الحكومة الجديدة بين ليلة وضحاها…الحريري تمسَّى بباسيل وتعشَّى مع جنبلاط
واخيرا الحكومة بين ليلة وضحاها، سر ما حول اتجاهات الرياح الحكومية العاتية الى نسيم عليل، وتحول تجاوز القوم للاعتبارات الوطنية الى التزام بالاعتبارات والمهل التي التقى الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري على حدها الفاصل، نهاية هذا الشهر، فكان ان حث الرئيس عون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى التكيف مع مقتضى تشكيل الحكومة، وتمسى الرئيس المكلف بالوزير باسيل ليتعشى مع رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بدعوة من الوزير غطاس خوري وبمشاركة السفير المصري نزيه النجاري، واعلن الرئيس نبيه بري عدم وقوفه كعقبة في الطريق، متنازلا عن وزارة البيئة لتيار باسيل، مقابل تنازل الاخير عن الثلث المعطل في مجلس الوزراء، فيما تولى حزب الله من خلال المعاون السياسي لامينه العام حسين خليل اقناع نواب اللقاء التشاوري السُني المحسوبين عليه بالقبول بالانتماء الى حصة رئيس الجمهورية مع ابقاء القرار للتشاور مع الحلفاء في التشاوري ومن خلفهم.
هذه النقطة يقول النائب قاسم هاشم لم تحسم نهائيا بعد، لكن النائب عبدالرحيم مراد عضو اللقاء يقول: ان ممثل اللقاء يُصوّت مع اللقاء ويلتزم بمواقفه، على ان يشارك باجتماعات تكتل لبنان القوي شكليا.
نقطة اخرى مازالت عالقة: من يكون ممثل اللقاء التشاوري في الحكومة من ضمن حصة الرئيس عون؟
المنافسة الفعلية بين حسن عبدالرحيم نجل النائب عبدالرحيم مراد وعثمان المجذوب مدير مكتب النائب فيصل كرامي، وتبدو راجحة كفة حسن مراد، لأن الوزير باسيل يكسب فيه والده عبدالرحيم وصداقات عبدالرحيم مع دمشق خصوصا، فيما المجذوب يصب في خانة فيصل كرامي حليف سليمان فرنجية، ند جبران باسيل في السباق الى الرئاسة الاولى لاحقا.
وكان الرئيس عون قال امام زواره اول من امس: اريد حكومة قبل نهاية الشهر والا.. وتلاه الرئيس سعد الحريري على الايقاع نفسه مع اضافة التلميح بالاعتذار عن تشكيل الحكومة.
هذا التهديد بقدر ما اقلق البعض وعلى رأسهم الرئيس عون الملتزم بـ «التسوية الرئاسية» وبمقتضيات الواقع السياسي والاقتصادي الذي لا يرى عن الحريري بديلا، بقدر ما شرح صدور البعض الآخر من ذوي التطلعات من رؤساء حكومة سابقين او وزراء، وقد تناولت التسريبات وزير الداخلية نهاد المشنوق كأحد الطامحين وفق ما تسرب لـ «الأنباء»، وهذا من حقه كسياسي ونائب ووزير، لكن المكتب الاعلامي للوزير المشنوق اصدر بيانا نفى فيه صحة الامر، مجددا تأكيد الوزير المشنوق الشديد على الوقوف الى جانب الرئيس الحريري في اي خيار يتخذه في هذا الشأن الحكومي.
القوات اللبنانية وبحسب مصادرها تدعم الرئيس المكلف «الذي تنازل كثيرا وصبر كثيرا، لذلك حذر من انه لم يعد بصدد الاستمرار بهذا الشكل».
وفيما بدت انها اشارة الى بدء مسار التشكيل، نشر وزير الاعلام «القواتي» ملحم رياشي تغريدة تقول: «واخيرا خلصت»، واضاف: الاول من فبراير مرفقة بالعلم اللبناني، ورفع الكأس امام هذا الانجاز الذي طال انتظاره.
الرئيس نبيه بري ابلغ زواره بانه لن يقف عقبة امام تبادل الحقائب، وانه يقبل بحقيبة اخرى انما غير حقيبة الإعلام، «التي لا لزوم لها اصلا»، وان الرئيس الحريري استمهله لإنهاء تشكيل الحكومة قبل الذهاب الى جلسة تشريعية في مجلس النواب.
لكن بري لم يعد يستطيع ان ينتظر، فإذا تشكلت الحكومة اليوم أو غدا يؤجل الجلسة التشريعية التي تركت له هيئة مكتب المجلس امس مسؤولية تحديد موعدها او يمشي بها حال تعثر الحكومة.
واستبعد بري اعتذار الحريري، وقال انه لايزال متمسكا به كرئيس الحكومة، كما ان السيد حسن نصرالله اطلق اشارات ايجابية باتجاهه خلال مقابلته التلفزيونية الاخيرة، اما عن تفعيل حكومة تصريف الاعمال في حال تعذر تشكيل الحكومة فقد اعتبر بري انها ليست بالبساطة التي يعتقد.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.