الأحزاب بين المنتمين والمناصرين.. والعشيقة – ميشال الزبيدي

لي صديق من مدينة زحلة، لطالما إستمتعت بأخباره يسردها بلهجته الزحلاوية التي ترسم على وجهك إبتسامة حتى في عزّ الأزمات.

إلتقيت به أمس الأول، بعد التحية والسلام صرت أسمع تمتمات، لم أفهم الكلمات لكني عرفت أنه غير راضٍ.. فما القصة؟

تطلع بوجهي محدقاً غاضباً محاولاً السيطرة على الكلمات… الا أن الشتائم إنهالت بعيارها الثقيل وبصوته الجهوري… هو يشتم نفسه وبساطته والغباء…

قال “أحسّ بأنني العشيقة المخدوعة” وتابع

“الرجل الذي له عشيقة يهتّم بها ويرعاها كما زوجته لا بل أكثر، عند الحاجة اليها في ايام خصوبته، ويتخلى عنها في أيامه العجاف فيكتفي بزوجته”

واضاف: ” هكذا الأحزاب، في أيام خصوبتها اي أيام الانتخابات والخير، تعاملنا نحن المناصرين، كما يعامل الزوج العشيقة، بالغنج والدلال.. وتغدق علينا الهدايا وأجمل الكلام وكل ما لذّ وطاب… تنتهي الإتخابات فيسترخون في المجلس النيابي أو البلدي… ويغلقون الخزائن لتطّل الأيام العجاف على المناصرين الذين يصبحون كالعشيقة المتروكة المغدورة، حينها يتقوقع الحزب ضمن المنتمين اليه ويققل الأبواب المفتوحة على روتين قديم كل ذلك بصمت يشبه صمت القبور”.

أنهى صديقي “هذا سبب غضبي وسخطي من نفسي، انا المناصر لحزب أحببته، أنا المغدور وسأُغدر كل ٤ سنوات الى أن يأتي من يستر علي ببطاقة حزبية تحميني على مدار الأيام”.

رحل صديقي وما زلت حتى اللحظة أفكّر به وبمعشوقه… وبدولة تركت شعبها لحيتان البحر وأباطرة الأحزاب وسلاطين المال.

ميشال الزبيدي

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.