محمد رمضان وحفل الإسكندرية.. من يحدد الذوق العام؟

كثيرا ما رافق الجدل الحفلات والومضات الإعلانية التي يقدمها الفنان المصري محمد رمضان. فرغم الشعبية التي يحظى بها رمضان في صفوف الشباب الذي يحرص على متابعة أعماله، فإن الممثل المصري تعرض في الأونة الأخيرة لحملات عديدة تطالب بمقاطعة أعماله لأسباب مختلفة.

ومن يطالع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المصرية خلال الأيام القليلة الماضية سيجد نفسه أمام حملتين الأولى تتحدث عن ترحيب أهالي الإسكندرية برمضان، وأخرى تنتقده وتتحدث عن “طرده من أحد مقاهي المدينة” وهو ما نفاه الفنان لاحقا.

ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي كشف فيه رئيس لجنة العمل بنقابة المهن الموسيقية بأن رمضان لم يحصل على تصريح رسمي لإحياء حفل في محافظة الإسكندرية، بحسب ما نقلته بعض المواقع المصرية.

كيف انطلقت الحملة؟

وهذه المرة، انطلقت الحملة من مدينة الإسكندرية، تدعو أبناء المدينة إلي عدم حضور حفل رمضان المزمع إقامته في 7 أكتوبر/ تشرين الأول بمنطقة سيدي جابر.

وبمجرد الإعلان عن تفاصيل الحفل وأسعار التذاكر، دشن البعض على الفور حملات لمواجهة ما وصفه بـ “الفن الهابط والأنا المتضخمة المتجسدة في أعمال محمد رمضان”

واتخذت تلك الحملات من وسم “إسكندرية لا ترحب برمضان” عنوانا لها. وتداول المتفاعلون مع الوسم صورا للافتات والملصقات الدعائية الخاصة بالحفل مرفقة بعلامة (x) حمراء.

https://twitter.com/Sal44288622Wael/status/1570804191127547906?s=20&t=l0sZGbxj4204e65ognmEZg

وفي الوقت الذي أشاد فيه البعض بالمحافظة باعتبارها “رمزا لحماية الذوق العام من الإسفاف”، رفض المتعطشون لرؤية رمضان في مسرح الإسكندرية التشكيك في شعبية بطل “مسلسل الأسطورة”. كما ينتقد بعضهم محاولات تنصيب البعض الآخر أنفسهم أوصياء على الفن والأخلاق.

أما النجم المصري فقد التزم الصمت لفترة قبل أن يقرر الظهور في مقطع مصور يرد فيه على ما تردد من الأنباء بشأن إلغاء حفله في مدينة الإسكندرية، بعد رفض الأهالي له.

https://www.instagram.com/p/CixnY5fjOQm/

ونفى رمضان تلك الأنباء قائلا: “إن الشركة المنظمة للحفل باعت ما يقرب من 70% من التذاكر قبل 17 يوما من الحفل”.

ثم وجه الفنان حديثه لمحافظ الشرقية الأسبق الداعم لحملة “إسكندرية لا ترحب بك” مضيفا بأنه سيتجه على الفور إلى الإسكندرية، من دون أن يستعين بحراسة، لاستيضاح أسباب الحملة”.

وتحدى رمضان المحافظ السابق بأن ينزل بنفسه للشارع وسط المواطنين الكادحين ليتابع مشاكلهم ويتعرف عن أسباب ضيقهم، على حد تعبيره.

لم تمر تصريحات رمضان دون جلبة، فقد انقسم مغردون بين مستنكر يصف الفنان بالمتسرع ويتهمه باستغلال شهرته وبين مشيد يترقب حضوره للمدينة.

وبالفعل انتشرت مجموعة من الفيديوهات توثق “تهافت الناس لالتقاط الصور معه”. فيما تناقلت بعض الصحف والقنوات المعروفة تلك الفيديوهات معربة عن دعمها للفنان استعانت وسائل إعلامية أخرى بمقاطع وأخبار تشكك في جماهيرية الفنان .

https://www.instagram.com/p/Ci2RzkNoE5O/

من يقرر الذوق العام؟

وبينما ينظر البعض للنقاش حول رمضان وحفله الغنائي على أنه أمر هامشي لا يستحق كل هذه الضجة، يرى قطاع آخر من المعلقين في الموضوع أبعادا عديدة تتجاوز البعد الفني لتشمل جوانب اجتماعية وسياسية.

ولعل أكثر العبارات والجمل التي استخدمها الرافضون لحفل رمضان هي عبارة “الفن مرآة المجتمع” و”الاسكندرية بلاد درويش لا ترحب برمضان.” في إشارة إلى الموسيقار المصري سيد درويش.

في المقابل سارع آخرون للتذكير بأن الاسكندرية كانت أيضا مهد انطلاق أهم مؤدي أغاني المهرجانات.

