شهرين، بسبب التحقيقات بملف تفجير مرفأ بيروت، كاشفا عن ان نواب التغيير أيدوا أكثر من شخصية سنية، بينهم نواف سلام، وطرحنا برنامجنا وثمة توجه لتسميته.

كما أعلنت كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي اجتمعت في كليمنصو بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط تسمية السفير السابق نواف سلام لتكليفه بتشكيل الحكومة، مع «تأكيد الكتلة على خيار عدم المشاركة بالحكومة والحرص الكامل على القناعة بأن يتم التأليف دون أي إبطاء أو تعطيل، للتفرغ للمهمات الصعبة الملقاة على عاتقها».

وعليه، لم تخف مصادر مواكبة قولها لـ «الأنباء» احتمالية تأجيل الاستشارات المقررة غدا بعد ارتفاع أسهم نواف سلام على ميقاتي، وذلك مع إعلان «اللقاء الديموقراطي» موقفه، والذي يمتلك الحق في تمثيل الطائفة الدرزية حصرا بعد الانتخابات النيابية وما نتج عنها.

من جهته، النائب اشرف ريفي، اعلن انه لن يرشح نفسه لرئاسة الحكومة، ما دام عون في قصر بعبدا.. كما انه لن يسمي ميقاتي ولا أي شخصية من المنظومة القديمة، مشددا على ان ناخبيه في طرابلس أوصلوه الى الندوة البرلمانية، على اساس برنامجه السيادي.

وأضاف: أقولها بصراحة مطلقة لم انتخب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، ولن أسمي نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، مشيرا الى ان نواف سلام ليس ضمن خياراته، لأن هذه المرحلة تتطلب شخصية استثنائية قادرة على التعاطي مع الملفات الكبرى، ونواف سلام لا يحمل هذه المواصفات في هذه المرحلة، موضحا انه اقترب من الاعلان عن تكتل نيابي يضمه والنواب فؤاد مخزومي وميشال معوض وأديب عبد المسيح.

غير ان النواب الذين اجتمعوا في منزل نائب بيروت نبيل بدر وعددهم 11 نائبا، قرروا تسمية ميقاتي، الذي يأمل الحصول على النصف زائدا واحدا من عدد أعضاء مجلس النواب اي (65 صوتا من أصل 128) على الرغم من اعتقاد بعض مناوئيه، ان خسارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، معركة السيطرة على الجمعية الوطنية الفرنسية، سينعكس سلبا على تسميته.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.