صورة دبلوماسي عراقي بالأمم المتحدة تشعل مواقع التواصل ومحلل سياسي يقول “سبب الأخطاء ضعف الكفاءات”

دبلوماسي عراقي يشاهد مباراة كرة قدم أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

Newshub.

لا يزال الجدل مستمرا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق حول اللقطة المسربة لدبلوماسي عراقي “شاهد مباراة كرة القدم” أثناء كلمة رئيسة وزراء نيوزيلاندا جاسيندا أرديرن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ردود الفعل حول الدبلوماسي العراقي، الذي لم يعرف اسمه أو وظيفته حتى الآن، لم تقف عند البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية العراقية، بل اتسعت لتشمل تساؤلات حول أسباب أخطاء بعض الدبلوماسيين، ومدى جدوى اجتماعات الأمم المتحدة في حل قضايا العراق والعالم.

خبير عراقي: ضعف الكفاءات هو السبب ويجب دعم الأمم المتحدة

وقد تحدثت مدونة “بي بي سي ترند” مع المحلل السياسي العراقي د. فارس خطاب، وسألته أولاً عن دلالات هذا المشهد، في ظل حالة الجدل بين النشطاء عراقيين، واتهام بعضهم للخارجية العراقية من جهة وللدبلوماسية العالمية من جهة أخرى بفشلهما في مساعدة العراق في الخروج من أزماته المتتالية.

“المشهد يسبب مزيدا من الإحباط للعراقيين، بسبب جملة من الانتهاكات للعمل المنظم للوزارات العراقية، وخاصة وزارة الخارجية العراقية، وبعد تكرر الأخطاء التي يرتكبها الدبلوماسيون سواء في دول عربية أو دول أجنبية”.

“الموضوع أيضا له أهمية كبرى، لأن هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة وجها لوجه منذ انتهاء وباء كورونا، وهناك عدد كبير من الرؤساء وهناك حوارات ثنائية وجماعية”.

“وهذه الدورة لها أهميتها الخاصة لأنها الأولى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وبدء تكوين تحالفات جديدة”.

“عندما يغيب العراق عن هذه المنظومة العالمية، وينشغل بمباراة كرة قدم، هو دليل على عدم أهلية القائمين على هذا العمل، والافتقار إلى الحرفية والمهارة اللازمتين، خاصة في وزارة الخارجية المسؤولة عن إيصال صوت العراقيين إلى العالم”.

“وهذا المندوب مسؤول عن كتابة تقارير دقيقة عن كل ما جاء في هذه الاجتماعات وإطلاع رئاسة الوزراء، ولكن يبدو أن الدبلوماسي العراقي نقل نتيجة المباراة التي يشاهدها بدلا من الانتباه لكلمات زعماء العالم أثناء الجلسة”.

“العالم في مفترق طرق”

بعض النشطاء تساءلوا عن جدوى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة طوال أعوام في حل مشاكل العراق، فما رأيك؟

“اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هي محفل عالمي هام، فنحن نتذكر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عندما أحضر معه غصن زيتون حقيقيا وهو يعرض السلام على إسرائيل لحل القضية الفلسطينية”.

“وهناك العديد من القادة الذين يبادرون بمقترحات مهمة ويضعون استراتيجيات جديدة للقضايا العالمية في هذه الاجتماعات، فلا يجب أن نهون من هذا الأمر خاصة في هذا التوقيت”.

“فالعالم في مفترق طرق الآن وصراع بين قوى عظمى، وهو وضع خطير جدا، فهو صراع دولي يتجدد كل يوم وتزيد خطورته”.

“الأزمة في العراق مفتعلة”

ما دور الجمعية العامة في الصراعات الدائرة حول العالم الآن؟

“التوافق الدولي. فهي تسعى للتنسيق بين قادة الدول وإيجاد أرض مشتركة للحفاظ على السلم والأمن العالميين، وهذه هي رسالة الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تأسيسها، حتى تحقن الدماء وتمنع الحروب بين دول العالم وتحل الأزمات السياسية والاقتصادية”.

يتساءل نشطاء عن دور الأمم المتحدة في حل الأزمات العراقية تحديدا؟

“أرى أن الأزمة في العراق مفتعلة بفعل القوى العظمى التي احتلت العراق”.

