بعد عرض راقص لشبان عراة الصدر.. تحطيم واجهة محل بالضاحية الجنوبية لبيروت

استهلت الضاحية الجنوبية لبيروت نهارها، الاثنين، بحادثة إطلاق نار استهدفت واجهة محل لبيع مستحضرات التجميل والعناية والوشم، يقع على أوتوستراد “هادي نصر الله”، تملكه خبيرة التجميل اللبنانية، آية صبرا، كانت قد افتتحته قبل يوم من الحادثة.

جاءت هذه التطورات، بعد ضجة كبيرة أثارها حفل افتتاح المحل، حيث انتشرت مقاطع مصورة من الحفل تظهر راقصين محترفين عراة الصدر يؤدون رقصاتهم أمام الجمهور، وسط تفاعل وتصفيق، الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من المحافظين دينيا الذين رأوا في المشهد غرابة لا تشبه المنطقة وأهلها.
إلا أن التفاعل مع هذه القضية لم يقف عند حد تسجيل الاعتراض على ما جرى، بل تخطاه إلى حد قيام عدد من المتشددين بالتحريض على المحل وصاحبته والدعوة إلى إحراقه والقصاص من أصحابه، وهو ما كان فجر الاثنين حيث انتشرت صور ومقاطع مصورة تظهر تحطم واجهة المحل وتعرضها لإطلاق نار، اقتصرت أضراره على الماديات.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ استتبعت حملة التحريض وما تبعها من إطلاق نار، بحملة تشفي أطلقتها المجموعات المتشددة نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنين تأييدهم للاعتداء الذي جرى، شاكرين الجهة التي قامت به، حيث جرى تناقل صور المحل المحطم مرفقة بعبارات من نوع “تسلم الأيادي”.

وبينما تظهر حسابات الأشخاص المحرضين موالاتهم للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، أعادت الحادثة التذكير بوجود تيارات متشددة تمارس نهجا تكفيريا داخل هذه الأحزاب وبيئة مناصريهم، وتحاول فرض عقيدتها ومحاذيرها على المجتمع الشيعي ككل في لبنان، لاسيما وأن حملات التحريض أعادت استحضار المراحل التي كان يقبض فيها حزب الله على الضاحية الجنوبية بعد الحرب الأهلية اللبنانية ويفرض عليها أحكاماً إسلامية عقائدية، مطالبة بـ “استعادة تلك المرحلة للجم هذه الظواهر”.

كذلك أعادت الحادثة التذكير بالحملات والأحداث المشابهة التي طالت محال بيع الخمور وصالات الأفراح والحفلات والمسابح المختلطة، في مناطق نفوذ حزب الله وأنصاره جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت ذريعة “مخالفة الشريعة الإسلامية” و”إظهار سلوكيات لا تناسب المزاج العام”.

في المقابل عبر عدد كبير من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن بينهم مؤيدون لحزب الله وحركة أمل، عن قلقهم من الاعتداء، ومن سيطرة “الذهنية الداعشية والتكفيرية” على مجتمع المنطقة، مجاهرين برفضهم التعرض لأرزاق الناس تحت أي حجة أو ذريعة، معبرين عن خوفهم من المنحى المتطرف الذي تسير به تلك المجموعات.

وتساءلت عبير في تعليقها على الحادث بالقول “الرقص حرام لكن قطع الأرزاق حلال؟” وتابعت “شعب يهتز لرقصة، ولكن لا يهزه الغلاء ومشهد النفايات في الشوارع”.

فيما أعاد عدد من النشطاء نشر صور تظهر شبانا عراة الصدور من أنصار حزب الله خلال غزوهم لمخيمات الاعتصام التابعة لانتفاضة 17أكتوبر.

ونشرت آية صبرا عبر صفحتها على موقع انستاغرام صورا وفيديوهات لمحلها بعد تعرضه للتحطيم، وأرفقت المشاهد بعبارة “الحمدالله مكملين، كلنا بخير، الله يسامح يلي عم يحكي، بس يلي عملوا هالعمل مش مسامحتهن لا دنيا ولا آخرة، الله ما بيترك حق حدا وفرحتي مكملة بنجاحي”.

كما نشرت مقاطع مصورة لها معلقة على ما جرى بالقول: “انتم لا تقبلون هذه الأمور في الضاحية، مفهوم، وهذه ليست ثقافتكم ومستواكم، ولكن مستواكم أن تطلقوا النار على محل وفيه أشخاص؟ ألا يعيبكم هذا الأمر؟ حسنا لم تقبلوا المشهد الذي خرج لماذا لم يتواصل أحد معي؟ هل باتت الأمور سائبة ويسيرها الهمج؟ حتى لو كما قيل أن ما جرى يضر صورة الضاحية الجنوبية ألم يكن من الممكن حل الأمور حبيا؟”

وتابعت صبرا ردها على ما جرى منتقدة الحملات التي تتعرض لها من قبل المتشددين دينيا، وسألت “افترضوا أنا كنت في المحل أو أولادي في المحل هل كان ذلك ليرضيكم؟ ومن قال أنني أقبل بتشويه صورة الضاحية الجنوبية؟ أو أنني هنا لتغيير عادات الضاحية وتقاليد مجتمعها؟ لم يسع أحد لفهم ما جرى مني، بل كانت الرسالة المباشرة أنهم أناس مستعدون للقتل فورا”.

يذكر أن هذه الحادثة جاءت في اليوم التالي لحادثة مشابهة استهدفت محلا لبيع الألبسة كان قد أقام حفل افتتاح مشابه أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، ترجمت بعد أيام معدودة بهجوم استهدف المحل وتحطيم واجهته في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو ما أثار تساؤلات إذا ما كان الذي يجري نهجا بات متبعا مع المخالفين والمختلفين في الضاحية الجنوبية لبيروت، من أجل إيصال رسائل تهديد ووعيد لأي اتجاه منفتح.

حسين طليس – الحرة

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.