الطيونة: تفاصيل ثلاث ساعات من الحرب – الصدمة!

من المؤكّد أنّ إحياء خطوط التماس والجريمة التي ارتكبت أمس لم تأتِ صدفة. ومن المؤكّد أيضاً أنّ من يقف وراءها، أي من غطّاها سياسياً، لم يكن يريد لها أن تتوسّع أكثر، رغم أنّ مشاهد القنّاصة على أسطح المباني والملثّمين المُعزّزين بالسلاح الفردي كما بقاذفات الـb7 والـRPG لم تستجلب سوى الدماء وذكريات الحرب التي يمكن أن تندلع في أيّة لحظة. وحينها لا ينفع تكرار نغمة التعايش والوحدة الوطنية.

ad
مرعبة كانت صور الأطفال في المدارس المحيطة بموقعة الإشتباك. لعلّها من أكثر المشاهد قساوة وإستفزازاً لمشاعر غالبية اللبنانيين الذين استعادوا بها ومن خلالها لحظاتهم القاسية على مدار 15 عاماً من الحرب، عندما اختبأوا حينذاك تحت المقاعد الدراسية هرباً من صوت المدافع وشرّ الميليشيات وهذيان الكراهية التي عُمّمت على مختلف أرجاء الوطن.
تعتبر مصادر سياسية رفيعة أنّ ما حصل أمس كان مُخطّطاً له بعناية، كأنّ أطراف الإشتباك تفاهموا على توزيع الأدوار:

1- من جهة، كان وجهاً من وجوه إعتراض حزب الله وحركة أمل على عمل المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار. الإحتجاج الذي هدّدوا به كان يُفترض أن يكون أوسع غير أنّ المساعي السياسية التي سبقت موعده أدّت الى تحويله الى وقفة رمزية.

2- من جهة أخرى، كانت المواقف السياسية التي رفضت اعتراض حزب الله وحركة أمل على عمل القاضي بيطار تؤشّر بوضوح الى النية بمواجهته ولو بالقوة، والأبرز فيها كان موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

عند هذا الحدّ، يسهل الإستنتاج. لكن ما الذي حصل على الأرض ومن بدأ بإطلاق النار على الرؤوس، كما أعلن وزير الداخلية بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي؟

ad

في معلومات لـ”ليبانون فايلز” أن خلايا أمنية أعدّت للأحداث التي حصلت، خصوصاً في الطيونة، ويفترض التحقيق أنّ تلك الخلايا خطّطت لها بدقة نظراً الى أنها ظلَّت محصورة في بقعة جغرافية محددة ديموغرافياً وحزبياً، وارتكزت على عناصر مجهّزة ومدربة على نوع من أنواع حرب الشوارع والأزقة، مع إستخدام السلاح الأمضى فيها وهو سلاح القناصين.

وتكشف مصادر معنية أن التحقيق ينطلق من هذه الفرضية، وتعززه معطيات وافرة عن التحضيرات التي سبقت واقعة الطيونة، وهي كناية عن اجتماعات ولقاءات هدفت من جهة الى التحشيد ومن جهة ثانية الى التصدّي لهذا الحشد، من خلال خطة ترهيب تُنفّذ دقائقها عملانياً بسرعة وكفاءة عالية، بحيث تحدث الصدمة اللازمة لتشتيت مفعول التحشيد.
وتكشف المصادر عن دور مركزي قام به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استطاع من خلاله احتواء الأحداث ومنع تمدّدها. وقد كان لافتاً عدم تدخّل حزب الله في مسار الاشتباكات.

الحدث – ميرا جزيني

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.