«يوم الغضب» اللبناني واكب مفاوضات فيينا وميقاتي زار بري وخرج دون أن يكون لديه ما يقوله!

إشعال الإطارات وقطع الطرقات في يوم الغضب اللبناني أمس (محمود الطويل)

يوم الغضب اللبناني بدأ عاما في الصباح.. طرق مقفلة نسبيا، مؤسسات معطلة كليا، ومثلها الجامعات والمدارس، والإدارات الحكومية ليهمد أواره عند الظهر، فهو في النتيجة، موقف تسجيلي أو رسالة مفتوحة بوجه خمول السلطة وتفلت الدولار ومعه الأسعار، فضلا عن مواكبته لجولة المفاوضات النووية مع إيران في فيينا. وهذا التزامن بين يوم الغضب في لبنان، ومفاوضات فيينا، ليس مجرد مصادفة، إذا ما تذكرنا بأن ثورة 17 أكتوبر 2019 تزامن اندلاع شرارتها بعيد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران في مايو 2018. وانطلقت مظاهرة بيروت من منطقة طريق الجديدة – الملعب البلدي تقدمتها سيارة بثت الأغنيات والأناشيد الثورية والوطنية، ورفعت الأعلام اللبنانية ولافتات تطالب بـ «محاسبة الفاسدين والمرتكبين الذين أوصلوا لبنان إلى الكارثة الكبيرة، رغم لامبالاة المسؤولين عن الانهيار وجوع الناس». وجابت التظاهرة الأحياء والشوارع مع دعوة الناس «للمشاركة في يوم الغضب» وأبدى المحتجون والناشطون إصرارهم على «استمرار التحركات وصولا إلى العصيان». وقطعت أوصال العاصمة بشوارعها كافة. واستخدم المحتجون الزيت في إقفال الطريق عند المدينة الرياضية في بيروت، وأعلن «ثوار 17 تشرين»، في بيان، استمرار «التحركات السلمية حتى تحقيق مطالب الشعب». وعاش شرق البلاد الحال ذاته ضمن نطاق زحلة – البقاع حيث قطعت الطرق، كما شلت الحركة ضمن وسط صيدا في ساحة النجمة. وكذلك الأمر في شمال لبنان وطرابلس.

أما سياسيا، فكان الترقب الثقيل، لما يجري في فيينا دأب الأوساط السياسية والديبلوماسية في بيروت، التي تدرك عمق الربط بين ما يدور هنا وما يجري هناك، أقله على صعيد النتائج والانعكاسات، فإن حصل تفاهم معين، انفرجت الأمور في لبنان، وإن لم يحصل، واستمر عض الأصابع بين إيران والقوى الكبرى، ستتضاعف المصاعب بوجه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي يحظر حزب الله انعقادها، قبل الاستجابة الى رغبته في إطاحة المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار. ومن هنا التخوف من استمرار الخلل الحكومي حتى موعد الانتخابات النيابية، وجعل لبنان متراسل إيرانيا متقدما على محور الملف النووي مع الغرب. هذه التطورات تناولها الرئيس ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ضمن إطار مساعيه لفك قيود الثنائي المعروف المعطلة لجلسات مجلس الوزراء، لكن يبدو انه لم يحصل جديد مفيد من هذا اللقاء، بدليل اكتفاء ميقاتي بإلقاء تحية الصباح على الصحافيين، وتابع مغادرا عين التينة». غير أن النائب طلال أرسلان الذي زار مقر الرئاسة الثانية لاحقا قيل له إن الرئيس ميقاتي غادر الاجتماع غير مرتاح فأجاب: أن الرئيس ميقاتي شاطر بتدوير الزوايا والرئيس بري طرح عدة حلول إذا تم التعاطي معها بإيجابية يمكن أن تساعد بالخروج من الأزمة.

من جهته، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يكثف من إطلالته الإعلامية في هذه المرحلة، أعلن عبر قناة «صوت بيروت»، انه ضد استقالة الحكومة، واعتبر ان المرجلة ليست بتعطيل الحكومة بل بتفعيل عملها، لأن التعطيل يطول حياة الوطن والشعب».

وردا على سؤال، قال الراعي: ان بكركي لا تستقبل المعطلين، فليوقفوا التعطيل وبعدها أهلا وسهلا. وكشف الراعي انه طلب من وزير الإعلام جورج قرداحي الاستقالة، إلا ان الأخير لم يلب طلبه، وهذا مؤسف، وقال ان السفير السعودي وليد البخاري أبلغه بأن استقالة قرداحي تساعد في حلحلة الأمور، وأضاف: قلت له يجب ان تعمل بطلا وتستقيل، من اجل خير اللبنانيين، ولم يقبل. الراعي أكد أنه لا يمكن لأحد ان يتدخل في عمل القضاء وكأنه الحاكم الأكبر والديان الأعظم، متسائلا عن الصفة التي تحدث بها السيد حسن نصرالله عن القضاء؟

بالمقابل، اقترحت عضو المجلس العالمي لثورة 17 أكتوبر المحامية ريجينا انفره، تشكيل «جبهة وطنية لمقاومة الاحتلال الإيراني للبنان»، تضم مختلف مكونات الشعب اللبناني وتعتمد المقاومة السلمية، مقللة من دور الانتخابات النيابية في تغيير الحالة الإيرانية التي مضى على احتلالها للبنان نحو 40 سنة، وأن يكون برنامج هذه الجبهة تحرير الشرعية اللبنانية وتطبيق مقررات الأمم المتحدة.

الانباء – عمر حبنجر – منصور شعبان

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.