مؤتمر المناخ 2022: ما هو الأثر المناخي للطائرات الخاصة التي سافرت إلى شرم الشيخ؟

متظاهرون على دراجات أمام طائرة خاصة في مطار سخيبول في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني

Reuters

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات طالت مبعوثي الدول الذين وصلوا إلى قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27″، المنعقدة في شرم الشيخ في مصر.

وفي اليوم السابق لبدء المؤتمر، أوقف مئات الناشطين البيئيين الطائرات الخاصة التي تغادر مطار سخيبول في أمستردام، من خلال الجلوس أمام عجلاتها والتجول في المدرج على الدراجات.

ما هو عدد الطائرات الخاصة التي ذهبت إلى شرم الشيخ؟

تظهر بيانات من موقع “فلايت رادار 24” أن 36 طائرة خاصة هبطت في شرم الشيخ بين 4 و6 نوفمبر/ تشرين الثاني، تاريخ بداية القمة.

وطارت 64 طائرة أخرى إلى القاهرة، 24 منها جاءت من شرم الشيخ.

ويقول الموقع الالكتروني الخاص بقمة المناخ، إنه يجب على المبعوثين استخدام أحد المطارين.

وجاءت تسع من الرحلات الجوية من المملكة المتحدة، وأخرى من دول أوروبية بما في ذلك إيطاليا وفرنسا وهولندا.

وكانت هناك رحلتان من الولايات المتحدة إلى القاهرة، إحداهما من أتلانتا والأخرى من واشنطن العاصمة.

ويقول “فلايت رادار 24” إنه ربما كان هناك المزيد من الرحلات الخاصة المجدولة التي لم يتمكن من تتبعها بسبب التغطية المحدودة في المنطقة.

لكن يبدو أن عدداً أقل من الطائرات الخاصة يطير إلى هذه الدورة من القمة مقارنةً بقمة غلاسكو عام 2021، وقد حقق فريق تدقيق الحقائق في بي بي سي باستخدامها في ذلك الوقت.

وقد يكون أحد أسباب ذلك هو أن عدداً أقل من قادة العالم قد حضر، حتى الآن، قمة شرم الشيخ.

العالم في مواجهة “الفوضى المناخية” في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ

ما هي البصمة الكربونية للسفر بالطائرات الخاصة؟

تنتج الرحلات الجوية غازات الدفيئة – بخاصة ثاني أوكسيد الكربون – من حرق الوقود. هذه الغازات تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتعد الانبعاثات لكلّ كيلومتر تجتازه الطائرة أسوأ بكثير من أي شكل آخر من أشكال النقل.

وقد يختلف ذلك اختلافاً كبيراً اعتماداً على:

  • حجم الطائرة
  • مدى كفاءة محركاتها
  • عدد الركاب على متنها

لكن الطائرات الخاصة تنتج عموماً انبعاثات أكثر بكثير لكلّ راكب من الرحلات الجوية التجارية.

هناك العديد من النماذج المختلفة للطائرات الخاصة، لكن الطائرات التي كانت تتجه في أغلب الأحيان إلى مصر قبل قمة المناخ، هي غولفستريم جي 650 والتي تستخدم حوالي 500 غالون (1،893 لتر) من الوقود في الساعة.

وفي حال تمكنت طائرة خاصة من الإقلاع من أمستردام – على الرغم من المظاهرات – ينبغي أن تستغرق الرحلة نحو خمس ساعات للوصول إلى شرم الشيخ، باستخدام نحو 9،465 لتراً من وقود الطائرات.

متظاهرون يجلسون تحت طائرة خاصة في مطار سخيبول في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني

EPA

وتقول وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية إن 2.5 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون ينبعث مقابل كل لتر من الوقود المحترق في توربينات الطيران. لذا فإن هذه الرحلة قد تنتج 23.9 طناً.

ولكن من أجل “التقاط أقصى تأثير مناخي” للرحلات الجوية، توصي وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، بوجوب مضاعفة أرقام انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون بقدر 1.9 – لتعكس الانبعاثات الأخرى (غير ثاني أوكسيد الكربون) التي تطلقها الطائرات على ارتفاعات عالية، والتي، كما يقول العلماء، تزيد من تأثير الإحترار.

لذلك، سيكون إجمالي الانبعاثات لهذه الرحلة 45.3 طناً من المعادل لثاني أوكسيد الكربون – وإذا تم ملء السعة القصوى البالغة 15، فسيكون كل راكب مسؤولاً عن حوالي ثلاثة أطنان في رحلته.

وتعد أرقام الانبعاثات هذه تقديرات للرحلات الفعلية. لكنها لا تشمل الانبعاثات المرتبطة بصنع الطائرات الخاصة في المقام الأول.

ولو كان مبعوثونا إلى قمة المناخ قد اختاروا رحلة تجارية من أمستردام إلى مصر، وعلى افتراض أنهم سافروا في درجة ممتازة، لكانت انبعاثاتهم حوالي نصف طن لكل منهم، وفقاً لحاسبة منظمة الطيران المدني الدولي.

وعلى الرغم من أن الرحلة التجارية تستخدم المزيد من الوقود في الساعة، إلا أنها يمكن أن تنقل عدداً أكبر بكثير من الركاب مقارنة بطائرة خاصة، وبالتالي تنتج انبعاثات أقل للشخص الواحد.

وقد وصل رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية على متن طائرة إيرباص A321-253NX مستأجرة من الحكومة.

وتستخدم هذه الطائرة حوالي 2.6 طن من الوقود في الساعة، اعتماداً على عوامل مثل كمية البضائع والارتفاع.

وباستخدام عوامل التحويل الحكومية، وهذا يعني أن الرحلة إلى شرم الشيخ سيكون قد انبعث منها حوالي 41 طناً من ثاني أوكسيد الكربون. وباستخدام رقم المضاعفة الذي توصي به وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، يرتفع ذلك إلى 78 طناً من معادل ثاني أوكسيد الكربون.

وسألت بي بي سي نيوز رئاسة الوزراء البريطانية عن عدد الركاب الآخرين الذين كانوا على متن الرحلة المتجهة إلى شرم الشيخ، لكنها لم تحصل على إجابة.

وقال متحدث باسم الحكومة: “سافر هذا الوفد على متن واحدة من أكثر الطائرات من حجمها في العالم كفاءةً في استخدام الكربون، كما يتم أيضاً تعويض انبعاثات الكربون من هذه الرحلات”.

وقال القائد الدولي لوحدة استخبارات الطاقة والمناخ لبي بي سي نيوز إن التركيز على قادة العالم الذين يستقلون طائرات خاصة إلى قمة المناخ الحالية “يفوّت مغزى الأمر”.

وقال: “الانبعاثات لا تذكر مقارنة بتأثير القرارات والالتزامات التي جرى التعهد بها في هذه القمم”.

وأضاف: “إذا كنت تريد خفض الانبعاثات، عليك أن تجمع القادة في مكان، حيث بإمكان الإعلام والعلماء وأصحاب المصلحة أن يطرحوا عليهم الأسئلة المهمة”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.