سلمان رشدي يتحدث لأول مرة بعد نجاته من الموت

سلمان رشدي

Getty Images
أُجبر سلمان رشدي على الاختباء لما يقرب من 10 سنوات بعد نشر “آيات شيطانية” في عام 1988

تحدث الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، للمرة الأولى عن تعرضه للطعن العام الماضي خلال فعالية أدبية في نيويورك.

وفي مقابلة مع مجلة “نيويوركر” الأمريكية، قال سلمان إنه “محظوظ… شعوري الرئيسي هو الامتنان”.

وتعرض الروائي للإعتداء على خشبة المسرح قبل إلقائه لخطاب في أغسطس/آب الماضي، وقضى ستة أسابيع في المستشفى.

وفقد رشدي بعد ذلك البصر في إحدى عينيه. ويواجه الكاتب منذ فترة طويلة تهديدات بالقتل بسبب روايته “آيات شيطانية” الصادرة في العام 1988.

وفي مقابلة متعددة المحاور مع ديفيد ريمنيك، قال الروائي: “لقد كنت أفضل (قبل الهجوم). لكن بالنظر إلى ما حدث، فأنا لست سيئاً للغاية”.

سلمان رشدي: ماذا نعرف عن هادي مطر الذي حاول قتل الكاتب البريطاني؟

سلمان رشدي: هل حرَّض مسلم بريطاني الخميني على إصدار الفتوى الشهيرة؟

“الكاتب سلمان رشدي هو الذي دفع الجيل الذي أنتمي إليه للتطرف”

وأضاف: “لقد التأمت الإصابات الكبيرة، مبدئياً. أشعر بإصبع الإبهام والسبابة وفي النصف السفلي من راحة اليد. أقوم بالكثير من العلاج الفيزيائي ليدي، وقد قيل لي إنني أبلي بلاءً حسناً”.

لكنه قال إنه كان من الصعب عليه الكتابة بقلم أو الطباعة على الحاسوب بسبب قلة الإحساس في بعض أطراف أصابعه.

سلمان رشدي

BBC
تدور أحداث “مدينة النصر” حول فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات لديها لقاء إلهي من شأنه أن يغير مجرى التاريخ

وقال رشدي: “أنا قادر على النهوض والتجول. عندما أقول إنني بخير، أعني، لا يزال هناك أجزاء من جسدي تحتاج إلى فحوصات مستمرة. لقد كان هجوماً هائلاً”.

وأشار الى أنه يعاني أيضاً من ندوب عقلية جراء الهجوم وأنه يتعين عليه إعادة التفكير في مقاربته لأمنه الشخصي، بعد أن عاش بدون أي إجراءات تتعلق بذلك لأكثر من عقدين.

وأضاف: “هناك شيء يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، كما تعلمون. لقد وجدت أنه من الصعب جداً الكتابة. أجلس لأكتب، ولا يحدث شيء. أنا أكتب، لكنه مزيج من الفراغ والخردة، الأشياء التي أكتبها والتي أحذفها في اليوم التالي. أنا لم أخرج من تلك الغابة بعد، حقاً”.

ووجهت للمشتبه به في طعن سلمان رشدي، ويدعى هادي مطر، تهمة الشروع في القتل.

وكان رشدي قد أُجبر على الاختباء لما يقرب من 10 سنوات بعد نشر روايته “آيات شيطانية” في العام 1988 فقد كان رد الفعل عنيفا وغاضبا لدى شعوب الدول الإسلامية التي تعتبر أن تصوير النبي محمد يهين عقيدتهم.

وواجه رشدي تهديدات بالقتل وأصدر الزعيم الإيراني آنذاك، آية الله روح الله الخميني، فتوى يدعو فيها إلى اغتيال الكاتب، ووضع مكافأة قدرها 3 ملايين دولار مقابل رأس الروائي.

ولا تزال الفتوى سارية، وعلى الرغم من أن الحكومة الإيرانية نأت بنفسها عن مرسوم الخميني، أضافت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية، مبلغاً إضافياً قدره 500 ألف دولار إلى المكافأة في العام 2012.

ناريندرا مودي

Reuters
لا تزال إيديولوجية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن القومية الهندوسية الشديدة، إلى جانب وعود التنمية الاقتصادية، عامل جذب كبير للناخبين

وسأل ريمنيك، الكاتب عما إذا كان يعتقد أنه كان يجب أن يكون أكثر حذراً بعد انتقاله إلى نيويورك في عام 2000، بعد أن عاش سابقاً في مخابئ لعدة سنوات.

وأجاب: “حسناً، أنا أطرح هذا السؤال على نفسي، ولا أعرف الإجابة عليه. لقد عشت أكثر من 20 عاماً (بهذا الأسلوب). هل كان ذلك خطأ؟ كما أنني كتبت الكثير من الكتب”.

وأنهى رشدي أحدث رواياته، “مدينة النصر”، قبل الهجوم مباشرة وسيتم نشرها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وقال: “لطالما حاولت جاهداً عدم تبني دور الضحية”.

لكنه أضاف: “ثم أجلس وأقول: شخص ما أدخل سكيناً داخلي! كم أنا مسكين… وهو ما أفكر فيه أحياناً!”.

لكنه يدرك أن أحدث أعماله، “مدينة النصر”، سيتعين عليها التنافس مع دراما الواقعية الأخيرة في حياته.

وقال “آمل أن تغير الرواية الموضوع إلى حد ما. لطالما اعتقدت أن كتبي أكثر إثارة من حياتي. لسوء الحظ، يبدو أن العالم يختلف”.

ويتحدث رشدي عن كيف يمكن قراءة الكتاب، الذي تدور أحداثه في جنوب الهند في القرن الرابع عشر، على أنه قصة رمزية حول إساءة استخدام السلطة ولعنة الطائفية.

وينتقد الروائي رئيس الوزراء الحالي للبلاد، ناريندرا مودي.

ويقول: “حكومة مودي تحظى بشعبية كبيرة. لديها دعم كبير. وهذا يجعلهم يفلتوا من أي شيء… لإنشاء هذه الدولة الاستبدادية للغاية، والتي لا تعامل الأقليات بشكل جيد. وتقمع الصحفيين بشكل كبير. حيث يكون الناس خائفين”.

وأضاف: “أصبح من الصعب تسميتها ديمقراطية”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.