“وما يحدث الآن من أحد الموظفين، بمشاهدة مباراة أثناء الاجتماعات أو السفير العراقي الذي أحيا حفلا كبيرا بزوجته، إفراز هذا النظام الحاكم للعراق، الذى أتى بأشباه سياسيين في مواقع قيادية”.

“لا يعقل أن بلدا كالعراق لا يستطيع أن ينتج سياسيين متوازنين وأكثر قدرة على إدارة الملفات الهامة، والسبب في وجود هؤلاء الضعفاء أنهم إذا عينوا كفاءات سيحلون الأزمات الحالية، وهذا ما لا تريده القوى العالمية”.

“الانشغال عن اجتماعات الأمم المتحدة لا يقتصر على العراق”

كيف يمكن تفعيل دور الأمم المتحدة لتكون فاعلة في حل الأزمات العربية والعالمية؟

“يجب دعم الأمم المتحدة من كل دول العالم، فالعالم ليس فقط الولايات المتحدة وروسيا، هناك الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والمنظومة العربية ومنظومة أمريكا اللاتينية”.

“وتجب المشاركة الفعلية في وضع النقاط على الحروف في القضايا المصيرية التي تهم العالم بأجمعه ولها تأثير كبير على القضايا العربية”.

“هناك ورقة توت واحدة تغطي عورة العالم اسمها الأمم المتحدة، ولذا إذا أردنا تجاوز الأخطار ودعم الشرعية الدولية علينا مساندتها بالمواقف والأفكار والمقترحات والدعم المالي، وليس بمشاهدة مباراة لكرة القدم”.

“وبالمناسبة، الانشغال عن اجتماعات الأمم المتحدة لا يقتصر على العراق وحده، فهناك منشغلون بهواتفهم المحمولة وهناك نائمون وهناك غير المنتبهون لإيصال مشاكل بلدهم وكيفية حل هذه المشاكل أثناء الاجتماعات”.

بداية الأزمة

في بداية الأمر، لم تظهر اللقطة التي أثارت الجدل في أي من تسجيلات الفيديو الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة لتلك الجلسة.

https://www.youtube.com/watch?v=q_4Cjki3SOM

لكن مواقع إخبارية نيوزيلاندية نقلت المشهد الذي سجله موقع Newshub. الإخباري في نيوزيلاندا.

https://twitter.com/Kermys_Returned/status/1573561945612918784

وما أن بلغ الخبر مستخدمي مواقع التواصل في العراق حتى انتشرت الصورة والمقطع بشكل كبير، وتعرف العراقيون على اسم بلدهم أمام الدبلوماسي، الذي كان يتابع مباراة كرة قدم بين منتخبي العراق وعمان.

https://twitter.com/alsharqiyatv/status/1573725866558906375

https://twitter.com/tadriuknow2/status/1574017942207008772?s=20&t=kRPd6KBGjdV2n0Udy3Av-Q

رد الخارجية العراقية

ومن جهتها، أصدرت الخارجية العراقية بيانا للرد على الصورة المتداولة.

وقالت الوزارة فيه إنها “تتابع موضوع الصورة التي تمّ تداولها لموظف دبلوماسي شُغِل عن متابعة واجباته أثناء اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتحدة بدورتها الحالية”.

كما تعهدت بأنها “ستتخذ الإجراءات المناسبة وبما يكفل للدبلوماسيَّةِ العراقيّةِ حضورها”.

https://twitter.com/Iraqimofa/status/1573767375488425986

مدونون: الدبلوماسية العراقية في مهب الريح

بعد انتشار صورة الدبلوماسي العراقي، وبعدها بيان الخارجية العراقية، تدفقت تغريدات النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض.

فسخر بعضهم من المشهد لافتاً أن المباراة أهم من جلسة الجمعية العامة، فيما غضب آخرون متهمين النظام السياسي العراقي برمته “بالتقصير في اختيار المسؤولين المناسبين في إطار المحسوبيات والابتعاد عن اختيار الكفاءات المناسبة لكل وظيفة”.

https://twitter.com/shahokurdy/status/1573773248181030921?s=20&t=NWJZLyoxgB9CcnOeKJc3uw

ففي الوقت الذي انتقد فيه مغردون الخارجية العراقية، وأشاروا إلى “عدم معرفتهم بقواعد المهنة”، تهكم مغردون على المشهد برمته، وتساءلوا عن أهمية اجتماعات الجمعية العمومية، وأنها “لم تفعل شيئاً لحل أزمات العراق المتلاحقة”.

