تحذير من تأخير إقرار الترسيم إلى ما بعد مغادرة عون وغياب من يوقع.. الملف الرئاسي يفاقم الخطاب السياسي

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مترئسا اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على المرافق العامة (محمود الطويل)

مع الدخول في اليوم السادس من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، يتجه الخطاب السياسي نحو المزيد من التفاقم. فبعد كلمة رئيس القوات اللبنانية د. سمير جعجع في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب، تحت عنوان «العهد لكم»، يطل رئيس التيار الحر جبران باسيل عصر اليوم الثلاثاء، ليرد على جعجع وسواه ممن يصفون رئاسة ميشال عون، «بالأشد مرارة على لبنان في تاريخه الطويل…».

وكان جعجع اتهم الرئاسة العونية بتعطيل تشكيل الحكومة، والتحضير لتعطيل الانتخابات الرئاسية، ضمن اطار السعي للإتيان بجبران باسيل، أو من يلوذ به الى رئاسة الجمهورية، بذريعة حقوق المسيحيين.

واستبق إعلام التيار خطاب باسيل، بحملة هجائية ضد رئيس القوات اللبنانية، عبر قناة «أو تي في» ودون ان تسميه، واصفة خطابه «بكلمات الحقد المعتادة وعبارات التحريض المقيتة.

وإنشائيات السخافة السياسية المستدامة، والتي طيرت عام 1989-1990 صلاحيات الرئيس المسيحي الوحيد، بين ساحل المحيطين الأطلسي والهادي، مرورا بالشرقين الأدنى والأقصى».

وذكرت «القناة البرتقالية» بالموعد مع كلمة «رئيس الكتلة النيابية الأكبر» عصر اليوم الثلاثاء، مقدمة باسيل ودون ان تسميه، «كرئيس للتيار الأشمل تمثيلا للمكونات، والشخصية السياسية التي ينتظر الجميع كلمتها في كل مجال، بدءا من الانتخابات الرئاسية..»

الجبهة الرئاسية المفتوحة يلفها الضباب الناجم عن كثرة المرشحين، وقلة الجديين منهم، او اصحاب الحظوظ، بانتظار الوحي الخارجي على أعضاء مجلس النواب، ليتحول المرشح المدعوم الى نجم ساطع، بين ليلة وضحاها.

رئيس مجلس النواب نبيه بري يأمل بتوافق يؤدي الى انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ولا يقسم او يفرق، كما نقلت عنه صحيفة «الشرق الأوسط»، مبديا ارتياحه لمواقف «قوى التغيير» في مجلس النواب.

وهو كان عقد العزم على عدم التدخل بشأن تشكيل الحكومة، ويحتفظ لنفسه بحق تحديد موعد جلسة انتخاب الرئيس، على أن تسبقها جلسة نيابية لإقرار الموازنة ورزمة المشاريع الاصلاحية المطلوبة، من صندوق النقد الدولي.

وتطرق بري الى قرب عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، آملا الوصول الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وتاليا السياسية في البلد، بما يؤشر على قرب الخروج من أزماتنا.

وكان اعلان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، عن قرب عودة الوسيط الأميركي هذا الأسبوع، قد حرك الركود السياسي على الساحة الداخلية، فهذه العودة يفترض أن تكون مقرونة بالرد الاسرائيلي على المطالب اللبنانية، وسعيا جديدا لإرجاء توقيع الاتفاق الى ما بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية مطلع نوفمبر المقبل، مع صيغة تفاهم تحول دون المواجهة مع حزب الله خلال الفترة الفاصلة.

بو صعب المكلف بالتواصل مع هوكشتاين، أبلغ الرئيس عون بنية الاخير زيارة لبنان أواخر هذا الأسبوع، وانه سمع من الجانب الأميركي ان الجهود المبذولة حاليا للتوصل الى اتفاق عادل اولوية قصوى لديهم.

هوكشتاين سيتوقف في باريس للقاء مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الأمن القومي، وربما يلتقي مسؤولين في شركة توتال النفطية، للبحث في دور فرنسا وتوتال في تذليل العقبات امام اتفاق سريع.

ومن باريس ينتقل هوكشتاين الى موطنه الأصلي اسرائيل ليناقش الحل مع رئيس الوزراء يائير لابيد وفريق عمله، ليعود منها الى بيروت بالرد الاسرائيلي على المطالب اللبنانية.

قناة العربية – الحدث، قالت ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بات شبه منجز، حيث سيكون حقل كاريش النفطي مع اسرائيل، في حين يكون حقل قانا، كاملا من حصة لبنان.

وان شركة «انيرجين» اليونانية – الفرنسية، التي تتولى التنقيب في كاريش، هي نفسها ستتولى استخراج الغاز من حقل قانا، وستدفع تعويضا ماليا لاسرائيل من ارباحها، لجهة ادعاء الأخيرة بملكية جزء من حقل قانا.

حزب الله ابلغ الوسطاء بأنه غير معني بمنح ضمانات لأي جهة داخلية وخارجية، في حال واصل العدو الاعتداء على حقوق لبنان.. وان محاولة اسرائيل تأجيل الاتفاق الى ما بعد انتخاباتها الداخلية ستقود الى مشكلة أكبر، في حال انتهت ولاية الرئيس ميشال عون دون انتخاب خليفته، في ظل تعقيدات الوضع الداخلي في لبنان، حيث سيكون متعذرا على الفرقاء الدوليين ايجاد الجهة اللبنانية المالكة لصلاحية توقيع اتفاق حول الحدود البحرية مع اسرائيل، كما ان لبنان غير معني بفكرة التعويض المالي عما تعتبره اسرائيل حصتها من حقل قانا، وان الاتفاق الموقع بين لبنان وتوتال الفرنسية لن يعدل تحت أي ظرف.

وكانت توجهت يوم أمس الأول مسيرة مراكب بحرية من مرفأ طرابلس الى بلدة الناقورة الحدودية مع اسرائيل في تظاهرة تأييد لحقوق لبنان بثرواته الطبيعية.

وقد سجلت محاولة ثلاث مراكب عسكرية اسرائيلية من الاقتراب من المسيرة، في حين أجرى الجيش الاسرائيلي مناورة عسكرية بالقرب من حدود لبنان تستمر حتى اليوم الثلاثاء.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.