المجلس النيابي الجديد يبدأ ولايته غداً ومخاوف من فوضى حال تعثر انتخاب «الرئاسات الثلاث»
تبدأ غدا الاثنين الولاية الرسمية لمجلس النواب اللبناني الجديد، والتوقعات تشير إلى أن سحابة طويلة من الشلل ستخيم على لبنان بفعل المتغيرات التي حملتها الانتخابات على مسرح التمثيل الشعبي، خصوصا لجهة تراجع التمثيل النيابي لحلفاء حزب الله، واستمهال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الآخرين طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح الحزب إلى ما بعد سنتين، وتقديرا إلى ما بعد إنهاء المفاوضات الأميركية ـ الدولية مع إيران حول ملفها النووي، وبالتالي دخول مرحلة السلام في المنطقة.
وكان نصرالله واضحا في خطابه الأخير عندما قال كلاما موجها للقوى السيادية والتغييرية الفائزة بالانتخابات «إما الشراكة والتعاون أو الفراغ والفوضى والفشل».
المصادر المتابعة أبلغت «الأنباء» ان أمام اللبنانيين ثلاثة استحقاقات مترابطة، أولاها انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبه وهيئة مكتبه خلال 15 يوما مقبلة، وثانيها اختيار رئيس للحكومة العتيدة وتشكيل تلك الحكومة، وثالثها انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 أكتوبر، ودون تفعيل مجلس النواب والحكومة لن يكون سهلا انتخاب رئيس للجمهورية، ومع الفراغ الرئاسي المحتمل، يمكن أن تطل الفوضى بمختلف وجوهها المدمرة، ولاحظت المصادر أنه قبل تعليق سعد الحريري نشاطه السياسي، كانت تهمة الداعشية تلصق بالسُنّة، أما الآن فقد تبدلت المعادلة بعد تحول المواجهة إلى ما بين القوات اللبنانية وحزب الله، حيث صارت الداعشية كتهمة لصيقة بالشيعة عبر حزب الله وامتداداته الإقليمية.
أما عن موقف رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الرافض لانتخاب بري، فتقول مصادر لقناة «إم تي في»: إذا كان جعجع لا يريد بري، فإن لا بديل عنه سوى النائب جميل السيد (الذي فرضته دمشق على لائحة ثنائي «أمل» ـ حزب الله في دائرة البقاع الشمالي).
في غضون ذلك، تستمر المساعي من أجل تسوية برلمانية أساسها أن ينتخب نواب التيار الحر الرئيس نبيه بري مقابل انتخاب نواب حركة أمل النائب المنتخب إلياس بوصعب، حليف التيار، نائبا لرئيس المجلس، وبهذا يؤمن بري «الميثاقية» المسيحية، إضافة إلى «الميثاقية» الدرزية التي يوفرها له وليد جنبلاط، في حين يقترع التغييريون والسياديون بورقة بيضاء من باب تسجيل الموقف ضد بري وضد أسلوبه في إدارة أعمال مجلس النواب.
ويقول المرشح الخاسر وئام وهاب متهكما على جبران باسيل «أعطيناه ثلاثة نواب والثنائي الشيعي أعطاه أربعة»، ما يعني أن سبعة نواب من اصل 17 نائبا قد لا يكون قرارهم بيده.
وكان نعمة افرام رئيس كتلة «وطن الإنسان» أعلن أنه لن يسمي بري لرئاسة المجلس النيابي، كما لن يطرح نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية.
ويستقطب افرام النواب المستقلين غير المرتبطين بأحزاب أو كتل كبيرة، مثل نائب طرابلس جميل عبود الذي فاز بمقعده على لائحة «إنقاذ وطن» التي يرأسها اللواء اشرف ريفي!
وهكذا انتهى عهد حكومة «معا للإنقاذ» من دون تحقيق الإنقاذ المطلوب، وباستثناء الانتخابات النيابية، لا إنجازات حقيقية تذكر، فهناك أزمة أدوية للأمراض المستعصية التي حلت مؤقتا في الجلسة الأخيرة الوداعية التي ترأسها الرئيس ميشال عون، واختتمها بتوجيه الشكر لرئيسها والأعضاء طالبا اليهم متابعة تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة.
فهناك أزمة خبز، وانقطاع مزمن وشبه كامل للكهرباء، ومثلها المحروقات التي ولدت ظاهرة الطوابير أمام محطات المحروقات، ومثلها المخابز، إلى حد وصول سعر ربطة الخبز (5 أرغفة) في سوق مدينة النبطية مثلا إلى 35 ألف ليرة بدلا من 10 آلاف.
ويمكن أن يدخل في خانة الإنجاز عودة الحضور الديبلوماسي الخليجي إلى بيروت، وتقلص الأكثرية النيابية، التي مكنت ثلاثي حزب الله ـ حركة امل ـ التيار الحر من التسلط على مقدرات الدولة، ويبقى المعيار الكبير في التعاطي مع معضلة ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي، والذي إن تجنبت حكومة نجيب ميقاتي حسمه، فإن الرئيس عون لم يكتم «أمنيته» بأن يستأنف الوسيط الأميركي اليهودي الأصل آموس هوشكتاين مساعيه، خلال استقباله القائد الجديد للقيادة الأميركية الوسطى الجنرال مايك كورولا بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيّا، حيث أشاد «بالدور الذي يلعبه الجيش الأميركي في مساندة القوى العسكرية اللبنانية، مع تقديره للجهد الذي قام به الوسيط الأميركي هوشكتاين، في موضوع ترسيم الحدود البحرية وتمنياته بأن يستأنف مساعيه».
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.