وصفة روسية منتظرة لحل عقدة الحكومة في لبنان

أثار الإعلان الروسي عن استقبال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري ومن ثم قيادات سياسية أخرى خلال الأيام المقبلة تساؤلات بشأن الوصفة الروسية المنتظرة لإزالة العقبات عن طريق ولادة حكومة جديدة في لبنان.

وأعلنت روسيا أن الحريري سيعقد جلسة مباحثات في موسكو في الخامس عشر من أبريل، وستتناول تلك المحادثات مسائل التعاون الروسي اللبناني في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة والطاقة والثقافة.

ويراهن رئيس الوزراء المكلف على استثمار الدور الروسي في المنطقة والعلاقات المتطورة لموسكو مع مختلف القوى السياسية لكسر الجمود والتعطيل الذي يفرضه حزب الله وحليفه الرئيس ميشال عون في ملف تشكيل الحكومة الجديدة.

ونقلت مصادر مقربة من الحريري أن رئيس الوزراء المكلف سيشرح العراقيل التي تقف حاجزا أمام تشكيل حكومة جديدة.

وأفادت الخارجية الروسية بأنها ستعمل خلال الأيام المقبلة مع ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية في لبنان، بينهم الحريري وشخصيات أخرى، لحثهم على تشكيل حكومة تعكس توازن المصالح لجميع أطياف المجتمع اللبناني.

وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إن بلاده تعتقد أن الأزمة الحالية في لبنان “لا يمكن حلها إلا من قبل أبناء البلد أنفسهم بمشاركة جميع الفئات السياسية والعرقية والطائفية”.

وأكد الوزير الروسي أن الحل داخليا “بدون أي وصفات مفروضة من الخارج، حتى في ظل الوعد بنوع من المساعدة المالية”.

وفشلت محاولات كثيرة في الأشهر الثلاثة الأخيرة لتقريب وجهات النظر بين الحريري والرئيس عون وصهره جبران باسيل اللذين يصرّان على تشكيل حكومة سياسية تتضمن حصة الثلث المعطل، فيما تدعم قوى سياسية أخرى تشكيل حكومة غير حزبية من اختصاصيين.

وقال النائب عن تكتل الجمهورية القوية في البرلمان اللبناني بيار بوعاصي إن “الثلث الذي يتمسك به رئيس التيار الوطني الحر لا يمكن استخدامه إلا في وجه حزب الله والرئيس الحريري”.

وأضاف أن “باسيل لا يجرؤ على استخدام الثلث بوجه الحزب ولا يحتاج إليه بوجه الحريري لأنه يمتلك أكثر من الثلث مع حلفائه (…) باسيل يتمسك به لأنه يصوب على الانتخابات النيابية المقبلة والانتخابات الرئاسية”.

وجاء الإعلان الروسي عن لقاءات لبنانية في موسكو في وقت تستعد فيه الخارجية الفرنسية لفرض عقوبات على شخصيات وجهات لبنانية تعمل على تعطيل الوصول إلى حلول لإنهاء الأزمات المختلفة في لبنان.

وتسعى موسكو إلى استباق تلك العقوبات الفرنسية، إضافة إلى إعادة تفعيل الضغوط الأميركية لإطلاق حوار متكامل بين الفرقاء قد يصل إلى ولادة حكومة جديدة.

ويتساءل مراقبون عن القدرة الروسية على التأثير على ملف بحجم تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وماهية الورقة التي ستلعب عليها موسكو للضغط على الفرقاء السياسيين لتحريك الملف المتعثر.

وعملت روسيا منذ أشهر على عقد لقاءات مع الحريري وقيادات من حزب الله، الحليف الأبرز للتيار الوطني الحر في معركته مع رئيس الوزراء المكلف.

وكان حزب الله وحركة أمل أعلنا في نهاية اجتماع تنسيقي بينهما يوم الاثنين على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية جديدة بأسرع وقت ممكن. وكانت مصادر قد أشارت إلى أن موسكو التي استضافت في منتصف مارس الماضي وفدا من حزب الله تضغط في اتجاه التسريع في تشكيل الحكومة.

وتستغل موسكو علاقاتها القوية مع بعض القوى الرئيسية في لبنان لدعم وساطتها في ملف تشكيل الحكومة. ويراوح ملف الحكومة مكانه منذ تكليف الحريري في أكتوبر في أعقاب استقالة رئيس الوزراء حسان دياب على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي.

وأرسلت الولايات المتحدة الثلاثاء وكيل وزارة خارجيتها للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت للتعبير عن قلق الإدارة الأميركية من تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية في لبنان.

وسيضغط المسؤول الأميركي على زعماء الأحزاب للتعاون وتشكيل حكومة قادرة وملتزمة بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن هيل “سيشدد على مخاوف الولايات المتحدة مع تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء البلاد، والمأزق السياسي الذي يساهم في هذا الوضع المتدهور”.

وتوقعت مصادر في بيروت أن هيل الذي سيغادر منصبه في زيارة وداعية للبنان سيحمل رسائل حازمة بعد التوقيع على المرسوم الخاص بتوسيع نطاق الحدود الاقتصادية البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل، إضافة إلى بحث الجمود الحاصل في ملف الحكومة.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إن “التحديات كبيرة في لبنان، طالما لم نحل نحن كلبنانيين مشاكلنا، ولو نبدأ بالعمل جميعا من دون استثناء ونشكل حكومة لن يحل أي طرف خارجي مشاكلنا”.

وأكد جنبلاط على هامش ندوة سياسية أن “الحل يجب أن يكون داخليا من دون استثناء أي طرف من التسوية ومن بين من أقصد عدم استثنائهم حزب الله، ولا يتوقع أحد أن يساعدنا أي طرف خارجي قبل أن نساعد أنفسنا”.

ولا يزال لبنان يعيش على وقع أزمة سياسية واقتصادية عميقة أثرت على شتى مناحي الحياة في البلاد. ويبحث الفاعلون السياسيون عن توافقات شبه غائبة بين القوى والأحزاب السياسية. وتتركز أزمة تشكيل الحكومة حول الخلافات على الأسماء والمناصب مع الرئيس عون.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.