https://twitter.com/p2VqifHmWsMWmWS/status/1573983460628353024?s=20&t=QcvbS1YVfwtFPaYq9lSxzQ

كما تساءل مغرد عن “كيفية تعلم هذا الدبلوماسي لقواعد السياسة والدبلوماسية”.

https://twitter.com/AbdulnaserAbd15/status/1574146008300371970?s=20&t=QcvbS1YVfwtFPaYq9lSxzQ

مدافعون: ما فائدة الاجتماعات؟

من جهة أخرى، دافع مغردون عن المسؤول وأكدوا أن “اجتماعات الأمم المتحدة لم ينتج عنها أية نتائج ملحوظة طوال الأعوام الماضية”.

https://twitter.com/zarkoon777/status/1574086529114578945?s=20&t=QcvbS1YVfwtFPaYq9lSxzQ

فيما أشار آخر ساخراً إلى أن “متابعة مباراة كرة القدم أولى من متابعة الاجتماعات”.

https://twitter.com/Ozil098/status/1574149093538074626?s=20&t=QcvbS1YVfwtFPaYq9lSxzQ

وقالت مغردة إن “العراق يعاني ولم تقدم له الأمم المتحدة أي حل لمشاكله”.

https://twitter.com/AlfarajAmnah/status/1574126670608572418?s=20&t=QcvbS1YVfwtFPaYq9lSxzQ

الأمم المتحدة وكرة القدم

حادثة الدبلوماسي العراقي ليست الأولى في تاريخ الأمم المتحدة.

ففي 14 من سبتمبر أيلول عام 2021، وقعت فانيسا فرايزر، مندوبة مالطا الدائمة في الأمم المتحدة في خطأ مماثل، عندما نشرت صورة لها وهي تتابع مباراة كرة قدم على هاتفها المحمول أثناء حضورها اجتماعا للأمم المتحدة.

وأشارت فانيسا، التي نشرت الصورة على إنستغرام، إلى أنها كانت تشاهد مباراة دوري أبطال أوروبا بين فريقها المفضل يوفنتوس والجانب السويدي مالمو أثناء أدائها لمهامها في تمثيل مالطا.

وتُظهر الصورة هاتفها المحمول وهو يعرض المباراة أثناء اجتماع في القاعة الرئيسية بمبنى الأمم المتحدة في نيويورك وهي تجلس خلف لوحة “مالطا”.

وكانت الصورة مصحوبة بملاحظة تقول إنها “قادرة على القيام بمهام متعددة” وهاشتاغ يظهر دعمها ليوفنتوس وإنها “لن تفوت أية مباراة”.

وعندما سئلت وزارة خارجية مالطا عما إذا كان قد صدر أمر بإزالة هذا المنشور أجابت: “السيدة فرايزر، السفيرة التي تعمل بجد، أدركت أن هذا خطأ من جانبها وحذفت المنشور، بينما اعتذرت عن هذا الحادث”.

فانيسا فرايزر مندوبة مالطا الدائمة في الأمم المتحدة

https://www.instagram.com/_vanessafrazier/

كما سبق أن تحدث دبلوماسيون في الأمم المتحدة عن تجاربهم في متابعة كأس العالم.

https://www.youtube.com/watch?v=c9fBLqVDCCU

الجمعية العامة للأمم المتحدة

  • تحتل الجمعية العامة، التي أنشئت في عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، موقعا مركزيا بوصفها الهيئة الرئيسية للتداول ورسم السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة.
  • وهي تضم جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193عضوا.
  • وتتيح منتدى فريدا لإجراء المناقشات المتعددة الأطراف بشأن كامل نطاق المسائل الدولية المشمولة بالميثاق.
  • ولكل دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة صوت واحد.
  • ويتطلب التصويت، الذي يجرى على مسائل هامة محددة، أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، ولكن المسائل الأخرى يُبت فيها بأغلبية بسيطة.
  • وتجتمع الجمعية من أيلول سبتمبر إلى كانون الأول ديسمبر من كل عام (الجزء الرئيسي)، وبعد ذلك، من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر (الجزء المستأنف)، حسب الاقتضاء، بما في ذلك إجراء مشاورات غير رسمية بشأن طائفة واسعة من المواضيع الفنية على النحو الذي يصدر به تكليف بقراراتها.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.