«اليونيسف»: 1.8 مليون طفل يعانون من فقر متعدّد الأبعاد في لبنان

ذكر تقرير جديد صادر عن «اليونيسف»، نشر لمناسبة زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال لبنان ميغيل كالديرا، ان مليون طفل على الأقل معرضون لخطر العنف مع اشتداد الأزمة في لبنان.

وجاء فيه: «إن طفلا من بين كل طفلين في لبنان معرض لخطر العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي، في الوقت الذي تكافح فيه الأسر لمواجهة الأزمة المتفاقمة في البلاد».

ويشير تقرير إلى أن حوالى 1.8 مليون طفل، أي أكثر من 80 في المائة من الأطفال في لبنان، يعانون الآن من فقر متعدد الأبعاد، بعد أن كان العدد حوالي 900,000 طفل في عام 2019 – وهم يواجهون خطر تعرضهم للانتهاكات مثل عمل الأطفال أو زواج الأطفال بهدف مساعدة أسرهم على تغطية النفقات.

صدر التقرير في الوقت الذي تزور فيه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، الدكتورة نجاة معلا مجيد، لبنان والتي قالت في هذا السياق: «أزمة لبنان تهدد حاضر ومستقبل ملايين الأطفال. هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لضمان حمايتهم من سوء المعاملة والأذى والعنف وحماية حقوقهم».

ويبين التقرير أن عدد حالات الاعتداء على الاطفال والحالات التي تعاملت معها اليونيسيف وشركاؤها ارتفع بنحو النصف تقريبا (44 في المائة) بين تشرين الأول/أكتوبر 2020 وتشرين الأول/أكتوبر 2021، وفي الأرقام إرتفعت تلك الإعتداءات من 3913 حالة الى 5621 حالة.

كما يحدد التقرير سلسلة من التهديدات المتزايدة لسلامة الأطفال:»عمالة الأطفال الى إرتفاع، فقد أجاب أكثر من نصف من شملهم الإستطلاع الذي أجرته اليونيسف مع المنظمات الشريكة في أيلول/ سبتمبر (نحو 53 في المئة) أن عمالة الأطفال، وتاثيرها على أمان هؤلاء الأطفال، هي مصدر قلقهم الأول، وهذه النسبة كانت قبل ثلاثة أشهر 41 في المئة فقط.
ad

وفي إستطلاع أجرته اليونيسف في تشرين الأول، قالت 12 في المئة من الأسر المشمولة بالإستطلاع أنها أرسلت طفلا واحدا على الأقل الى العمل. وهذه النسبة لم تكن تتجاوز قبل ستة أشهر 9 في المئة، ويعمل الآن أطفال لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، في المزارع والشوارع وبيع الوقود بصورة غير قانونية، مما يعرضهم لخطر الحروق الخطيرة وحتى الموت.

الفتيات الصغيرات يواجهن خطر الزواج المبكر سعيا من أسرهن الواقعة في براثن اليأس في الحصول على مهر. وفي الأرقام واحدة من كل خمس فتيات سوريات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة في لبنان متزوجة.

كما ارتفعت نسبة الفتيات والنساء اللبنانيات اللواتي لجأن للحصول على خدمات برنامج «العنف القائم على النوع الاجتماعي» بشكل حاد في السنوات الثلاث الماضية (من 21 في المائة من إجمالي الحالات في عام 2018، إلى 26 في المائة في عام 2019، وصولا إلى 35 في المائة في عام 2020).

ومع إزدياد معاناة الأسر من الفقر والعوز، يخشى الخبراء أن يزداد عدد الأطفال الذين ينتهي بهم المطاف منفصلين عن الأسرة وإرتفاع عددهم في مؤسسات الرعاية.

وتقول الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال لبنان مضيفة: «الاستثمار في حماية الأطفال ونمائهم ورفاههم لا يمكن أن ينتظر، إذ أن الاستثمار في الأطفال أمر ضروري لبناء مجتمع شامل وسلمي وعادل ومرن يحافظ على سلامتهم جميعاً من الأذى دون إستثناء».

وتضيف : «يجب العمل على التغيير العكسي للأرقام الصادمة حول الأطفال المعرضين لسوء المعاملة والاستغلال والمحرومين من حقوقهم الأساسية. لا يجوز حرمان أي طفل في لبنان، بغض النظر عن جنسيته، من حقوقه الأساسية في الصحة والغذاء والتعليم والحماية. يجب أن يكون الأطفال في طليعة خطط وسياسات وممارسات الحكومة للتعافي».

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.