كيف يتقي العالم شرور نترات الأمونيوم؟.. حلول غابت عن لبنان

على الرغم من أضرار نترات الأمونيوم، التي يمكن أن تصبح قنبلة شديدة الانفجار، كما حدث في العاصمة اللبنانية بيروت، فإن فوائدها من أجل غذاء الإنسان وخصوبة الأراضي الزراعية تجعل العالم غير قادر على الاستغناء عنها، وهو ما دفع الكثير من الدول إلى وضع قواعد صارمة بشأن كيفية تخزينها وتداولها.

ونترات الأمونيوم مادة مؤكسدة، تساعد على تكثيف الاحتراق وتمكن المواد الأخرى من الاشتعال بسهولة أكبر، لكنها رغم ذلك ليست قابلة للاشتعال في حد ذاتها إلا في ظروف معينة.

وتعد نترات الأمونيوم من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن.

وقال ضابط المخابرات البريطاني السابق، فيليب إنجرام، الأربعاء، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن نترات الأمونيوم لا يمكن أن تتحول إلى مادة متفجرة إلا في ظروف معينة.

وأضاف أن التخزين بأمان يجعل تلك المادة آمنة نسبيًا، لكن في الأماكن الضيقة وعندما تتلوث بعناصر مثل زيت الوقود، يمكن أن تسبب انفجارًا.

وأكدت جيمي اوكسلي، وهي أستاذة الكيمياء بجامعة رود آيلاند التي أجرت دراسات عن اشتعال مادة نترات الامونيوم، أن “من الصعب جدا إشعالها” كما أن “ليس من السهل تفجيرها”.

وأوضحت مذكرة فنية لوزارة الزراعة الفرنسية أنه لا يمكن إحداث انفجار إلا عبر التماس مع مادة غير متوافقة أو مصدر شديد للحرارة. وبالتالي يجب أن يخضع التخزين لقواعد من أجل عزل نترات الأمونيوم عن السوائل القابلة للاشتعال (الوقود والزيوت، وما إلى ذلك)، والسوائل المسببة للتآكل، والمواد الصلبة القابلة للاشتعال أو حتى المواد التي تبعث حرارة عالية.

وتنقل صحيفة “ذا جابان تايمز” عن خبراء تشديدهم على ضرورة أن تبقى تلك المادة بعيدة عن الوقود ومصادر الحرارة، كما يجب أن يكون موقع التخزين مقاومًا للحريق، وليس به أي مصارف أو أنابيب أو قنوات أخرى يمكن أن تتراكم فيها نترات الأمونيوم.

ويقول الخبراء إن دول الاتحاد الأوروبي تتقي شرور هذه المادة بإجراءات إضافية إلى جانب تلك المتعلقة بالتخزين، حيث تضيف كربونات الكالسيوم إلى نترات الأمونيوم لإنشاء نترات الكالسيوم أمونيوم، للحصول على مركب أكثر أمانًا يقلل احتمالات تحولها إلى قنبلة مدمرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة شددت اللوائح الخاصة بهذه المادة بشكل كبير، وأخضعتها لمعايير مكافحة الإرهاب، بعد هجوم أوكلاهوما سيتي الذي وقع في 19 أبريل 1995، حين فجّر تيموثي ماكفي عبوة وزنها طنين من السماد أمام مبنى أمام مبنى فدرالي اتحادي في مدينة أوكلاهوما، مما أسفر عن مقتل 168 شخصًا.

وبموجب هذه اللوائح، فإن معايير مكافحة الإرهاب في المنشأة الكيميائية تلزم المنشآت، التي تخزن أكثر من 2000 رطل (900 كيلوجرام) من نترات الأمونيوم، للخضوع لعمليات تفتيش دائمة للتأكد من سلامة التخزين، وسلامة التصرف في هذه المادة بأشكال قانونية.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.