فيروس كورونا: هل “نجحت” السعودية في قيادة قمة العشرين إلى عالم ما بعد الوباء؟

قمة العشرين في الرياض انعقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس

Getty Images

ناقشت صحف عربية نتائج قمة العشرين التي استضافتها المملكة العربية السعودية على مدار يومين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، والتي ناقش فيها قادة العالم وباء كورونا وأثره على اقتصاديات الدول.

وتعدّ هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها بلد عربي هذه القمة.

وندد ناشطو حقوق الإنسان، وبعض المعلقين باستضافة السعودية للقمة مستشهدين بسِجلّها في قمع حقوق الإنسان.

بينما قال فريق آخر إن السعودية قدّمت “النموذج السياسي، والاقتصادي، والتعاوني الذي لا حلّ للعالم من دونه”. واهتم فريق ثالث بالحلول المتاحة للنجاة من أزمة كورونا وتبعاتها.

“ما أضعف المشاركين”

يقول سعيد الشهابي في صحيفة القدس العربي اللندنية: “لقد اجتمع زعماء الدول ذات الثروات العملاقة في لحظة زمنية متميزة نظرًا لانتشار الوباء، ولكنهم أخفقوا في مناقشة أزمات العالم وقضايا الموت والحياة بالنسبة لشعوب العالم”.

ويضيف: “اجتمع هؤلاء هذه المرة عبر الفضاء الافتراضي الذي اضطرهم إليه وباء كوفيد-19 ولكن هل كان لهذا الوباء أثر عليهم؟ هل أقنعهم بأن أكبر رئيس بينهم لم يستطع منع الإصابة بكورونا؟ أو أن بلده تسجل أعلى الإصابات اليومية في العالم بمعدل يتجاوز 150 ألفا؟”.

ويتابع الشهابي: “لقد خُصّصت أموال هائلة للتصدي للوباء سواء بتصنيع اللقاحات أو العلاج، وانتشرت أنباء كثيرة عن قُرب استخدام بعضها في الأسابيع المقبلة. ولكن هل قللّ ذلك من القلق الذي ينتاب أغلب البشر نتيجة غياب التوازن الحقيقي؟ فحتى لو توفر اللقاح والعلاج فستبقى الهوة الاقتصادية الشاسعة بين الأغنياء والفقراء، التي ستفرض نفسها وتحول دون حصول الفقراء على اللقاح والعلاج”.

ويستطرد الشهابي: “قمة مجموعة العشرين عقدت برئاسة حكومة الرياض التي تحتضن سجونها أعدادا هائلة من معتقلي الرأي ومن بينهم نساء ناضلن من أجل الإصلاح والمساواة وحقوق الانسان”.

يقول الشهابي: “ما أضعف المشاركين في هذه القمة بعد أن رفضوا الضغط على نظام حكم يعتقل مواطنيه بسبب آرائهم ومواقفهم، ويحارب جيرانه لرفضهم الانصياع لسياساته، ويحاصر أشقّاءه بمجلس التعاون لأن لديهم تقييمات سياسية وأيديولوجية مختلفة”.

  • قمة مجموعة العشرين: مشكلات حقوق الإنسان في السعودية تخيم بظلالها على القمة

العالم “قسمان”

محمد بن سلمان في قمة العشرينGetty Images

أما سمير عطا الله، فيقول في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “قدمت الدولة المضيفة لشركائها في القمة النموذج السياسي والاقتصادي والتعاوني الذي لا حلّ للعالم من دونه”.

ويضيف عطا الله: “في منطقة تبعثِر كياناتها وتشرد شعوبها الحروب، تقوم السعودية بدور السند القوي في مواجهة جميع أنواع الجوائح، الطبيعي منها والمتفلت بلا حدود”.

ويتابع الكاتب: “بدا العالم من الرياض، خصوصًا العالم العربي، قسمين، قسم يعيش في دولة القانون، وآخر خارج عليه، عابث بسلامة الجوار، معتدٍ على أراضي وشعوب الدول الأخرى، منضوٍ في معسكرات تمهر في صنع الصواريخ وفي ترْك شعوبها لاقتصادات الفقر والمجاعة”.

ويمضي عطا الله قائلا: “قسمان لا يقبلان الخطأ: واحد يساهم في بناء عالم أفضل، وآخر لا يزال يعيش في زمن الاعتداءات والتآمر، وإحناء ظهور مواطنيه بتبعات الأفكار التي دمرت الأمم عبر التاريخ”.

في السياق ذاته، يقول علي الخشيبان في جريدة الرياض: “لقد فرضت جائحة كورونا آثارها الكبرى على الصحة في العالم كله، وكذلك على اقتصادات العالم، وكان التحدي الأهم يتمثل في الكيفية التي سوف تعمل بها مجموعة العشرين من أجل حماية الإنسان في كل بقعة في هذا العالم، وفي حماية الاقتصادات التي تشكل عصب الحياة على الأرض”.

ويضيف الخشيبان: “لقد ساهمت السعودية في قيادة دول مجموعة العشرين للمشاركة الجماعية لتقديم الدعم المالي المباشر لمواجهة جائحة كورونا والعمل على تخفيف تلك الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي فرضت سلبياتها على الكثير من الفئات المجتمعية عبر العالم”.

  • فيروس كورونا: هل توحّد قمة العشرين في السعودية جهود العالم ضد الفيروس؟

“مزيد من التغيرات”

يقول غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن “لقمم مجموعة العشرين هالة تفتقر إليها أي قمة أخرى. يشعر المتابع لها أنها اللقاء الكبير لمن يحملون المفاتيح؛ مفاتيح الحاضر ومفاتيح المستقبل، وهذا يعني بالتأكيد الاقتصاد، والتنمية، والصحة، والتعليم، والبيئة، فضلاً عن السياسة والأمن”.

ويتابع شربل: “إنها مواعيد القوى الواعدة القادرة المؤثرة. الدول التي تشارك في هذه القمم تملك بعضا من أهم ما في هذا العالم: أقوى الاقتصادات، وأكبر الثروات، وأفضل المختبرات والجامعات… امتلاك المشاركين في قمة العشرين قدرات هائلة لا يعني أن الحلول السحرية متوفرة”.

وكتب ماجد حبته في صحيفة الدستور المصرية قائلا إنه خلال القمة “جرى ما يمكن وصفه بأنه محاولة لإعادة تشكيل خريطة الأوزان السياسية والاقتصادية في العالم. الأهداف أو العناوين العريضة هي ‘تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة'”.

وأضاف ماجد: “كانوا يقولون إن أزمة 2008 المالية هي الأسوأ من نوعها منذ أزمة 1929المعروفة باسم ‘الكساد الكبير’، لكن كارثة هذا العام تفوقت على هذه وتلك في درجة السوء، وجعلت الدورة الحالية هي الأصعب في تاريخ قمم مجموعة العشرين منذ تأسيسها”.

وتابع الكاتب: “في البيان الختامي للقمة، أعلن قادة الدول عن مد مبادرة تخفيف أعباء الديون عن الدول منخفضة الدخل حتى يونيو 2021، وأشاروا إلى أن بعض الدول ربما تحتاج مساعدات أكثر من التجميد المؤقت لمدفوعات الديون الرسمية، وتعهدوا بتمويل التوزيع العادل للقاحات المضادة لفيروس ‘كورونا المستجد'”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.