المصارف نفّذت الإضراب التحذيري وهددت بالمفتوح.. والدولار إلى «الله أعلم»

بابا الڤاتيكان فرنسيس خلال استقباله الرئيس اللبناني ميشال عون في المكتب البابوي (محمود الطويل)

جدد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التزام حكومته بإعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي إلى وضعها الطبيعي، مؤكدا أن الاتصال الذي جرى مع وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر «يصب في هذا الإطار».

وقال ميقاتي في بيان صحافي امس «أجدد التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والتزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية والتزام العمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ متطلباتها بما يضمن السلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان وتحصين وحدته». ولفت إلى سلسلة مناشدات وصلته من مختلف القيادات السياسية والروحية والاقتصادية في هذا الإطار، مشددا على «الالتزام بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية».

وشدد على ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان. كما جدد الالتزام باتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنوعات وخصوصا المخدرات إلى المملكة ودول الخليج بشكل مباشر أو غير مباشر والتشديد على جميع المنافذ.

واكد ميقاتي «التزام لبنان باتفاقية الرياض للتعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية»، مؤكدا أن الحكومة اللبنانية ستعمل على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد تترتب عليها اضرار بأمن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

إلى ذلك التقى رئيس الجمهورية ميشال عون البابا فرنسيس في الفاتيكان، غداة لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشيخ الأزهر الشريف، د.أحمد الطيب، وفي هذه اللقاءات وما سبقها وما لحقها، كانت الأزمة اللبنانية المتفاقمة وحدها محور الأحاديث، فالرئيس عون ذهب إلى الفاتيكان، بعدما أدرك أن بابا الفاتيكان لن يأتي إليه، وقد طمأنه الى مصير المسيحيين في لبنان، فيما البابا مشغول البال على لبنان بكليته.

وأكد البابا فرنسيس خلال استقباله عون امس، ان للبنان مكانة خاصة في صلاته وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، كما أنه لا يغيب عن اهتمامات الكرسي البابوي. وإذ أشار إلى انه مطلع بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، فإنه شدد على ان لبنان، بجميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب ان يتخلى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام. وتعتبر انه من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معا في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة.

من جهته، عرض عون مع البابا فرنسيس الوضع في الشرق الأوسط عموما وأوضاع لبنان خصوصا، وما ساهم في تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها نتيجة الإدارات المالية الخاطئة لعقود، وتداعيات النزوح السوري في الوقت الذي تقوم الدول الغربية بتأمين مساعدات لهم ولا تقدم مثل هذه المساعدات الى اللبنانيين، ما ساهم في تراكم الأعباء على لبنان، إضافة إلى انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وما سببته كافة هذه الأزمات المتلاحقة من تداعيات سلبية. وقال: «لقد شهدنا مؤخرا موجة هجرة كثيفة إلى الخارج، طاولت النخب في البلاد، ما يشكل خطرا على الهوية والتعددية في لبنان ويساهم في إضعاف الوجود المسيحي في الشرق».

وعودا إلى بيروت، فالمصارف في حالة إضراب ليومين، ومحطات توزيع المحروقات بشبه إقفال تام، ومعها الحركة العامة المرتبطة بوجود البنزين والمازوت من مولدات الكهرباء الى السيارات، الى المخابز وصولا الى استجرار المياه. تضاف الى ذلك المواجهة القائمة بين «قضاء العهد» وحاكمية مصرف لبنان المركزي وجمعية المصارف، التي تتجه الى الإضراب المفتوح، والدولار الى «الله أعلم».

الانباء – عمر حبنجر – داود رمال ووكالات

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.