اقحام درويش وأغاني المهرجانات في الجدل الدائر حول الحفل فتح نقاشا موازيا حول التحولات الفنية والظواهر الاجتماعية التي شهدتها مصر في الأونة الأخيرة.

https://twitter.com/mohamedfares07/status/1572858208959725569?s=20&t=FA_j7ZTlDT3TQjoI5ehAhw

ويسوق الرافضون لإقامة حفل رمضان في الإسكندرية حججا كثيرة لتبرير موقفهم، فمنهم من يرى في الأغاني واللوحات الراقصة التي يقدمها رمضان وغيره من فناني المهرجانات، مخالفة واضحة لـ” قيم وأخلاق المجتمع والذوق العام”.

https://twitter.com/nasrkhlfallh2/status/1573577574529245184?s=20&t=l0sZGbxj4204e65ognmEZg

في حين يرى قطاع آخر من المعلقين في تلك الحجج ميلا للتعميم والاعتقاد بأن كل أفراد المجتمع يتبنون ذوقا فنيا موحدا .

ورغم تحفظ البعض على أعمال وتصرفات النجم المصري، إلا أنهم يرفضون المطالبات بإلغاء الحفل بدعوى حماية الذوق العام.

فهم يرون في تلك الدعوات محاولة لإقصاء شرائح من المجتمع تختلف عن “السائد” وتحرمها من حقها في مشاهدة أو متابعة ما تريده.

https://twitter.com/RaoufRamahy/status/1572974419189923842?s=20&t=JKP1PaEt6F11S8X-UH22NA

كذلك، يعتبر الرافضون لإيقاف العروض الفنية بحجة حماية قيم المجتمع، أن “هذا السلوك السلطوي يقتل روح الإبداع ويؤسس للفوضى ولتحويل المجتمع إلى كتل منفصلة ” على حد تعبيرهم .

وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، فثمة من اتهم التيارات السلفية في المدينة بالوقوف وراء الحملة.

https://twitter.com/sabkotmet/status/1573665438323679232?s=20&t=z4pQKNgmjLRHv0wyqJeN3A

من جهة أخرى، رفض قطاع من المغردين ربط الحملة الرافضة لحفل رمضان بإسقاطات سياسية أو أبعاد إيديولوجية.

ويقول المشاركون في الحملة إن الهدف الأساسي منها هو إعلاء قيم الفن الراقي.

ويشير هؤلاء إلى أن الحملات المقاطعة الأولى ضد رمضان كانت قد انطلقت على إثر ظهوره برفقة فنانين إسرائيليين و أزمته الشهيرة مع الطيار أشرف أبو اليسر الذي فصل من عمله بعد الصورة التي نشرها محمد رمضان برفقته في قمرة القيادة .

كما يُتهم الفنان المصري باستفزاز شعور الناس بثروته وسياراته الفارهة.

تلك التصرفات والأزمات المتتالية رأى فيها البعض أسبابا مقنعة لتفسير الحملة الأخيرة التي طالت الفنان المصري.

إلا أن البعض الآخر لم يقتنع بتلك التفسيرات ووصف الحملة الأخيرة بالغريبة والمفاجئة.

إعلاميون على الخط

وقد انخرط الكثير من الإعلاميين والكتاب في النقاش الدائر حول الحملة التي طالت الفنان المصري.

من بين هؤلاء الإعلامي إبراهيم عيسى الذي عبر عن رفضه بشكل قاطع لتلك الحملات.

ووصف عيسى عبر برنامج “حديث القاهرة” ما حدث مع رمضان بالمفزع والمقلق مضيفا بأن ” ما جرى دليل بؤس العقل المصري”.

وتابع متسائلا: أين مؤسسات الدولة مما يجري؟ كيف يمكن أن نسكت على جهة أو مجموعة تطالب بطرد فنان من مدينة في بلده.. هذا مخالف للدستور المصري”.

https://twitter.com/alkaherawalnas/status/1573042441770393601?s=20&t=TKvvDP2s3GQLvmYcvIo1kw

خلافا لعيسى، انتقد الإعلامي عمرو أديب تصرف رمضان وزيارته للإسكندرية دون حراسة معتبرا ذلك “تصرفا غير محسوب العواقب”.

وتابع أديب خلال برنامجه “الحكاية”: يمكنك أن تقيم حفلتك والخيار متروك للجمهور، سيحضرها محبوك وسيقاطعها من يريد ذلك … لكن لا نريد أن نرى مؤيدي ومعاضي رمضان وهو يقفون وجها لوجه في شوارع الإسكندرية”.

https://twitter.com/Ahmedmasoltan/status/1573636136043528192?s=20&t=l0sZGbxj4204e65ognmEZg

وانقسم المغردون بين مؤيد ومعارض لتصريحات الإعلاميين. فمنهم من حذر من تكرار تلك الحملات بينما استبعد آخرون ذلك ودعوا إلى عدم تهويل الأمر واحترام جميع الآراء.

https://twitter.com/Mohamed56253018/status/1573684388256268288?s=20&t=l0sZGbxj4204e65ognmEZg

ويبدو أن الحديث عن الفنان المصري وحفلاته لن ينتهي قريبا. فلم يكد السجال حول حفل الإسكندرية يخفت حتى تفجر نقاش محتدم آخر بعد إعلان رمضان عن موعد حفلته في العاصمة السورية دمشق.

https://twitter.com/OrientNews/status/1573618287149203458?s=20&t=l0sZGbxj4204e65ognmEZg

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.