التج محكمة دنماركية تدين ثلاثة معارضين إيرانيين بنقل معلومات للسعودية ودعم الإرهاب

شرطيان مدججان بالسلاح يحرسان محيط المحكمة في الدنمارك.

Getty Images
محاكمة المتهمين أجريت في محكمة “روسكيلد” تحت إجراءات أمنية مشددة.

دانت محكمة دنماركية ثلاثة من قادة جماعة انفصالية إيرانية معارضة بتهمة التجسس لصالح السعودية خلال الفترة من 2012-2020 ودعم الإرهاب.

وينتمي الأشخاص الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 51 عاماً إلى تنظيم انفصالي يدعى حركة النضال العربي لتحرير الأحواز- الاسم الآخر للأهواز- وهي حركة تعتبرها إيران تنظيماً إرهابياً.

وتسعى الحركة إلى إقامة دولة مستقلة للأقلية الإثنية العربية في إقليم خوزستان الجنوبي المنتج للنفط.

وحددت المحكمة شهر مارس/آذار القادم موعداً للنطق بالحكم في القضية. وقد يواجه الأشخاص الثلاثة- أحدهم يحمل الجنسية الدنماركية- أحكاماً بالسجن قد تصل إلى 12 عاماً، مع احتمال ترحيلهم من البلاد.

وخلال مداولات مطولة عقدت في محكمة في مدينة “روسكيلد” الدنماركية، استعمت هيئة المحلفين إلى تفاصيل قيام المتهمين بـ “جمع المعلومات عن أفراد ومنظمات، داخل الدنمارك وخارجها، وكذلك عن الشؤوون العسكرية الإيرانية، ونقلها إلى ضباط في الاستخبارات السعودية مقابل المال”.

وأدين الثلاثة بتهمة “دعم الإرهاب” وذلك لدعمهم نشاطات “جيش العدل”، الذراع العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وبتقديم الدعم أيضاً لما يعرف بكتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر التي نفذت هجمات داخل إيران.

ورأت هيئة المحلفين أن “أفعال وهجمات هذه الحركات تعتبر هجمات إرهابية تتجاوز حدود القتال المشروع من أجل الحرية”.

وأدين المتهمون كذلك بـ “تمويل ومحاولة تمويل الإرهاب”، وذلك لتلقيهم مبلغ 15 مليون كرونر (حوالي 1.7 مليون دولار أمريكي) من وكالة استخبارات سعودية بالإضافة إلى محاولة الحصول على مبلغ آخر بقيمة 15 مليون كرونر من المصدر نفسه.

وتوصلت المحكمة إلى أن المبالغ المالية كان تستهدف تمويل أنشطة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.

وكان الثلاثة رهن الاحتجاز في الدنمارك منذ فبراير/شباط 2020، ووضعوا تحت حماية خاصة بسبب طبيعة القضية.

وتعود القضية إلى العام 2018 عندما كان أحد الأشخاص الثلاثة هدفاً لمحاولة هجوم فاشلة على الأراضي الدنماركية يعتقد بأنها كانت بتمويل من النظام الإيراني رداً على مقتل 24 شخصاً في الأهواز، جنوبي إيران، في سبتمبر/ أيلول 2018.

قصة خوزستان الإيرانية التي تعيش بها أقلية عربية كبيرة

ما أسباب أزمة المياه التي أثارت احتجاجات في إيران؟

إيران تهدد برد “ساحق” في أعقاب الهجوم على استعراض عسكري في الأهواز

وكانت إيران قد نفت رسمياً ضلوعها في خطة الهجوم في الدنمارك، لكن محكمة دنماركية أصدرت في 2020 حكماً بالسجن سبع سنوات على مواطن نرويجي من أصل إيراني على خلفية دوره في الخطة.

وكشفت القضيتان أن الصراع في مجال الاستخبارات بين السعودية وإيران امتد إلى الأراضي الدنماركية، ما دفع لدنمارك إلى المطالبة بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على إيران في 2018 عقب اعتقال الشخص النرويجي.

وحذر حينها رئيس وكالة الاستخبارات الدنماركية، فين بورش أندرسن، من أنه لن يقبل قيام الدول الأجنبية بنقل “صراعاتها” إلى الأراضي الدنماركية.

وبعد الهجوم الفاشل بدأت السلطات الدنماركية تتعقب أنشطة الأشخاص الثلاثة في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إلى أن تم اعتقالهم قبل عامين.

خوزستان

BBC

ما هي حكاية الأهواز؟

الأهواز هي عاصمة إقليم خوزستان ، كما تحمل هذه المنطقة الواقعة في جنوب غرب إيران أيضا اسم الأحواز.

وتبلغ مساحة الإقليم 375 ألف كلم مربع، وتشير بعض المصادر إلى أن عدد سكانه يبلغ نحو 8 ملايين نسمة.

وكلمة الأهواز نفسها ربما تكون تحريفا لكلمة أحواز العربية فهي جمع كلمة “حوز”، وهي مصدر للفعل “حاز” بمعنى الحيازة والتملك.

وأغلب سكان الإقليم من العرب وعدد كبير منهم من السنة الذين قدموا للمنطقة منذ زمن بعيد، وتشير تقارير المنظمات الحقوقية الدولية إلى تعرضهم للتمييز والتهميش في إيران.

احتجاجات خوزستان

AFP
قوات الأمن الإيرانية تواجه الاحتجاجات الأخيرة على شح المياه في خوزستان.

وكانت المنطقة قد شهدت أعمال شغب عام 2005 كاحتجاج على خطط الحكومة تشجيع المزيد من الإيرانيين ذوي الأصول الفارسية على الانتقال إلى الإقليم.

وشهد الإقليم كذلك اضطرابات وهجمات تفجيرية شنتها حركات انفصالية، كما حدث في الهجوم في سبتمبر/ أيلول 2018 على استعراض عسكري أقيم بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لانتهاء الحرب الإيرانية- العراقية.

وكانت أحدث مظاهر تلك الاضطرابات خروج مظاهرات في أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي للتنديد بشحّ المياه في محافظة خوزستان.

وقالت منظمة العفو الدولية في حينه، إنها أحصت 8 وفيات على الأقل، بينهم صبي، في صفوف المتظاهرين بعد لجوء الشرطة لاستخدام الذخيرة الحية لقمع المظاهرات.

يُذكر أن هذه المنطقة تُعد أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى محافظات البلاد.

وقد شهدت انتعاشا في القرن العشرين، مع تطوير حقول النفط، وبناء خط سكة حديد عبر إيران، وتوسيع الموانئ في عبادان وخرمشهر.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.