هل يلتقي ميقاتي بعون بعد مشاركته في اتهامه بالتقاعس؟ وتخزين المحروقات يُشعل السجالات بين باسيل و«القوات»

بعد اجتياز لقاءات رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي رقم الشؤم الثالث عشر، في اجتماع الخميس، أصبح عد اللقاءات بين الرجلين روتينيا ومفتوحا، مع التذكير بأن لقاءات الرئيس عون مع الرئيس سعد الحريري، في فترة تكليفه بتشكيل الحكومة، بلغت 19 لقاء، وبلا طائل بالطبع.

ولا يبدو أن زيارات ميقاتي إلى بعبدا ستصل إلى هذا الرقم، في ضوء التزامه الضمني بألا تتعدى مدة تكليفه نهاية هذا الشهر، لكن دوامة توالد العقبات الواحدة تلو الأخرى تجعل كل مستحيل ممكنا.

وفي طليعة العقبات المستجدة خروج الرئيس المكلف من بعبدا ليشارك في لقاء عن بُعد مع رؤساء الحكومة السابقين، في اتهامهم الرئيس عون بـ «التقاعس» في مواجهة «نترات الأمونيوم» التي انفجرت في مرفأ بيروت، رغم علمه بوجودها قبل 15 يوما من الانفجار، والقول بأن إدارة ملف التحقيق العدلي موجودة في بعبدا، وبالتالي الدعوة إلى رفع الحصانة عن رئيس الجمهورية وعدم تحويل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي صدرت بحقه «مذكرة إحضار» عن المحقق العدلي طارق البيطار، إلى مكسر عصا.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي معلومات ترد «معاقبة» دياب لأنه تجرأ وطرح قصة القاعدة اللوجستية لفيلق القدس الإيراني في مرفأ بيروت، وهذه القاعدة بدأت كتسهيلات جمركية وخط مرور بضائع ومعدات على عهد اميل لحود، ثم توسعت وكبرت، وتغيرت وظيفتها وكبر مداها شيئا فشيئا.

لكن مصادر بعبدا طمأنت عبر صحيفة «الأخبار» إلى أن رئيس الجمهورية لن يتوقف عند الاتهام الشخصي الذي وجهه له ميقاتي، عبر البيان المشترك مع رؤساء الحكومات السابقين.

بدوره، رد مكتب الإعلام الرئاسي على بيان رؤساء الحكومة السابقين ببيان مماثل معربا عن أسفه لاتهام رؤساء الحكومة رئيس الجمهورية بتفجير مرفأ بيروت كونه أعلن سابقا استعداده للإدلاء بشهادته.

وقال إن لبنان «لا يزال يعاني من الخطوط الحمر الطائفية والمذهبية لدى كل مساءلة، وقد تفاقمت هذه الظاهرة أخيرا، كما جرى مثلا مع رؤساء الحكومة في تضامنهم المطلق مع بعضهم البعض بحجة استهداف الموقع الدستوري الثالث في الدولة واستضعافه».

ووصف بـ «الكلام الخطير» حديث رؤساء الحكومة عن «العدالة المقنعة والانتقائية والقضاء المسيس وأروقة قصر بعبدا، حيث يدار ملف التحقيق العدلي»، معتبرة إياه «إهانة علنية واستضعافا مرفوضا واستهدافا مشينا للسلطة القضائية». في هذا الوقت، انضم رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى وجهة نظر رؤساء الحكومة عبر بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس النواب أمس، موجها إلى جانب النيابة العامة التمييزية، اعتبر فيه أن إصدار المحقق العدلي ورقة إحضار بحق دياب «لا يعود اختصاصه إلى القضاء العدلي»، مؤكدا أن هذا الأمر «موضوع ملاحقة أمام المجلس النيابي تمهيدا للسير بالإجراءات اللازمة».

المصادر المتابعة أملت من جهتها ان يتم التوقف عن الاسترسال في تعطيل المسارات الحياتية والسياسية، وفي طليعتها تشكيل الحكومة، الذي كان العنوان لتصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي عبر عن قلقه البالغ حيال الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في لبنان.

وبالعودة إلى معوقات تأليف الحكومة، ومع اقتراب التفاهم على وزراء الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية، والتي باتت قبلة الأنظار بفضل البطاقة التمويلية الموعودة، والتي ستتحول تلقائيا إلى بطاقة انتخابية بيد وزيرها والفريق الذي حمله إلى الوزارة، برز الخلاف على موقع نائب رئيس الوزراء بين من يريده للنائب السابق مروان أبو فاضل، ومن يفضله لمرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي سعادة الشامي، انسياقا مع الخلفية الحزبية، لنائبة رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، التي تشغل في الوقت ذاته منصبي وزارة الدفاع ووزارة الخارجية بالوكالة.

ويطرح تيار المردة تمثيله بوزيرين مارونيين من كسروان، حيث يتمسك رئيسه بتوسيع جغرافية تياره السياسي في الجبل، على أن تعطى وزارة الصناعة لجورج قرم والإعلام لجورج قرداحي العوني المقرب من النائب فريد هيكل الخازن عضو كتلة المردة، في حين يصر الفريق الرئاسي على ان يكون الوزير الثاني لـ «المردة»، مسيحي غير ماروني، وهنا تظهر الانتخابات الرئاسية في خلفية هذا الخيار.

في هذا الوقت، ارتفعت وتيرة السجالات بين كتلتي لبنان القوي والجمهورية القوية المقاطعين للحكومة العتيدة، على خلفية تخزين المحروقات.

النائب جبران باسيل، رئيس التيار الحر، فتح السجال بتغريدة بقوله «صار واضح ان من عاشوا على اتهامنا زورا بالمازوت الأحمر والنفط، هم حماة الفيول المغشوش وأرباب التخزين»، ودعا باسيل إلى تسليم المحتكرين إلى القضاء والتوقف عن إلقاء المحاضرات عن مكافحة الفساد والفاسدين وإلى السجون در.

وردا على باسيل، قال عضو التكتل النيابي للقوات فادي سعد: «السكوت أشرف لكم.. هل نسيت احتكاراتكم للوزارات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه؟ عن أي سجون تتكلم وانت أول من يجب ان يكون قابعا فيها مع محازبيكم الذين خرجوا من السجون كالشعرة من العجين، رغم اعترافهم بالرشاوى. رحم الله شهداء المرفأ الذين قضوا بسبب فسادكم».

وختم بالقول: «فاسد ووقح أيضا؟!».

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.