هل يعكس التوتر بين مجلس السيادة والبعثة الأممية أزمة الحكم في السودان؟ – صحف عربية

متظاهرون يسيرون خلال مسيرة ضد الحكم العسكري في أعقاب الانقلاب في الخرطوم، السودان، 10 فبراير/شباط 2022.

Reuters

علقت صحف عربية وسودانية على التوتر الحاصل في السودان بين مجلس السيادة الحاكم بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وبعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس)، إثر إحاطة قدمها رئيس البعثة فولكر بيرتس أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، حذر فيها من تدهور الأوضاع في البلاد بسبب “القمع المفرط ضد المطالبين بالحكم المدني”، وهو ما حدا بالبرهان إلى تحذير البعثة الأممية من التدخل في الشأن السوداني وهدد بطرد فولكر.

ووصفت صحف تقرير البعثة الأممية بأنّه “صب الزيت على النار” ويضع “الكثير من العراقيل أمام نجاح مهمتها” في السودان.

ورأى كُتاب أن البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي يمكن أن “يحدثا اختراقاً” في الوضع السوداني، بينما حذر فريق آخر من أن يتأزم الوضع وينزلق السوادان إلى “دولة اللادولة”.

ويأتي هذا التوتر في ظل! تظاهرات أعلنت عنها المعارضة خلال الأسبوع الأول من إبريل/نيسان الجاري وتُختتم في السادس من الشهر نفسه بمظاهرة حاشدة باسم “زلزال 6 أبريل/نيسان”.

“سجال مستمر”

تقول صحيفة “السوداني” إن تقرير فولكر “صب الزيت على النار، خاصة الجزئية التي قال فيها إن (المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري في الخرطوم يقتلون أو يعانون من إصابات خطيرة بالذخيرة الحية، كما تستهدف الاعتقالات لجان المقاومة والقادة السياسيين بتهم جنائية، ويمنع الكثيرين من الوصول إلى الأسرة أو المحامين لأسابيع، بالإضافة إلى استهداف النساء بالاغتصاب)، ووضح ذلك جلياً بخطاب البرهان الذي شدد على حملات التشويه التي تواجهها القوات النظامية”.

وتقول صحيفة “العرب” اللندنية إن “السجال المستمر” مع بعثة الأمم المتحدة يضع “الكثير من العراقيل أمام نجاح مهمتها بعدما خرج التوتر من الظل إلى العلن أخيراً، بما يشير إلى أن العلاقة بحاجة إلى ضبط قبل أن تنهار مهمة البعثة التي تواجه عراقيل داخلية وخارجية متعددة”.

وتشير الصحيفة إلى أن المبادرة التي قدمها فولكر لإنهاء الصراع السياسي “اصطدمت… بعراقيل جعلتها تراوح مكانها منذ ثلاثة أشهر عندما أطلقت مشاورات مع قوى متباينة وسط أجواء اتسمت بعدم الثقة في قدرة الأمم المتحدة نفسها على إحداث تحول إيجابي”.

ويقول حيدر المكاشفي في “الجريدة” السودانية إن إحاطة فولكر التي “أثارت كل هذا الرعب في أوساط الانقلابين وشيعتهم، لا يستطيع كائن من كان أن ينفي صدق ودقة معلوماتها”.

ويتساءل: “فمن يغالط في أن البلاد تتجه نحو انهيار اقتصادي وأمني وتشهد معاناة إنسانية كبيرة، ما لم تُستأنف المرحلة الانتقالية بقيادة المدنيين الذي أطاح بهم البرهان، ومن ينكر أن منسوب الجريمة والفوضى في ارتفاع، ومن يشكك في قوله عن استمرار قتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب، والعنف ضد المرأة، وأن البلاد بدون حكومة عاملة منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول، إلى آخر الحقائق الدامغة والمعلومات الدقيقة التي كشفها فولكر”.

ويحذر الشفيع خضر سعيد في مقال له في “القدس العربي” اللندنية أنه “عندما تتعطل أجهزة ومؤسسات الدولة وتعجز عن أداء مهامها… وعندما يتم بشكل دائم خرق الدستور… وتدار الدولة وفق أهواء ومصالح المجموعة المتحكمة، وعندما يفتقد المواطن الأمن والأمان في بلده… وعندما لا تلتفت المجموعة الحاكمة إلى مواطنيها وهم يعانون الفقر والفاقة حد الموت جوعا…، عندما تتبدى هذه المظاهر، وغيرها كُثر، في دولة ما، يُقال إن هذه الدولة تقترب من حالة ‘دولة اللادولة'”.

ويرى الكاتب أن “الجهد المشترك بين البعثة الأممية/ يونيتامس والاتحاد الأفريقي، يمكن أن يحدث اختراقا ويوفر الآلية الملائمة لرعاية هذه العملية السياسية الشاملة”.

امرأة سودانية تحمل العلم خلال مظاهرة ضد الانقلاب العسكري، في يوم المرأة العالمي في الخرطوم، السودان، 8 مارس/آذار

Reuters

“فولكر بعده الطوفان”

وتقول صباح محمد الحسن في صحيفة “الجريدة” السودانية إن “أحدث ما توقعناه قبل يومين أن الحكومة ستتخطى خطاب البيانات وتتعامل مع فولكر بأسلوب جديد، لأن فولكر فضح أمرها وكشف زيفها، وها هي الحكومة الانقلابية تكشر أنيابها للبعثة الأممية بعد أن قدمت تقريرها الصريح والمكشوف عن الجرائم البشعة ضد حقوق الانسان والتي ارتكبها النظام في نصف عام فقط”.

وتؤكد أن “رفض المكون العسكري للبعثة الأممية لم يكن أمرا جديدا، فالمكون العسكري رفضها منذ بداية وجودها بالبلاد… والبرهان يعلم علم اليقين أن ما يحدث في السودان لا يحتاج إلى تقرير، فمجلس الأمن من شاشة التلفزيون يمكن أن يوثق كل الجرائم المرتكبة في حق المواطنين في الشارع السوداني”.

ويرى خليل محمد سليمان في جريدة “الراكوبة” أن رئيس البعثة الأممية تأخر في إحاطته أمام مجلس الأمن.

ويقول: “للأسف تأخر فولكر في اتخاذ قرار حاسم سيعقد الوضع علي الأرض، وستذهب البلاد إلي المجهول جراء هذا التباطؤ. هل يعلم البرهان أن فولكر بعده الطوفان الذي يتمثل في البند السابع. من المفترض أن تكون أنت يا البرهان أكثر الناس حرصا علي فولكر الذي يسير بسرعة السلحفاء”.

ويحذر أنه “إن لم يقم مجلس الأمن بواجباته في الوقت المناسب، وبالأدوات المطلوبة، سيكون السودان بوابة أفريقيا إلي الجحيم”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.